“ببلاش كيلو الفول الاخضر بـ60 ليرة سورية” أول ما تبادر لذهن أبو مصطفى، في جولته الصباحية على سوق الخضار في مدينة إدلب، ليطلب من البائع 3كيلو ويعطيه “500ليرة سورية” ويقف ينتظر الباقي، يقطع انتظاره عبوس البائع وتهكمه، فسعر الكيلو 600 ليس كما رآه أبو مصطفى، فيضطر للاكتفاء بشراء 3كيلو من الفول ب1800 ليرة من قائمة الخضار الطويلة التي ينوي شراءها.
حين تتجول في سوق الخضار في جميع المحافظات السورية تجد أصنافاً كثيرة من الخضار والفواكه، إلا أن أيدي المارة في الطرقات فارغة تقريباً، أو محملة بأكياس قليلة، فأسعار الخضار وصلت لأرقام خيالية ليصل سعر الباذنجان الواحد ل 900 ليرة سورية أي حوالي 2دولار ونصف، وسعر البندورة 400ليرة أي دولار واحد، وسعر كيلو الثوم 1000 ليرة أي حوالي 3دولارات ، وكيلو الليمون 200 ليرة سورية، أي تقريباً نصف دولار، حيث تعتبر مثل هذه الخضارموسمية ومن المفترض أن تكون زهيدة السعر في مثل هذه الأوقات من السنة.
“أكلة مقالي مكلفة أكثر من كيلو لحمة الي وصل سعرو لـ3800 ليرة سورية” يسخر أبو مصطفى من الغلاء الحاصل في أسعار الخضار، حيث يبرر باعة الخضار ارتفاع الخضراء بتعلقه بسعر صرف الدولار. فقد وصل الدولار الواحد لـ400 ليرة تقريبا في الشهر الماضي، أبو يوسف صاحب أرض في “الروج” الواقعة غربي محافظة إدلب يعلل زيادة الأسعار:” وصل سعر البرميل الواحد من المازوت لـ43ألف تقريبا، وهذا الارتفاع أثر سلبا على أسعار الخضار “.
في المناطق المحررة تكون الأسعار أقل نوعا ما من مناطق النظام، فأجور نقل الخضار والفواكه أقل لعدم وجود الحواجز التي تفرض على عربات الخضار ضريبة عنوة، ليحمل صاحب المركبة هذه الضريبة على الزبون، ونقلاً عن صحيفة تشرين التابعة للنظام السوري عن مدير الزراعة في محافظة اللاذقية صرح :” تعتمد حوالي 60 ألف أسرة في الساحل السوري على إنتاج الحمضيات، حيث يقدر إنتاج المحافظة حوالي 850 ألف طن، في ارتفاع لسعر تكلفة الزراعة ومردود قليل حيث يلاقي الفلاح صعوبة في نقل محصوله لمحافظات اخرى بسبب الاشتباكات الدائرة في المنطقة “، لتجد حكومة النظام حلاً بتصديرها بكميات كبيرة إلى روسيا بعد مقاطعة المنتجات التركية، ليرتفع سعرها ثلاثة أضعاف على المواطن بعد أن كان سعر الكيلو من الحمضيات لا يتجاوز 50 ليرة سورية “.
كالعادة في كل أزمة تواجه السوريين ورفع الاسعار من قبل الحكومة، لا يستطيع المواطن سوى التذمر وتنقل الخبر بطريقة ساخرة فمنذ شهر انتشرت على صفحات الفيس قضية “الكوسا ” بعد أن وصل سعرها ل1000 ليرة سورية ليعلق محمد الطريف على صفحته بالفيس بوك :” العمى الموظف مابيقدر يشتري سحارة بالشهر لأنو أكتر من راتبو… راتب الموظف سحارة كوسا “، ليضيف الاخر سوق الخضار هذه الايام ” شوف وشم ولا تقرب وتشتري …الي متلنا كتير عليه كرتونة معونات مسروقة “.
أماني العلي
المركز الصحفي السوري