نفى مسؤول سعودي الخميس أنباء عن تحديد إقامة ولي العهد السابق الأمير محمد بن نايف في القصر ومنعه من السفر للخارج بعد أن حل محله ابن عمه الأمير محمد بن سلمان.
وردا على سؤال بشأن التقرير الذي نشرته صحيفة “نيويورك تايمز” قال المسؤول لـ”رويترز”: “هذا ليس صحيحا، 100 في المئة”.
وكانت صحيفة “نيويورك تايمز” قالت إن ولي العهد السعودي السابق الأمير محمد بن نايف الذي أطاح به انقلاب ناعم الاسبوع الماضي لصالح ابن عمه الأمير محمد بن سلمان ستفرض عليه الإقامة الجبرية في قصره بمدينة جدة.
ونقلت الصحيفة عن أربعة مسؤولين أمريكيين حاليين وسابقين مقربين من العائلة السعودية الحاكمة.
وتأتي الإجراءات الجديدة ضد رجل كان حتى الأسبوع الماضي في منصب الرجل الثاني لولاية العهد وأقوى رجل في المؤسسة الأمنية التي تدير البلاد باعتباره وزيرا للداخلية.
وقالت الصحيفة في التقرير الذي ترجمته “عربي21” إن شكل الإقامة الجبرية المفروض على ابن نايف غير معروف ولم تفلح محاولاتها في الحصول على تعليقات من القصر الملكي وقام القصر بتحويل كل الاستفسارات لوزارة الإعلام السعودية.
وكان الملك سلمان بن عبد العزيز قد غير تقاليد الخلافة للعرش السعودي عندما نقلها مباشرة لابنه بعدما كان يتداولها أبناء مؤسس المملكة عبد العزيز بن سعود بينهم منذ وفاته عام 1953.
وبموجب القرارات الملكية فقد تم إعفاء محمد بن نايف من ولاية العرش ومنصبه كوزير للداخلية وتعيين ابن أخيه عبدالعزيز بن سعود بن نايف (33 عاما) مكانه. وأنهى الملك مسيرة عملية لأمير حظي باحترام المؤسسات الأمنية الأمريكية وقاد حملة تفكيك القاعدة في السعودية وتعرض نفسه لأكثر من محاولة اغتيال تركت واحدة منها في عام 2009 أثارا عليه.
وفي الوقت الذي رحب انصار ولي العهد الجديد محمد بن سلمان بالقرارات الملكية باعتبارها دعما للشباب ومرحلة مهمة في مسيرة المملكة إلا أن ترفيعه أنهى رحلة عدد من الأمراء الكبار الذين يرونه متهورا وقاد البلاد إلى حرب لا نهاية لها في اليمن.
وحاولت المملكة إظهار عملية نقل السلطة بأنها سلسة وبث التلفاز الرسمي أكثر من مرة صورا للأمير بن نايف وهو يبايع ابن عمه ويقبل الأخير يده وقدمه.
إلا ان القيود الجديدة على حركة الأمير تشي بأن عددا من أفراد العائلة الكبار ليسوا راضين عن ترفيع ابن سلمان وأن ظهوره العام قد يفاقم من مشاعر السخط.
وقال مسؤول أمريكي بارز “إنها إشارة عن عدم رغبة ابن سلمان بأي معارضة” و “لا يريد أية تحركات خلفية من داخل العائلة. ويريد ترفيعا بدون أي معارضة ولا يعني ذلك أن ابن نايف يقوم بالتآمر عليه”.
وقال المسؤول إن الولايات المتحدة تتواصل مع وزارة الداخلية السعودية لكن المسؤولين الأمريكيين لم يتصلوا مع ابن نايف وما زالوا يراقبون الوضع.
وقال المسؤول البارز إن محمد بن نايف كان “صديقا وشريكا مهما للأمريكيين ولا نريد أن يعامل بطريقة غير رقيقة أو مبتذلة”.
وتقول الصحيفة إنه منذ الإطاحة بابن نايف عبر عدد من المسؤولين الامريكيين في مجال مكافحة الإرهاب عن غضبهم ولكنهم لم يريدوا التعبير عن مواقفهم بطريقة علنية.
وكان ابن نايف قد عاد بعد الإعلان عن التعيينات الجديدة إلى قصره في جده ليجد أن حرسه الذين يثق بهم قد استبدلوا بحرس موالين للأمير محمد بن سلمان. ومنذ ذلك الوقت منع من مغادرة القصر بحسب مسؤولين سعوديين وأمريكيين.
وأكد مسؤول امريكي آخر له علاقة مع العائلة المالكة الأخبار وأن الأمير بن نايف ممنوع من مغادرة قصره. وقال سعودي آخر إن الإجراءات الجديدة تم فرضها مباشرة بعد ترفيع بن سلمان. وشملت الإجراءات كذلك بنات بن نايف. وقيل لواحدة من بناته المتزوجات إنها لا يمكنها المغادرة وسمح لزوجها وأولادها بالمغادرة فقط. وبحسب مسؤول أمريكي فالأمير بن نايف ممنوع من مغادرة المملكة لكنه لم يسمع إن كان مقيد الحركة في قصره.
وكان العاهل السعودي، الملك سلمان، عزل ابن نايف وعين ابنه محمد وليا للعهد، وطلب من السعوديين مبايعته في قصر الصفا بمكة المكرمة.
وانتشر مقطع فيديو يظهر فيه ابن نايف وهو يبايع ولي العهد الجديد، ليقوم الأخير بتقبيل يده ورجله.
عربي 21