فرنسا تتهم روسيا “بالكذب المستمر” بشأن حلب.. ومقترح روسي أمريكي لإجلاء الثوار من المنطقة ذاتها خلال 48 ساعة
قال وزير الخارجية الفرنسي جان مارك أيرو اليوم الاثنين، إن الحكومة الروسية كانت تكذب باستمرار بشأن استعدادها للتفاوض على وقف لإطلاق النار في حلب متهماً موسكو بتعمد خداع شركائها.
وقال للصحفيين في بروكسل في أعقاب فشل محادثات في باريس في مطلع الأسبوع الجاري “إنه حديث روسيا ذو الوجهين.. شكل من أشكال الكذب المستمر. فهم من ناحية يقولون فلنتفاوض ونتفاوض من أجل التوصل إلى وقف لإطلاق النار.. ومن ناحية أخرى يستمرون في الحرب، حرب شاملة، إنها رغبتهم في إنقاذ نظام الأسد وإسقاط حلب” .
وقال لدى وصوله إلى اجتماع لوزراء خارجية الاتحاد الأوروبي “إن الدليل على أن هدف روسيا المعلن وهو استهداف المتشددين لم يكن حقيقياً موجودا في تقارير استعادة تنظيم الدولة السيطرة على تدمر”.
وتابع “الروس الذين ادعوا محاربة الإرهاب يركزون اهتمامهم في الواقع على حلب وأعطوا الفرصة لتنظيم الدولة الذي يعمل على استعادة تدمر” .
ومن ناحية أخرى قالت المتخصصة بالشؤون العربية في صحيفة “يديعوت أحرنوت”، الإسرائيلية سمدار بيري ، إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، منع أمين عام حزب الله حسن نصر الله، حتى من مجرد التهديد بالرد على الغارات الإسرائيلية التي استهدفت إرساليات سلاح للحزب في عمق الأراضي السورية.
واعتبرت بيري أن تعمد نصر الله تجاهل الإشارة للغارات الإسرائيلية في الخطاب الذي ألقاه قبل يومين يدلل على أنه “تجاهل ذلك بناء على تعليمات موسكو”.
وأشارت بيري في مقال نشرته الصحيفة أمس، وترجمته “عربي21” إلى أن حسن نصر الله في نظر بوتين ومستشاريه “مجرد ذبابة صغيرة، وعند الحاجة فسيتم كبحه من جانبهم، وبالنسبة لروسيا فإن الطاعة هي اسم اللعبة”، على حد تعبيرها.
وشددت بيري على أنه في الأوضاع الطبيعية لم يكن لنصر الله أن يظهر إعلاميا بعد قيام إسرائيل بشن غارات تستهدفه دون أن يقوم بالتهديد، ويدعي أن حزبه “سيختار الزمان والمكان المحددين للرد، لكنه ظهر وكأنه مسرور يوزع الابتسامات السامة ويتجاهل عن قصد، فعلى مدى خطاب امتد لأكثر من 45 دقيقة لم يتعرض لإسرائيل، ولم يرسل التهديدات لوزير الدفاع أفيغدور ليبرمان أو رئيس هيئة الأركان جادي إيزنكوت”.
ونوهت إلى أن نصر الله يعي أن بوتين هو “صاحب البيت الحقيقي”، وهو لا يريد كسر عصا الطاعة وتجاوز الحدود، “ما يجعله يغلق فمه الكبير”.
مقترح روسي أمريكي لـ “إجلاء الثوار من حلب خلال 48 ساعة”
أطلقت واشنطن وموسكو مقترحاً مشتركاً مساء اليوم الأحد، يتضمن إجلاء الثوار من المناطق الشرقية في مدينة حلب المحاصرة مع ضمان سلامتهم، وذلك خلال 48 ساعة القادمة.
ونقلت رويترز عن مسؤول في المعارضة (لم تسمه) أن نظام الأسد سيضمن علناً سلامة وأمن المقاتلين الذين سيتم إجلاؤهم من حلب ضمن المقترح الأمريكي-الروسي.
إلى ذلك أوردت “رويترز” أن الثوار في مدينة حلب لم يبدوا أية موافقة أو رفض على المقترح، في حين أن الولايات المتحدة عرضت الأمر على 3 قياديين من الثوار لم تسمهم “رويترز”.
ويأتي هذا المقترح في الوقت الذي تعاني فيه مدينة حلب من حصار خانق، أعقبه اقتحام لقوات الأسد، وأدى إلى الاستيلاء على مساحات كبيرة من حلب الشرقية، وتضييق الخناق على ما تبقى من مناطق، في ظل قصف مكثف وانقطاع كامل للغذاء والدواء والمشافي.
ويعيد هذا المقترح للأذهان، ما حدث في كل من حمص وداريا وقدسيا والزبداني، والعديد من المناطق التي أفرغ منها أهلها وتوجهوا إلى إدلب ضمن عمليات اتفاق مع قوات النظام.
هولاند: فرنسا لن تتخلى عن دعم الثوار
أعلن الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند، أن بلاده لن تتخلى عن دعم الثوار، مؤكدا أنه لا وجود لحل في حلب إلا بوقف إطلاق النار.
وقال هولاند خلال مؤتمر صحفي مشترك عقده مع رياض حجاب، رئيس الهيئة العليا للمفاوضات المنبثقة عن مؤتمر الرياض للمعارضة السورية اليوم الإثنين، إنه يجب محاسبة المسؤولين عن ارتكاب المجازر في حلب وجلبهم أمام المحكمة الجنائية.
وأضاف الرئيس الفرنسي إلى أن وصف الفصائل السورية بالإرهابية أمر غير صحيح، موضحا أنها (الفصائل الثورية التابعة للجيش الحر) تحارب هي أيضا التنظيمات الإرهابية، حسب تعبيره.
وأشار أيضا في الوقت الذي تعلن فيه موسكو عن مفاوضات جدية مع الولايات المتحدة الأمريكية للخروج بحلول للأزمة السورية، نرى أنها تشن الحروب وتكثف القصف وتدعم قوات النظام في حربها ضد المدنيين في مدينة حلب، رغبة منها في إنقاذ نظام الأسد وإسقاط مدينة حلب.
المركز الصحفي السوري – مريم الأحمد