مرور ما يقارب العام على الوصول اتفاقية الزبداني الفوعة، الاتفاقية التي نصت على وقف اطلاق النار في مدن و بلدات الزبداني والفوعة وكفريا وبعض بلدات إدلب وفتح ممرات إنسانية وإدخال المساعدات إليها ،بالإضافة الى اخلاء جرحى الحرب ومن ثم اخراج المقاتلين من المدن المذكورة.
اتفاقية حولت مدينة الزبداني وبلدتي مضايا وبقين إلى منطقة منكوبة، بحسب الهيئات الطبية في مدينتي الزبداني ومضايا فأن أكثر من 320 شخص لقوا مصرعهم منذ توقيع الاتفاق، اكثر من 140 في مدينة الزبداني لوحدها.
أكثر من 500 يوم على أطباق الحصار على مدينة الزبداني وبلدتي مضايا وبقين وأكثر من 100 يوم على دخول آخر قافلة مساعدات إليهم، الأوضاع الإنسانية أخذة بالتدهور في المنطقة عموما وفي الزبداني خصوصا، حيث يقطنها اليوم اقل من 200 شخص في حي صغير جدا لا تتجاوز مساحته الكيلو متر، بعد نفاذ المساعدات الاممية اضطر الموجودين بداخلها إلى شراء الماء و الغذاء من ميليشات حزب الله المحاصرة للمدينة، تقوم تلك الميليشات بابتزاز المحاصرين حيث يصل ثمن اي سلعة تباع عن طريقهم إلى أكثر من 20 ضعف وترفض أحيانا استلام الأموال مقابل البضاعة وتطالب بالسلاح مقابل الطعام.
عامر برهان المسؤول عن مشفى الزبداني في مدينة الزبداني يقول: “بعد أن قامت قوات النظام باغتيال آخر طبيب جراح موجود في المنطقة ( محمد الخوص ) لم يبقى هنالك اي شخص داخل مدينة الزبداني مؤهل للقيام بالعمل الطبي واقتصر عملنا ضمن الطبية على تقديم الاسعافات الاولية وتوثيق انتهاكات النظام وميليشات حزب الله ويضيف.
منذ ما يقارب العشرين يوما نفذت المواد الغذائية في المدينة ونضطر ان نتناول اوراق الاشجار او شراء المواد الغذائية من حزب الله بأسعار جنونية ”
و يضيف ايضا: “الأمم المتحدة غير آبهة بحال المحاصرين الموجودين داخل المدينة او غيرها من المدن المحاصرة، رأينا جميعنا حين ما كانت قوات النظام تحاصر حلب موقفها السلبي وبعد انقلاب الآية رأسا على عقب كيف بدأت تصرخ و تستغيث لإيقاف هجوم الثوار بحجج انسانية”.
بالحديث مع المسؤول عن المكتب الاعلامي في المجلس المحلي للمدينة قال: “نسبة الدمار في مدينة الزبداني تجاوزت 95% .
أكثر من 16000 منزل وشقة سكنية دمرت بشكل كامل خلال خمسة أعوام من اعتداءات قوات النظام ، سهل المنطقة حرق بأكمله، وأكثر من 14 مدرسة و 8 معاهد ومدارس تعليم اطفال، كل المساجد، كنيسة وديران، ثلاثة مشافي ومستوصف”.
محمد مقاتل موجود في المدينة متحدثا عن اتفاق الفوعة: ” ان تنفيذ الاتفاق كان كفيل لإنقاذ أرواح المئات داخل مدينة الزبداني و لولاه لما كنت اليوم على قيد الحياة اتفاق ممتاز لكن البطء بتنفيذ بنوده حوله إلى أسواء اتفاق تم الوصول إليه في المنطقة منذ اندلاع الثورة من حيث العواقب التي حلت بالمنطقة بعد تنفيذه.
بعد أيام سيدخل الاتفاق عامه الأول وسط تجويع 40000 مدني في مضايا و بقين وما يقارب 200 شخص في مدينة الزبداني، وممارسة كافة الضغوط المتاحة امام ميليشات حزب الله لافراغ المنطقة من قاطنيها وسكانها الاصليين سواء طوعا او باستخدام سلاح التجويع او العنف ، السلام الانجح حيث تمكنت تلك الميليشيات من تهجير ما يقارب 90% من الذين كانوا متواجدين داخل مدينة الزبداني عند توقيع الاتفاق المشؤوم.
بقلم أحمد عبد الوهاب