لعل أكثر الأمراض شيوعاً في فصل الشتاء الزكام، وهو مرض فيروسي لا دواء له من كثرة الفيروسات المسببة له.
فهو مرض فيروسي معدي يصيب الجهاز التنفسي العلوي مع تأثير أولي على الأنف، يوجد أكثر من 200 سلالة فيروس تعتبر مسببةً للزكام ولكن الفيروسات الأنفية هي الأكثر شيوعا.
التهابات الجهاز التنفسي العلوي تقسم حسب المنطقة التي تؤثر فيها، حيث الزكام يؤثر بشكل أولي على الأنف، الحلق، الجيوب الأنفيه، أو ( التهاب الملتحمة) الذي يصيب إحدى أو كلا العينين أحيانا.
يعتبر أكثر مرض معدي للإنسان مع معدل الإصابة للبالغين من مرتين إلى ثلاث مرات في السنة و معدل الإصابة للأطفال من ستة إلى اثنتي عشرة مرة في السنة.
أهم أسباب حدوث الزكام انسداد الأنف:
يحدث احتقان الأنف نتيجة التهاب الأوعية الدموية الموجودة في الغشاء المبطن للأنف وهذا الإلتهاب ممكن أن يحدث نتيجة الإصابة بالبرد أو الانفلونزا أوالتهاب الجيوب الأنفية أو الحساسية بما فيها الحساسية الموسمية.
عند دخول أي فيروس أو بكتيريا أو جراثيم إلى الجسم يبدأ جهاز المناعة في إفراز كمية أكبر من المخاط الأنفي كفخ لهذه الأجسام الضارة تمهيدًا للقضاء عليها.
وزيادة إفراز المخاط في الأنف يعمل علي انسدادها وبالتالي يسبب صعوبة التنفس وهذه المشكلة قد تسبب لك الضيق وعدم الشعور بالراحة لكنها أمرا يهدد حياة الأطفال حديثي الولادة.
أعراض الزّكام والأدوية الّتي تعطى له:
الحرارة: وهي من الأعراض النّادرة في الزّكام؛ لذا لا ينصح باستخدام الأدوية المخفّضة للحرارة.
انسداد الأنف: حيث يعالج عن طريق الأدوية الأدرينيّة الموضعيّة، أو عن طريق الفم، ومن هذه الأدوية الأكوسيميتازولين والفينيليفرين؛ حيث تعطى كقطراتٍ في الأنف أو عن طريق رشّاش الأنف، ولا يجوز استخدامها للأطفال تحت عمر السنتين.
سيلان الأنف: حيث تتمّ معالجته عن طريق مضادات الهيستامين؛ لكن أهم تأثيراتها أنّها مهدّئات تجعل الشّخص يشعر بنعاسٍ شديد لذا ينصح استخدامها قبل النوم وليس خلال النهار، ومن الأدوية المستخدمة أيضاً لعلاج سيلان الأنف الابراتربيوم بروميد وهو ليس مهدّئا وبذلك نتجنّب هذا العرض الجانبي لكن من أهم تأثيراته إثارة بطانة الأنف مع النزف.
التهاب الحلق: حيث تتمّ معالجته عن طريق المسكّنات مثل: الباراسيتامول.
السّعال: يحدث غالباً بسبب أعراض الأنف عند الشخص المصاب، لذا لا ينصح بإعطاء المريض الأدوية المضادة للسّعال.
علاج الزّكام
يعتمد علاج الزّكام بشكلٍ أساسيّ على علاج أعراض المرض وليس علاج المرض نفسه؛ لذلك فإنّ الأدوية المضادّة للفيروسات مثل الريبافارين وغيرها لا ينصح باستخدامها إطلاقا في علاج الزكام، أمّا المضادّات الحيويّة فلا يصلح استخدامها لأنّ الالتهاب فيروسي وليس بكتيري.
وتعتبر الأدوية المستخدمة لعلاج أعراض هذا المرض فعّالة لدى البالغين، لكن استخدامها للأطفال قضيّة خلافيّة حتّى الآن.
مجلة الحدث