نشرت صحيفة الغارديان تقرير صباح اليوم الثلاثاء أطلع عليه المركز الصحفي السوري وترجمه، تناولت فيه رحلة الكاتبة إلى سوريا والدمار الذي رأته وكيف أنه يقف مؤنباً تقاعس القوى الغربية وعدم تصرفها إزاء ما يحصل في سوريا وكيف فات الأوان على التدخل العسكري.
استهلت الصحيفة تقريرها بأن انعطاف غريب في القدر مكن الكاتبة من استقلال باص مسافر من بيروت إلى دمشق مع مجموعة كانوا في رحلة رعوية تم ترتيبها منذ شهور لتلبية دعوة من الكنسية السريانية الأرثذوكسية لنصرة ودعم المسيحين في سوريا. وذلك في نفس اليوم الذي نفذت فيه الولايات المتحدة الأمريكية إلى جانب فرنسا وبريطانيا ضربات عسكرية على سوريا.
وتابعت بأن الكاتبة طلبت تأشيرة لدخول سوريا في فبراير إلا أنه تم رفض الطلب. ولذلك جربت تلك الوسيلة وهي المشاركة في هذه الرحلة علها تنجح بالدخول إلى سوريا لتزور منزلها هناك. وتمت الموافقة على مشاركتهم في الرحلة التي كانت تجرية سريالية من جميع النواحي.
ولفتت الصحيفة أنه تلك المجموعة من المسافرين بقيادة رجال الدين تمت معاملتهم بشكل ملكي على طول الطريق، فلم يضطروا للترجل من الحافلة عند الحدود الأمر الذي كان في شيء من السريالية للكاتبة التي اعتادت أن تصطف لساعات هناك كحال رحلتها السابقة لسوريا أواخر عام 2014 لإنقاذ منزلها من قبل مستغلي الحروب.
وذكرت بأن الكاتبة اشترت المبنى المتهالك في دمشق القديمة عام 2005 وعملت جاهدة لمدة 3 سنوات لاستكمال تجديده من خلال سوريين من بينهم مهندس معماري وفريقه من الحرفين.
وأردفت الصحيفة في تقريرها أن الكاتبة سمحت للعديد من الأصدقاء ممن خسروا منازلهم في ضواحي دمشق جراء قصف النظام بالمكوث هناك منذ عام 2012، وقد ازداد عدد العائلات التي أقامت في منزلها بعد الهجوم الكيميائي على الغوطة الشرقية في 2013.
وأشارت الصحيفة البريطانية أن المحطة التالية كانت حمص التي بدت فارغة بشكل مريع وسط هكتارات من الدمار والخراب فلم يظهر من بعيد سوى جامع خالد بن الوليد الشهير الذي تم ترميمه على عجالة من قبل قسم الإسكان العسكري.
أضافت أن المحطة التالية كانت مدينة حلب وذلك في 17 من أبريل حيث وصلوا في وقت يقام حفل موسيقي من أجل نخب البلاد داخل القلعة. وبينما صعدوا سلالم أحد أعظم قطع الهندسة المعمارية العسكرية في العالم، نظروا إلى الأسفل ليشاهدوا الأسواق والجوامع المدمرة.
وقالت الصحيفة أنه لدى عودتهم إلى دمشق في 19 من شهر أبريل، تمكنت الكاتبة من زيارة منزلها هناك لتشهد عاجزة من سطح منزلها طائرة حربية قد أقلعت من مطار المزة في وضح النهار وطارت فوق دمشق لتلقي بقنابل عنقودية على منطقة الحجر الأسود في الضواحي الجنوبية للعاصمة.
اختتمت صحيفة الغارديان البريطانية تقريرها الذي ترجمه المركز الصحفي السوري، أن كلمة “محاصر” ترددت على لسان أصدقائها سواء المسلمين أو المسيحين لدى وصفهم للحالة الصعبة التي يعيشونها. فبينما العالم في جدال وأخذ ورد حول شرعية الضربات العسكرية على سوريا، فالناس هنا لا يرون في ذاك التحرك أكثر من هواء ساخن. فلم يأتي على ذكر تلك الضربات أي من أصدقائها لإدراكهم أن قدرهم لم يتغير، فالموت ينتظرهم لو تجرأوا على الاحتجاج أو معصية إرادة الأسد. فات الأوان على التدخل العسكري لدول الغرب والمجتمع الدولي في سوريا الذي كان ينبغي أن يحصل 2011 أو في 2013 على أقل تقدير وذلك قبل دخول تنظيم الدولة أو روسيا إلى سوريا و ملئهم ذاك الفراغ من الفوضى الذي تم تجاهله.
رابط المقال الأصلي:
https://www.theguardian.com/commentisfree/2018/may/01/syria-rebuke-western-inaction-military-intervention-assad
ترجمة صباح نجم
المركز الصحفي السوري