القاهرة ـ «القدس العربي» ووكالات: حمّلت الجامعة العربية، أمس الأحد، «حزب الله» اللبناني، مسؤولية دعم الجماعات الإرهابية في الدول العربية» واتهمته مع الحرس الثوري الإيراني بـ«تأسيس جماعات إرهابية» في مملكة البحرين.
واستنكر وزراء الخارجية العرب في بيانهم الختامي إثر اجتماع طارىء في القاهرة «تأسيس جماعات إرهابية في البحرين ممولة ومدربة من الحرس الثوري الإيراني وحزب الله اللبناني»، محملين الحزب «الشريك في الحكومة اللبنانية مسؤولية دعم الجماعات الإرهابية في الدول العربية بالاسلحة المتطورة والصواريخ البالستية». وقال الأمين العام للجامعة أحمد أبو الغيط في المؤتمر الصحافي عقب الاجتماع: «بصفة عامة كان هناك تأييد من كافة الدول المشاركة في الاجتماع للقرار».
وتابع كانت هناك «تحفظات من الوفد اللبناني تحديدا في ما يتعلق بدور حزب الله»، مضيفاً أن «الجانب العراقي وعد بأن يوافي الأمانة العامة غدا بكتاب يتضمن رؤيته للتحفظات».
وأكدت الجامعة في بيانها، ضرورة توقف حزب الله «عن نشر التطرف والطائفية والتدخل في الشؤون الداخلية للدول وعدم تقديم أي دعم للإرهاب والإرهابيين في محيطه الإقليمي».
وتزايد في الأسابيع القليلة الماضية التوتر بين السعودية وإيران بشأن استقالة رئيس وزراء لبنان سعد الحريري المفاجئة وبعد تصاعد الصراع في اليمن.
وأعلن الحريري، الحليف القديم للسعودية، استقالته من الرياض يوم الرابع من تشرين الثاني/نوفمبر. وقال الحريري إنه يخشى تعرضه للاغتيال واتهم إيران وحزب الله بزرع الفتنة في العالم العربي.
وحزب الله قوة عسكرية وحركة سياسية وجزء من الحكومة اللبنانية التي تضم فرقاء سياسيين كما أنه حليف للرئيس اللبناني ميشال عون.
واتهم عون السعودية باحتجاز الحريري. وقال ساسة لبنانيون مقربون من الحريري إنه أجبر على الاستقالة. ونفت السعودية والحريري هذه الاتهامات.
وحسب وكالة أنباء الشرق الأوسط المصرية، الاجتماع عقد بطلب من السعودية وبتأييد من دولة الإمارات والبحرين والكويت لبحث وسائل مواجهة التدخل الإيراني.
وأفاد وزير الخارجية السعودي عادل الجبير الأسبوع الماضي بأن الإجراءات التي تتخذها المملكة في الشرق الأوسط تأتي ردا على ما وصفه بسلوك إيران «العدائي».
وفي طهران قال وزير خارجية إيران محمد جواد ظريف لوسائل الإعلام الحكومية أمس على هامش اجتماع في أنطاليا مع نظيريه الروسي والتركي بشأن الصراع السوري «للأسف دول مثل النظام السعودي تسعى وراء الانقسامات وإثارة الخلافات ولهذا هي لا ترى نتائج غير الانقسامات».
وقالت الوكالة الوطنية للإعلام التي تديرها الدولة في لبنان إن وزير الخارجية جبران باسيل لن يحضر الاجتماع.
وأضافت أن أنطوان عزام مندوب لبنان لدى الجامعة العربية سيمثل بلده في الاجتماع.
وبعد تدخل فرنسي سافر الحريري إلى فرنسا واجتمع مع الرئيس إيمانويل ماكرون في باريس السبت.
وقال الحريري في باريس إنه سيوضح موقفه حينما يعود إلى بيروت في الأيام المقبلة. وأضاف أنه سيشارك في احتفالات عيد الاستقلال يوم الأربعاء المقبل.
كما تتهم السعودية حزب الله بلعب دور في إطلاق صاروخ على الرياض من اليمن. وقال ولي العهد السعودي محمد بن سلمان إن تزويد إيران للمقاتلين الحوثيين في اليمن بالصواريخ يمثل «عدوانا عسكريا مباشرا».
وتدور الحرب في اليمن بين الحكومة المعترف بها دوليا والمدعومة من السعودية وحلفائها وبين جماعة الحوثي وقوات موالية للرئيس السابق علي عبد الله صالح. وتنفي إيران اتهامات بأنها توفر إمدادات للمقاتلين الحوثيين.
وقبل الاجتماع عقدت اللجنة الرباعية العربية المعنية بالتصدي للتدخلات الإيرانية في الشئون الداخلية للدول العربية اجتماعا أمس الأحد على المستوى الوزاري برئاسة الإمارات.
وشارك في الاجتماع كل من وزير الخارجية المصري سامح شكري والسعودي عادل الجبير والبحريني الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة، فيما مثل الإمارات وزير الدولة للشؤون الخارجية أنور قرقاش وبحضور الأمين العام للجامعة العربية أحمد أبو الغيط.
وناقشت اللجنة التهديدات الإيرانية للأمن القومي العربي في ضوء التطورات الأخيرة، وآخرها الصاروخ الذي أطلقته «ميلشيات» الحوثيين واستهدف «الرياض» مؤخرا.
وتضم اللجنة الرباعية، أمين الجامعة العربية ووزراء خارجية مصر والسعودية والإمارات والبحرين ومُشكلة بقرار الجامعة العربية في كانون ثان/ يناير الماضي.