منذ انطلاقة الثورة السورية عام 2011، خرجت المدن السورية تناهض الظلم والفساد وتنادي بإسقاط النظام، ودمشق لم تتوانى في بداية الثورة، إلا أن دمشق التي فرض عليها النظام الأسدي طوقا أمنيا، جعلها مدينة أمنية بامتياز كانت أحياءها الثائرة تعاني دائما من المداهمات والاعتقالات بشكل كبير جدا.
أحد أحياء دمشق الشهيرة والثائرة حي دمر الشرقية الدمشقي، والكثيرين لا يعلمون أن أحياء دمر متوزعة على منطقة واسعة وهي أكثر من حي واحد، والذي يتوزع بين أحياء ((الرز)) الذي يقطنه الأغلبية العلوية ((وجبل الأكراد)) وغالبيته من الكرد، (( ودمر الشرقية))، ((ومشروع دمر)) الذي يقطنه الميسورين من أهالي دمشق والذي لم يتأثر كثيرا بما يجري نظرا للحالة الاجتماعية التي تنعم برفاهية عن باقي المناطق الأخرى،
ويعتبر حي (( دمر الشرقية )) من أشهر أحياء دمر وله تفرد كبير في الحراك الثوري الذي لاقى مالاقى جراء ثورته ضد الظلم، و الذي دفع الكثير ثمنا لموقفه الثوري، ويقع الحي بين فكي كماشة من قبل قيادة الحرس الجمهوري واللواء 105 من جهة ومساكن جنود الأسد وقصر الشعب والفرقة الرابعة من جهة أخرى وهذه الخاصية جعلت الحي أشبه بثكنة عسكرية تقبض على الحراك الثوري بشكل كبير في بداية الثورة .
وقد انقسم الحي منذ البدايات بين مؤيد ومعارض، وقد ساعدت بعض الشخصيات النافذة في دمر لاعتقال الأهالي وتعذيبهم في سجون الأسد وتصفيتهم مثل عائلة ( البلوداني و المختار مازن كنينه ) الذي كان يسلم الكثير من الثوار للنظام الأسدي، وهناك من العائلات التي انقسم أفرادها بين (الشبيح) و الثائر كعائلة ( عساكر) التي ذهب الكثير من أفرادها في سجون النظام الأسدي بينما كان القسم الآخر يعمل مع الجيش والتبليغ عن الآخرين حتى اليوم وبعضهم شارك في اقتحام مدينة وادي بردى المحاصرة !!.
وقد نزحت أكثر من 200 عائلة من الحي إلى الأحياء المجاورة مثل قدسيا والهامة، وقد أمعن النظام الأسدي في ممارساته وتم الاستيلاء على ممتلكات العائلات الثائرة وتشريد أفرادها، وكانت حملات الاعتقال مستمرة طوال فترة الحراك الذي دام لفترة طويلة قبل أن يعمل الثوار من مناطق أخرى نظرا لذلك .
وقد تأسس المجلس المحلي للحي في مطلع عام 2013 بجهود بعض النشطاء والثوريين من أهالي الحي وكان الدعم يأتي من الائتلاف و بمساعدة الأهالي الميسورين لفترة، وقال
((أو س الأموي)) الناطق باسم المجلس المحلي في دمر، أن المجلس ساعد أكثر من 1000 من العائلات المكنوبة والحالات الإنسانية وذوي المفقودين والشهداء، إلا أن المجلس تعرض للتضييق فيما بعد تعرض لحملات الاعتقال شرسة، وتم اعتقال و رئيس المجلس السابق ومسؤول المكتب الإعلامي وعضو المكتب السياسي وعضو المكتب الإغاثي، ولاحقا تم قتلهم تحت التعذيب في المعتقلات الأسدية .
ويضيف الأموي أن عمل المجلس مازا ل مستمرا رغم استمرار النظام الأسدي في ممارساته ومنهجيته، ,أن هناك الكثير من العائلات التي يحاول المجلس تأمينها والتي توزعت بين دمر200 وقدسيا 50 وبرزة والهامة وأكثر م100من حالة في وادي بردى عدا عن عشرات العائلات التي نزحت حديثا إلى الشمال السوري !!.
وقال الأموي أن المجلس ناشد الائتلاف بمد يد العون للمجلس قبل أ، يتوقف عن عمله في ظلما يجري، إذ أن الدعم قد توقف منذ قترة طويلة ويعتمد الآن على الأهالي الميسورين من الحي فقط .
و ويرى ناشطون في مدينة دمشق أن حي دمر والكثير من الأحياء الدمشقية من المناطق التي أهلمها الإعلام كثيرا خلال الثورة، فهناك مناطق عديدة لاقت الكثير دون أن يتناولها الإعلام وينصفها إعلاميا أو يوثق مراحل ما حصل خلال السنوات الماضية
زهرة محمد -المركز الصحفي السوري