زمان الوصل
نشر مرتزقة ما يسمى لواء “السيدة رقية- كتائب سيد الشهداء” العراقي تقريرا مصورا من داخل محافظة درعا يظهر نشاط الميليشيا في قتال الثوار، وذلك دفاعا عما اعتبروه “مقام السيدة زينب” من اجتياح “التكفيريين”.
واستُهل التقرير- في 33 دقيقة- والذي حمل عنوان “رجال الله في سوريا” بأغانٍ شيعية حماسية تدعو للدفاع عن “مرقد السيدة زينب” المزعوم، مترافقا بمشاهد من توجه المرتزقة في حافلات عبر أتوستراد درعا -دمشق الرئيسي نحو بلدة “نامر”.
وفي الأثناء التقطت كاميرا المصور أحد راياتهم الصفراء مرفوعة فوق برج مرتفع في البلدة.
ويبدأ بعدها معد التقرير وهو عراقي الجنسية جولته من الأوتستراد الدولي، ليشرح خطر سيطرة الجيش الحر على هذا الطريق من منظور طائفي، بأن سقوطه سيؤدي إلى وصول “التكفيريين” إلى “مقام السيدة زينب”،
ثم ينتقل بعدها إلى أحد نقاط استراحة المرتزقة والذي كان يصفهم بـ”المجاهدين”، بلقاءات مع المقاتلين الذين يتحدثون اللهجة العراقية والمشبعين بالخطاب الطائفي، ومن الملاحظ أن محور اللقاءات والحديث كان يتركز حول حماية المقدسات الشيعية.
ويقول أحد القادة الميدانيين أبو حيدر: “الدفاع عن السيدة زينب له طعم مختلف”، فيما يضيف قيادي آخر في هذه الميليشيا “جايين ندافع عن السيدة زينب هنا لأنه إذا سقطت درعا سيصل الإرهابيون إلى المقام”.
وينتقل بعدها المراسل إلى خط الجبهة في بلدة “نامر”، وتطغى على المشهد أصوات الرصاص والاشتباكات على أشدها مع الثوار، حيث أجرى المراسل في تقريره -الذي يكاد يخلو من المهنية- لقاءات أيضا مع عناصر من المرتزقة على خطوط الجبهة محاولا تلقينهم ما يتحدثون به إلى الكاميرا، مع تركيزه على العنصر الإسرائيلي في هذه المعادلة وأن الصهاينة هم من يدعم الثوار وجبهة النصرة في هذه الحرب.
ويعترف أحد هؤلاء المرتزقة بصعوبة قتال الثوار، متذرعا بنوعية السلاح المستخدم لدى الجيش الحر “أنا قاتلت بعدة أماكن، لكن درعا تختلف.. هم في قوة”.
ويبدو أن هذا التقرير تم تصويره أثناء محاولة الثوار تحرير بلدة “نامر” في منتصف شهر شباط/ فبراير الجاري.
وتطرح هذه المشاهد وغيرها الكثير حجم اعتماد النظام على المرتزقة الطائفيين من بلدان الخارج في حربه مع الثوار، حيث بات من الملاحظ في الآونة الأخيرة عدم تحرج النظام أو أي من الأطراف الداعمة له من إبراز –والتفاخر أحيانا- الدور الميليشياوي المستند إلى الخطاب الطائفي بهذا الشكل العلني.
ويشير القادة الميدانيون في الجيش الحر إلى قتل وأسر المئات من المرتزقة الأجانب في المعارك الأخيرة جنوب البلاد، وهذا ما تعززه وسائل إعلامهم الرسمية من نشرها المستمر لصور ضحاياها الذين قتلوا على يد الثوار في سوريا.
ويخلو التقرير المصور من أي عنصر سوري أو من جيش النظام حتى على مستوى القيادات الميدانية، والذي قد يؤكد ما ذهب إليه قائد “ألوية الفرقان” في حديث لـ”زمان الوصل” في وقت سابق، بأن نحو 80% من المقاتلين في صف النظام هم من المرتزقة الطائفيين.