الحجامة جزء من طب تقليدي تراثي، تواجد في العديد من الحضارات القديمة وبشكل واسع؛ في الطب الصيني.. الفرعوني.. والآشوري وأيضا استخدمها الإغريقيون, وكانت طبعا جزءا من تقليد عربي، فوجِدَت كدواء لكثير من الأمراض غير المعروفة ومجهولة الأسباب, ثم جاء الإسلام وأدرجها ضمن الطب النبوي, فحضّ النبي الكريم صلى الله عليه وسلم على التداوي بها، ما أدى إلى تأصّلها في المجتمع العربي أكثر من غيره, فقد خصص العديد من الأطباء العرب مجالا للحديث عنها.
حدث العديد من الجدل حول إثباتها كطريقة طبية وعلمية, فلم تعترف المنظمات الصحية والطبية العالمية بأنها طريقة فعالة لعلاج الأمراض, وذلك لأنها لا تعتمد على أسس علمية دقيقة ولا على المعايير الطبية, إلا أن الدراسات الطبية المحدودة والقليلة والتي تدرج معظمها ضمن نطاق المنطقة العربية فقط أثبتت فوائد عديدة لها وقدرتها على علاج العديد من الأمراض المستعصية.
تكمن فكرة الحجامة باستخراج الدم الفاسد من الجسد بطريقتي الحجامة الجافة والرطبة، ويتحدث كثيرون عن فوائدها منذ القديم فقد خصص الرازي فصلاً كاملاً عنها, وتحدث ابن سينا عن فوائدها وحصرها بثلاث ثم أكد على الفائدة الروحية؛ فمن وجهة نظره تعمل الحجامة على استنقاء جوهر الروح.
كثير من الأطباء العرب (الطب الحديث) استخدموا الحجامة في علاجهم لكثير من أمراض العصر كالسرطان وأمراض القلب والشلل عند الأطفال، وحاولوا بدراسات عديدة إثبات الفعالية الكبيرة لها ومن أبرز الدراسات في هذا المجال الدراسة السورية المتخصصة والشاملة بآن في جامعة دمشق عام 2001م، قام بها عدد من الأطباء على 300 شخص تقريبا، فخرجوا بنتائج عديدة كاعتدال مستوى ضغط الدم وارتفاع نسبة كريات الدم الحمراء والبيضاء.. كما زادت من نسبة التروية الدموية للدماغ.
بعض أطباء الغرب أجروا أبحاثهم على تأثيرات الحجامة أو التبرع بالدم على الجسم ومنها الدراسة الألمانية فحسب موقع العربية نت الذي تناول الدراسة قال: بأنها تساعد مرضى متلازمة الأيضية بين الأشخاص الذين يعانون البدانة وتساعد على انخفاض مستوى ضغط الدم الانقباضي.
لم تدرج الحجامة في المنظمات الطبية العالمية على أنها دواء معترف به لعلاج الأمراض، إلا أنها عادت لتدرج تحت مسمى الطب البديل ورغم عدم توفر الدراسات وفق المعايير الطبية إلا أن هناك دعوات للعودة لها وخصوصا للابتعاد عن التأثيرات الجانبية للأدوية الكيماوية والاتجاه الى الطب البديل عامة وإلى الحجامة خاصة.
المركز الصحفي السوري- آية رضوان.