اتهم الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، الاتحاد الأوروبي بـ”النفاق” في التعامل مع بلده.
وشدد أردوغان مجددا على أن الاتحاد الأوروبي مطالب بالوفاء بالتزاماته، من بينها إعفاء الأتراك من دخول الاتحاد، وإلا فإن بلاده ستسير في طريق مغاير عن طريق الاتحاد الأوروبي.
وكان الرئيس التركي يتحدث في أنقرة أمام مؤتمر استثنائي لحزب العدالة والتنمية الحاكم، الذي أعاده رئيسا للحزب، في أجواء احتفالية وترحيب كبير خصه به أنصاره ومؤيدوه.
وتمكن أردوغان من العودة إلى رئاسة الحزب، بعد التعديلات الدستورية الأخيرة التي تسمح لرئيس البلاد أن ينتسب إلى حزب سياسي، وتلغي منصب رئيس الوزراء ليتولى الرئيس صلاحيات أوسع.
وظهرت في العاصمة أنقرة وعلى مواقع التواصل الاجتماعي صور أردوغان ومعها شعارات “الإدارة الفولاذية، وتركيا القوية”، و”إلى الأمام مع القائد المؤسس”.
ورفع المؤتمر الاستثنائي شعار “مرحلة جديدة: ديمقراطية، وتغيير وإصلاح”، في إشارة إلى التعديل الحكومي والتغيير في قيادة الحزب المرتقب في الأسابيع والأشهر المقبلة.
وتحدثت وسائل الإعلام الموالية للحكومة عن عودة أردوغان للحزب وأنها “ستنهي الخلافات الداخلية، وسترفع همة المناضلين والمسؤولين فيه”.
وترشح أردوغان وحده لرئاسة الحزب، وسيخلف رئيس الوزراء الحالي، بن علي يلدرم، ويتوقع أيضا أن يعلن تعديلا حكوميا واسعا، وتغييرا في قيادة الحزب.
وتنص التعديلات الدستورية التي أقرت في استفتاء بنسبة 51،4 في المئة على إلغاء منصب رئيس الوزراء، ولكنها لن تدخل حيز التنفيذ إلا بداية من 3 نوفمبر/ تشرين الثاني 2019.Image caption
وحسب نائب رئيس “العدالة والتنمية”، حياتي يازجي، فإن، بن علي يلدرم، سيتولى منصب نائب رئيس الحزب.
وتولى أردوغان قيادة الحزب ثلاث فترات، عندما كان رئيسا للوزراء بين 2003 و2014، وكان أحد مؤسسيه عام 2001.
وفرض حزب العدالة والتنمية، ذو التوجه الإسلامي، نفسه قوة سياسية فعالة في تركيا، بفضل إنجازاته الاقتصادية، التي أكسبته أصوات أغلبية الناخبين، حسب أنصاره.
ووصف أردوغان عودته للحزب، في حفل أقيم لهذا الغرض، بأنها “عودة إلى البيت والأهل”، وقال إنه يعتبر الحزب خامس أبنائه.
وجاء في وكالة الأناضول للأنباء أن 1500 مندوب سيصوتون لتعيين رئيس الحزب الجديد، في انتخابات بمرشح واحد.
وسيكون أردوغان بعد انتخابه أول رئيس يتولى رئاسة البلاد ورئاسة حزب سياسي، منذ الخمسينات ونهاية رئاسة، عصمت إينونو، خليفة مؤسس تركيا الحديثة، مصطفى كمال أتاتورك، وذراعه الأيمن.
ويرى أيكان أردمير، من منظمة الدفاع عن الديمقراطية، أن أردوغان “كان له رأي غير مباشر في اختيار مرشحي العدالة والتنمية للانتخابات البرلمانية، حتى بعدما غادر الحزب عام 2014”.
ولكن النائب السابق عن حزب الشعب الجمهوري المعارض يقول، في تصريح لوكالة الأنباء الفرنسية، إنه عندما يصبح أردوغان رئيسا للحزب ستكون “سلطته في اختيار المرشحين رسمية”.
ويضيف أن “أهم ما في تولي أردوغان رئاسة البلاد ورئاسة الحزب هو أنه سيتحكم في النواب، الذين يفترض أنهم يراقبون عمل الحكومة، ولهم سلطة عزل الرئيس عند الضرورة”.
بي بي سي