تعيش المعاقل الرئيسية لنظام أسد في الساحل (اللاذقية و جبلة ) حالة من التوتر والغليان نتيجة الأوضاع المعيشية الصعبة وانهيار الليرة الكلي و المستمر، والتي قارب سعر صرفها حاجز 4000 للدولار الواحد، وما رافق ذلك من فلتان الأسعار و الأسواق وانتشار الجوع، ناهيك عن الصراعات المحتدمة والعلنية ضمن العائلة الحاكمة(أسد –مخلوف) .
وأكد الناشط حسن اللاذقاني “اسم مستعار” لأورينت نت أن مدينة اللاذقية تشهد تشديدا أمنيا مكثفا ساعات الليل على غير العادة، حيث تنتشر الدوريات على المفارق و الطرقات الفرعية، و هناك تدقيق كبير لأوراق المارة مع بعض الإعتقالات .
الناس متخوفون
وتابع اللاذقاني : الناس العاديون هنا أصبحوا متخوفين من كل شيئ ويعيشون حالة ترقب لما ستؤول اليه الأمور، فالاصطفافات بين المليشيات المسلحة أصبحت ظاهرة للعيان بين متضامن مع “مخلوف” أو مؤيد لشخص رأس النظام، وكل مليشيا تقوم بتدشيم و تحصين مواقعها بشكل لافت، وتحولت عبارات الشتم على ألسنة عناصر تلك المليشيات، والتي تطال رأس النظام إلى شيئ عادي و متداول بشكل يومي .وفي السياق ذكرت عدة وسائل إعلامية أن مدينة جبلة استفاقت يوم الإثنين الماضي على مجموعة من الشعارات الإحتجاجية ضد النظام كتبت على جدران المدراس و الأبنية، وكلها تعبر عن مشاعر الغضب و الإستياء من رأس النظام و الوضع الاقتصادي الكارثي الذي أوصل إليه البلاد.
تصادم مسلح
بدوره رأى الباحث في الشأن السوري حمود كرّوم، أن إنهيار الأوضاع المعيشية والفقر الذي وصل إلى صفوف البيئة الحاضنة إضافة إلى إشتداد حدة الصراع بين (أسد ومخلوف) و ما خلفه من استقطاب حاد ضمن المليشيات المسلحة سواءا الداعمة ل “مخلوف” أو المؤيدة لرأس النظام و المستفيدة من المكاسب و النفوذ ربما ستؤدي في النهاية إلى حالة من التصادم المسلح .
وأشار كروم لأورينت نت، إلى أن هناك قناعة لدى طائفة النظام أنها ضحت خلال تسع سنوات بأكثر من 100 ألف قتيل في سبيل بقاء أسد على الكرسي ولذلك يلعب “مخلوف” على هذا الجانب لاستغلاله لصالحه في صراعه مع إبن عمته ” أسد “، وهذا ما يفسر الانتقاد العلني، بل والشتائم المتداولة على ألسن عناصر المليشيات ضد رأس النظام .ضروروة الانتفاضة
و في معرض حديثها عن العقوبات الأمريكية صرحت بثينة شعبان مستشارة الأسد لصحيفة الوطن الموالية أن ” قانون قيصر يستهدف سوريا وحلفائها ولا خيار أمامنا سوى الصمود” لتمتلئ بعدها مواقع التواصل الاجتماعي الموالية بعدد كبير من الردود الغاضبة والساخرة، حيث رد عليها أحدهم متهكما : “قريبا سيتم توزيع الصمود عبر البطاقة الذكية بمعدل 2 كيلو صمود و 3 كيلو تصدي و 2 ليتر مقاومة و الكمية ستكفي الجميع بلا تدفيش يا شباب”.
فيما تداول ناشطون مقطعا مصورا لسيدة علوية تدعى وفاء سلطان و تعود أصولها إلى بانياس، شنت فيه هجوما لاذعا ضد بشار الأسد واصفة إياه بالمجرم، و اعتبرت ” أنه لا يوجد إرهاب أبشع من الذي مارسته عائلة الأسد و طالبت السوريين بعدم الصمت و الإنتفاضة في وجه العائلة الحاكمة .
يشار إلى أن عدة مناطق خاضعة لسيطرة نظام أسد، شهدت تظاهرات و احتجاجات نددت بالواقع الاقتصادي و الغلاء المعيشي الذي تشهده الأسواق، كما نادت بإسقاط النظام وحكومته، ولاسيما في محافظة السويداء ودرعا ودير الزور، وفي بلدة زاكية في ريف دمشق .
وبالمقابل أفادت شبكات محلية أن ميليشيا أسد أخرجت مسيرات مؤيدة لبشار أسد إلى الشوارع، لإرهاب الناس هناك وتخويفهم من مغبة العصيان والتمرد.
نقلا عن اورينت نت