كانت ومازالت المساجد العدو الأكبر للأسد وجنوده، فمع انطلاقة الشرارة الاولى من المساجد اعتبرها الاسد هاجسه الاكبر واعتقد انه بتدميره لها قد يمحي ثورة تهدد عرشه وطغيانه، فمع الاقتحام الاول للمسجد العمري وتحويله الى ثكنة عسكرية وطمس معالمه الدينية أصبح هدم المساجد وتدمير المآذن من الاعمال المباركة التي يقوم بها جنود الاسد.
زادت الحدة وطالت كل مسجد في سوريا فلم تنج مئذنة من الهدم ولم يبق في المساجد معالم الامان والطمأنينة، بل اصبحت هدفا واضحا لعمليات القصف الممنهج والبربري في كافة المدن والبلدات، فابن الوليد ومسجده الكبير أصبح ركاما وهدفا لرامي الدبابة والمدفعية.
ينظر ابو ابراهيم الى مسجد بلدته المهدم وهو الذي بناه حجرا إثر حجر، ينظر اليه بنظرات الحزن والأسى بعد ان قامت احدى الطائرات باستهداف محيطه مما ادى الى هدمه جزئيا وانسدال سقفه المائل وقبته الخضراء التي ابت الا ان يعاد صوت الاذان اليها وتبقى شاهدا على طاغية لم يسبق للتاريخ ان شهد مثله.
في حديث خاص يقول ابو ابراهيم: “كان الجامع الكبير في البلدة هدفه الاول فقد كان الطيار يرمي القنابل بجانبه في كل مرة يقصف فيها البلدة. دمرت كل البيوت التي كانت في جواره والان حارة المسجد شبه خالية وهجرها سكانها بسبب هدم بيوتهم. هذا المسجد قصف مرة فهدم جداره ووقع السقف فعدنا ورممناه من الداخل وما زلنا نصلي فيه ونرفع الاذان في وقته ” ويضيف ايضا: “لن يثني هذا الفعل عزيمتنا او يمحي من قلوبنا حب المساجد او التراجع في الثورة بل سنظل ندافع عنها حتى اخر قطرة من دمنا “.
حال اغلب المساجد في سوريا كحال هذا المسجد المهدم بل وأكثر من ذلك فبعد تحرير المسجد الكبير في الحامدية عاد المصلون لإقامة شعائر الصلاة داخله بعد ان غابت عنه قرابة السنتين ونصف حيث وجد المقاتلون المسجد وقد حوله مرتزقة الاسد الى مسرح لأعمالهم المسيئة لقدسية المسجد والدين بشكل عام فضلا عن نشر العديد من المقاطع المصورة والتي تظهر الاستهزاء الكبير بالمسجد وبتعاليم الاسلام.
لم يكتفي جنود الاسد عند هذا الحد بل وعملوا على شرب الخمر في داخله والنوم فيه وتحويله الى مسرح لتخطيط عمليات القتل التي كانت تحاك ضد المدنيين الابرياء والاطفال الامنين.
تلك المآذن التي رفعت لرفع الاذان وهو يقوم باستهدافها بشكل علني وامام عيون كل العالم الاسلامي ففي كل مدينة حكاية مسجد مهدم وفي كل قرية وبلدة حكاية مئذنة وقعت بسبب طغيان مجرم لا يفقه من الحياة الا القتل والتدمير …
المركز الصحفي السوري
ابراهيم الإسماعيل