مع تزايد المجازر المروعة التي يرتكبها نظام الأسد وحلفاؤه الروس، وحصار الأهل في حلب، لمنع دخول المساعدات وتجويعهم، دفعت قوات المعارضة لإعلان بدء معركة كسر الحصار عن حلب.
وطبعاً طيران النظام سيصعد من حملاته الشرسة لمنع التقدم، مما دفع الأهالي في قرى وبلدات ريف حلب الجنوبي والغربي، ومعظم الأحياء المحاصرة، لإشعال الإطارات المطاطية في مناطقهم، لحجب الرؤية عن الطيران الحربي والمروحي.
يقول أبو بلال من ريف حلب (44 عاماً) “بسبب الدخان الكثيف تشكلت سحابة سوداء قللت من نسبة تحليق الطائرات، واستفادت منها فصائل المعارضة، حيث أحرزت تقدماً كبيراً مع عجز تنفيذ الغارات على مواقع الاشتباكات.. وكما يقول أبي –رحمه الله- إنك لا تستطيع أن تمنع طيور الأسى من أن تحلق فوق رأسك.. لكن بيدك أن تمنعها أن تعيش فيه”.
منذ بداية المطالبة بالحرية ورفع الظلم عن الأهل في سوريا، طالب الجميع وعلى مدار خمس سنين من المعاناة وبمظاهرات للأهالي خرجت تهتف بمطالبة حظر جوي، لكن دون أن تلقى آذانا صاغية.
وظهرت مجموعة من الأطفال أعمارهم صغيرة لكن أفعالهم كبيرة ككبر آلامهم ومعاناتهم، توزعوا على نقاط استراتيجية، في كل من مدينة حلب وريفها الغربي، ورابطوا على مضادات طيران من نوع جديد، بهمة ونشاط وعزيمة، سحبوا الدواليب من منطقة لأخرى، محاولين حجب الرؤية عن طيران النظام وحلفائه الروس، بهتافات الغضب لمدينتهم.
بصوت يكبر قبل أوانه يهتف مروان من أبناء حلب المدينة “سنشارك في كسر الحصار بأيدينا وندافع عن أمهاتنا الثكالى إخوتنا الأحرار.. بكل جهد تستطيع أجسادنا أن تتحمله.. امسحي دموعك يا أمي فالنصر قادم بإذن الله”.
مروان ورفاقه الجدد كانوا يشعلون الإطارات المطاطية، سلاحهم الجديد الأمر الذي خلق جواً سديمياً في سماء حلب.
ويكشف ناشطون من حلب إنه بغض النظر عن تأثير الدخان، فإن هؤلاء الأطفال، أظهروا الحاضنة الشعبية الكبيرة في حلب، وأثاروا بفكرتهم الجديدة وأسلوبهم إعجاب المعارضين، وسخرية الموالين الذين صدموا لهول ما حدث بهم.
تهتف أم مروان بصوت ينتابه التشجيع “لن أبكي زوجي الفقيد بعد اليوم.. ولن أنتظر من يواسي قلبي الحزين.. سأسعى مع أمهات حلب الصابرات، للاستمرار في بناء جيل الأبناء.. الذي سيعيد بناء الوطن لمن بقي من الأهل”.
المركز الصحفي السوري- بيان الأحمد.