نشرت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية اليوم الأحد تقرير أطلع عليه المركز الصحفي وترجمه، تناولت فيه تحليلات فيما يخص الضربات اﻷمريكية الفرنسية البريطانية والتي استهدفت مواقع عسكرية لقوات النظام على خلفية هجوم النظام بالغازات السامة على آخر معاقل الثوار في مدينة دوما بالغوطة الشرقية قبل نحو أسبوع من الآن.
افتتحت الصحيفة تقريرها بأن سوريا عندما شحنت أخر كمية من الأسلحة الكيميائية حسب ما ادعته آنذاك، إلى خارج البلاد في 2014، عقب جون كيري الذي كان يشغل منصب وزير خارجية الولايات المتحدة وقتها، بأن الدبلوماسية اللبقة يمكنها إنجاز أكثر مما تنجزه الهجمات على بضعة مؤسسات، من خلال عقد اتفاق تم من خلاله إخراج الأسلحة الكيميائية خارج البلاد بنسبة 100%.
وتابعت نيويورك تايمز الأمريكية, بأنه سنوات مريرة من التجربة في سوريا أثبتت بأن تقديرات السيد كيري كانت خاطئة. هذا الدرس يمكن الآن أن يكون محتوما؛ فبعد شن ضربات عسكرية فجر السبت على 3 مواقع يشتبه بكونها مخصصة للأسلحة الكيميائية، فقد أجمع مسؤولون حكوميون و خبراء بأن الهجوم على الرغم من كونه ضعف الهجوم السابق من حيث الحجم، إلا أنه من غير المرجح أن يقضي على قدرة النظام على استخدام الغازات السامة ضد شعبه.
وأردفت الصحيفة الأمريكية بأن المواقع التي تم استهدافها يوم السبت وصفها مدير هيئة الأركان الأميركية المشتركة كينيث ماكينزي بكونها أساسية في البنى التحتية الحربية لأسلحة النظام الكيميائية. ربما كانت في الماضي، ولكن الآن ليس واضحا إن كانت ماتزال فاعلة عندما قصفتها القوات الأمريكية و البريطانية والفرنسية.
وأضافت الصحيفة بأن هناك عاملين يجعلان المسؤولين يتساءلون حول إن كانت تلك المؤسسات ماتزال مركزية في برنامج النظام الكيميائي؛ فلا توجد أية حصيلة للضربات في تلك المواقع الأمر الذي يشير إلى أنه إما لم يتواجد أحد هناك ذاك المساء أو أنه تم إخلاؤها في وقت مسبق. علاوة على ذلك، لا توجد أية تقارير عن تسريب لعناصر كيميائية من تلك المواقع رغم قصفها بأكثر من 100 صاروخ من البحر والجو.
وقد أشارت أن هذه المواقع سواء كانت قيد الاستخدام أو لا، فإن الصراع في سوريا أظهر حقيقة أكبر وهي أنه بينما من السهل نسف مؤسسات نظام الأسد الكيمائية، فإن إعادة إنشائها بموقع آخر أمر بسيط نسبيا بالنسبة له، أو يمكنه صنع سم باستخدام مادة تجارية متوفرة كالكلور الذي يسمح لأي أمة امتلاكها.
ونقلت الصحيفة عن عضو معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى مايكل نايت أن عنصر الكلور يمثل تحديا للحكومات والمنظمات الساعية للتحكم بالأسلحة الكيميائية، وذلك لكون الكلور ضروري وقاتل وامتلاكه قانوني لكل الأمم.
واختتمت صحيفة نيويورك تايمز تقريرها الذي ترجمه المركز الصحفي السوري، بأنه لم يتم حتى الآن إجراء تحقيق دولي لتحديد المواد الكيميائية المستخدمة في الهجوم على مدينة دوما؛ رغم تقييمات باستخدام غاز الكلور كعنصر رئيسي في الهجوم، إلا أن هناك معلومات تشير إلى استخدام غاز السارين الأشد خطورة. وكانت قد أظهرت عدة فيديوهات عشرات الرجال والنساء والأطفال راقدين بلا حراك على الأرض وقد غطت الرغوة أفواههم وأنوفهم وهي أحد الأعراض التي يسببها الكلور.
رابط المقال الأصلي:
https://www.nytimes.com/2018/04/14/us/politics/syria-chemical-weapons-analysis.html
ترجمة صباح نجم
المركز الصحفي السوري