أبناء السويداء حالهم كحال كل السوريين تفاعلت مشاعرهم مع الحراك الثوري ضد الظلم لكن سيطرة النظام على أصحاب القرار والمشورة في المحافظة جعلتهم بعيدين عن الانخراط في ثورة العز والكرامة، وهذا لا يعني عدم وجود ناشطين في داخل المحافظة وخارجها يصدحون بصوتهم ضد النظام وأتباعه.
“مروة عامر” الناشطة الميدانية من السويداء تتحدث عن التجاوزات التي حدثت في أرجاء المحافظة من اختطاف وسلب ونهب حتى وصلت في بعض الأحيان إلى القتل ويعود سبب ذلك إلى اعتماد النظام على شخصيات حملت السلاح معه لجر أهالي السويداء للوقوف بجانبه في حربه ضد شعبه.
16 أيار/ مايو الحالي أثارت عملية اختطاف الممرضة “سماح قطيش” العاملة في المشفى الوطني في مدينة السويداء في ظروف غامضة لتنكشف في 21 من الشهر نفسه عملية الاختطاف حيث تم تهريبها من قبل امراة من عائلة ” أبو راس” وبدأ البحث عن الخاطفين.
حيث تم تشكيل مجموعة تابعة لشيوخ العقل في الطائفة للبحث عن الخاطفين متجاهلين سلطات النظام وأجهزته، وهذا الأمر أثار حفيظة المثقفين والرافضين الوقوف إلى جانب النظام وانتقادهم لهذا التصرف بعبارات الشتم، لماذا لاتعترفوا بأجهزته حيث تم إلقاء القبض على المدعو “علاء أيمن نكد” في قرية سهوة البلاطة وتشكيل محكمة عشائرية من قبل وجهاء السويداء ومشايخها ويتم الحديث عن إصدار قرار بالإعدام متجاهلين محاكم النظام.
وليست قضية “سماح” هي الأولى من نوعها فقضية “ريان أبو فخر” الذي قتل منذ مدة والمتهم هو أحد المحسوبين على الأمن العسكري وعلى علاقة شخصية مع العقيد وفيق ناصر رئيس فرع الامن العسكري في المنطقة الجنوبية وتعتبر قضية ريان السبب في إصدار حكم الإعدام بعد أن حمى النظام القاتل وأصدر بحقه حكم 20 عاما في السجن.
الجدير بالذكر أن السويداء تعاني من فوضى وانفلات أمني بعد أن عمل النظام على إيصال السلاح إلى ثلة من أصحاب السمعة السيئة والنفوس المريضة الذين وجدوا أنفسهم مسؤولين بشكل أو بآخر عن الحياة في السويداء مستغلا النظام هؤلاء لتنفيذ أجنداته وبث الفتن وضرب التعايش في المدينة.
وأثارت المشاكل مع محافظة درعا من خلال عمليات الخطف والسلب كل ذلك حسب الناشطة مروة جعل من السويداء تعيش في حالة صعبة هي من أكثر المحافظات للمثقفين والمطالبين برفع الظلم ولا تستغرب من حراك قد يطيح بفترة الولاء للنظام بعد أن أصبح من غير الممكن العودة إلى حالة الأمان والاستقرار.
وتعلو اليوم في السويداء أصوات لفئة ترفض البقاء في عباءة النظام بعد كل المجازر والإجرام وبعد نجاح سلطات النظام في جعل السويداء موالية للنظام في نظر المعارضة وتغليب المصلحة العامة على الأمور الشخصية والابتعاد عن سحب المحافظة إلى عدائية مع معظم الشعب السوري.
المركز الصحفي السوري – محمد العلي