الأمم المتحدة: لا يجب تكرار مأساة حلب في مدن سورية أخرى.. وأوباما يتهم روسيا والنظام بانتهاك القانون الدولي
شدد مفوض الأمم المتحدة السامي لشؤون اللاجئين في بيان “فيليبو جراندي”، اليوم السبت، على ضرورة السماح بخروج كل المدنيين من شرق حلب، وعلى عدم تكرار مأساة حلب في مناطق أخرى، وقال: إن الحرب السورية يجب أن تتوقف على الفور، لمنع تكرار مأساة حلب في مناطق أخرى.
إلى ذلك، أوضح أن “هناك خطرا كبيرا من استمرار مثل هذا النزوح والمعاناة وتكراره في مناطق أخرى وفي معارك أخرى”. وقال: “من أجل حماية المدنيين في كل مكان يجب إنهاء الصراع السوري الآن ودون تأخير، يجب ألا يكون المدنيون رهائن للمفاوضات”.
وتأتي تلك التصريحات بعد أن توقفت صباح الجمعة عمليات الإجلاء من شرق حلب، بعد أن قامت ميليشيات موالية للنظام بالاعتراض ومنع قوافل الإجلاء من متابعة طريقها، ما لم يتم إجلاء عدد من المصابين والمسلحين من بلدتي كفريا والفوعة في ريف إدلب.
إلا أن تطوراً آخر طرأ اليوم السبت بعد أن تم إعلان التوصل لاتفاق من أجل استئناف عمليات إجلاء المدنيين والمسلحين الباقين في الأحياء الشرقية لحلب مقابل إجلاء عدد من الأشخاص من بلدتي كفريا والفوعة المحاصرتين من قبل المعارضة السورية وبلدتي مضايا والزبداني المحاصرتين من قبل ميليشيات حزب الله.
أوباما يتهم روسيا والنظام بانتهاك القانون الدولي ويدعو لنشر مراقبين دوليين في حلب
دعا الرئيس الأمريكي باراك أوباما أمس الجمعة لنشر مراقبين دوليين في مدينة حلب للإشراف على عملية إجلاء المدنيين من أحياء حلب المحاصرة، وأشار إلى ضرورة وضع حد للخروقات التي تقوم بها قوات النظام وحلفائه، خلال عملية الإجلاء من خلال استهداف القوافل التي تعمل على إجلاء المصابين والجرحى، بحسب وكالة الأنباء الفرنسية.
وللمرة الثالثة عمدت قوات النظام وميليشيات إيران على تعطيل عملية الإجلاء من داخل حلب، في محاولة منها إدراج كفريا والفوعة ضمن اتفاق حلب، وكان أوباما اتهم روسيا وقوات النظام بهجوم وحشي على الأحياء الخاضعة لسيطرة كتائب الثوار، أسفرت عن ارتكاب مجازر بحق الأبرياء في تحدي من روسيا والنظام للقرارات الدولية، التي تنص على حماية المدنيين من الصراعات العسكرية معتبراً أن العالم موحد ضد هذه الهجمة.
وأضاف “باتت روسيا شريك في قتل الآلاف من السوريين، ولدينا معلومات عن قيام قوات النظام بإعدام المدنيين إثناء سيطرتها على الاحياء الخاضعة للمعارضة.. ومن خلال تلك الممارسات لقوات النظام لابد من نشر مراقبين دوليين في حلب لمنع وقوع مثل هذه الانتهاكات، وتوجيه رسالة إلى النظام إلى أن العالم يراقب الوضع في حلب ويحمل النظام المسؤولية عن إفشال اتفاق إجلاء المحاصرين من أحياء حلب الشرقية”.
العبدة: إيران وراء تعليق عمليات الإجلاء من شرقي حلب
ذكر رئيس الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، أنس العبدة، أمس الجمعة، إيران بالوقوف وراء تعليق عملية إجلاء السكان المحاصرين في أحياء حلب الشرقية.
جاء تصريحات العبدة عقب لقاء جمعه مع رياض حجاب، المنسق العام للهيئة العليا للمفاوضات لقوى الثورة السورية، ووزير خارجية الدنمارك أندرس سمويلس، في العاصمة كوبنهاغن، وفق وكالة “الأناضول”.
وقال العبدة، بخصوص تعليق عمليات الإجلاء، إن “ذلك يعد مؤشرا على رفض إيران الحل في حلب، وأنها تسعى لإدامة معاناة المدنيين”.
من جانبه، دعا سمويلس في مؤتمر صحفي عقده مع العبدة وحجاب، إلى إيجاد حل سياسي للحرب السورية.
وقال إن “علينا أن نصرّ على أن سبيل الخروج من هذا الصراع هو الحل السياسي، وأن نقبل أن الوضع بات معقدا للغاية”.
وفي معرض رده على سؤال حول مقترح الرئيسين التركي رجب طيب أردوغان، والروسي فلاديمير بوتين، بشأن إجراء محادثات بين الأطراف السورية، في العاصمة الكازاخية أستانا، قال حجاب “استنادا إلى أرضية جديدة نؤيد ذلك إن كان هناك تواصل سياسي عام وصادق، وسعي من أجل تشكيل حكومة انتقالية ذات صلاحيات كاملة.. والهيئة العليا للمفاوضات التي نمثلها تشكلت لإيجاد حل سياسي”.
وكانت منظمة الصحة العالمية، أعلنت في وقت سابق اليوم أن قوات النظام علقت عملية إجلاء السكان المحاصرين في أحياء حلب الشرقية، وطلبت (القوات) من موظفي المنظمات الإغاثية مغادرة المنطقة، دون ذكر الأسباب.
وكانت عملية إجلاء مدنيين وجرحى، من مدينة حلب، بدأت أمس الخميس، بموجب اتفاق لإطلاق النار، تم التوصل إليه الثلاثاء الماضي بين قوات النظام السوري والمعارضة المسلحة، بوساطة تركية.
ويأتي اتفاق وقف إطلاق النار في حلب، بعد حصار خانق وقصف مكثف للنظام السوري وحلفائه على الأحياء شرقي حلب، دام نحو 5 أشهر وأسفر عن مقتل وجرح المئات.
المركز الصحفي السوري – مريم الأحمد