“لم أكن أعلم أنّ زواجي سيكونُ كابوساً أعيشهُ يوماً من الأيام، بل كنت أرى أو أحلم أنني سأكون سعيدةً في قفص ذهبي، ويأتِ العريسُ على حصانٍ أبيض يحمل لي مفاتيح السعادة”
أحلام، أمٌ لطفلين ولا تزالٌ طفلةً معهما، فقد أنجبت طفلها الأول ولم تتجاوز السادسة عشرة من عمرها، والثاني في سن الثامنة عشرة، وتقول “كنت أربي طفلاي وأحملهما وأنا ما زلت طفلةً مثلهما، واليوم نتشارك الهموم والألعاب سوياً، بعد رحيل زوجي قبل أشهر”
تعيش أحلام مع ولديها وأبويها في إحدى مخيمات بلدة دير حسان في ريف إدلب الشمالي بعدما فقدت زوجها في قصف سابق، واضطرت على حمل همومٍ ومصاعب لا تحملها الجبال، فهي اليوم ولم تتجاوز العشرين من عمرها تضطر لإعالة وحمل مسؤولية طفليها.
تعرضت أحلام لأزمات نفسية عانت الكثير حتى خرجت منها وذلك خلال مراحل الزواج وأخرى بعد وفاة زوجها، وتقول “كان الزواج بالنسبة لي حلماً، أرى معظم صديقاتي قد تزوجن وأنا لم أرتبط بعد، وعند تقدم أول شاب لي للزواج وافقت حتى أقيم حفلةً وأرتدي فستاني الأبيض، وفي الحقيقة كنت أريد التخلص من الدراسة أيضاً”
تشعر أحلام بالنّدم، ليس تذمراً من واقعها فهي تعيش مع طفليها بكل حب، لكنها تقول “أندم على زواجي المبكر، وتحملي مسؤولية لم أقوَ على حملها، عانيت كثيراً في التأقلم مع حياتي الجديدة في بداية زواجي، كنت قد واجهت بيئةً غير التي نشأت فيها في منزل أهلي، واليوم نصيحتي الوحيدة للفتيات أن تريثن، وتعلمن قبل أن تقدمن على خطوة الزواج”
مخاطر الزواج المبكر
في فيديو تثقيفي نشرته منظمة “SARD” العاملة في الشمال السوري قبل أيام، ظهرت إحدى عاملات المنظمة تتحدث مع عائلة قائلةً “تضعون الفتاة تحت ضغط نفسي وجسدي واجتماعي كبير، الجسم لم يكتمل بعد، والرحم والحوض لم ينضجان”
وأضافت “كل ما يتم تزويج طفلة تحت سن الثامنة عشرة تعرض لخطر الانسمام الحملي وخطر فقر الدم، بالإضافة للولادة المبكرة، والتمزقات التي تكون نتيجة الولادة العسيرة التي تنتهي بعملية قيصرية، وبهذا تعرض حياة الأم مع جنينها لخطر الموت”
الجدير ذكره أنّ تقديرات منظمة الأمم المتحدة للطفولة “اليونيسف” بأنّ 15 مليون فتاة تحت سن الثامنة عشرة يتم تزويجهنّ كلّ عام، بعضهنّ لم تتجاوزن العشر سنوات من العمر.
قصة خبرية بقلم: إبراهيم الخطيب
المركز الصحفي السوري
عين على الواقع