فرقُ كبير بين ما نعيشهُ في زمن الحرب وما نحلم به في مخليتنا، فلم يكن الله ليتدخل في أفعالنا، وقد وهبنا حرية الاختيار، ولم يختر القدر واقعنا المعاش، لولا انجرارنا له من شريحةٍ من المجتمع السوري لديها قابلية للتأقلم مع حياة مغايرة تماماً عمّا كانت عليه قبل خمس سنوات.
عندما بدأت الثورة في سورية، لم يكن أحد يمتلك مخيلة إبداعية، يستطيع من خلالها التنبؤ بتطوّر الأحداث في سورية، ولم يُوجد ذلك الشخص الأفلاطوني، لكي ينظر إلى نصف الكأس الفارغ، ولا حتى يراقب الأحداث عن طريق التلسكوب، والسبب كان منطقياً لشعب عانى من الظلم والاستبداد أربعة عقود كانت كفيلةً لاستغلاله الفرصة أن ينتفض بشكل عاطفي وغير منظّم، ليعبّر عن صرخة الحرية التي لطالما أرادها، فكانت فكرة التظاهر السلمي سمة مجبولة ومتلازمة لغالبية النسيج السوري، على أمل أن تحقّق صيحاته قبولاً لكلّ من يدافع عن كرامة الإنسان وحقوقه المدنية.
النظام على الرغم من كل دناءته، فقد صدق في خطابات عديدة على لسان نيرون دمشق، عندما قال، مرّات، إنّ سورية لمن يدافع عنها وليس لمن يحمل جنسيتها، وعندما قال إنّ الحرب ستنتقل إلى الجوار، لتتحوّل إلى حرب إقليمية، فقد صدق بها لأنّ غايته الشر والباطل، هو تماماً الفارق الكبير الذي لم ينتبه له غالبية المطالبين بسقوطه خلال أشهر، فلم يكن أحد يتوّقع أنّ الحرب ستستمر خمس سنوات، وتنتقل من سورية لتتصدّر وتصبح القضية الثانية بعد القضية الفلسطينية وربّما أكثر، وتنتقل من القرار الداخلي إلى مصير الداعمين لتحقيق أجندة الدول التي رأت في سورية خيرُ مكانٍ، لتصفية حسابات وتكسير لنوايا دول عن طريق حماية رأس الهرم في دمشق.
اليوم، وبعد خروج سورية من إرادة السوريين أنفسهم وعدم قدرة النظام أن يكون أداة تأثير على شبر واحد من سورية تتضح الصورة أكثر لتجيبنا عن أسئلةٍ كثيرة طُرحت منذ سنوات، أوّلها، لماذا ارتبط مصيرنا بيد الغرب. ولماذا لم يتم تعبئة الطاقات البشرية السورية بمكانها الصحيح؟ ولماذا لم تنتج الثورة جسماً سياسياً وعسكرياً واحداً؟
سورية اليوم بحاجة إلى معجزةٍ على يد أبنائها، فأهلها أدرى بشعابها، إذ بعد كلّ هذا الدمار في البنى التحتية ومقتل أكثر من مليون سوري، وتهجير أكثر من نصف الشعب السوري بنزوح داخلي، أو بهجرة خارجية، ناهيك عن مسلسل التهجير القسري ضمن حدود الوطن، وتصفية أشرف قادات الفصائل وإقصاء أصحاب ذوي الخبرات من سياسيين وعسكريين وتصدير المشهد لمتسلّقي الدماء السورية لتحقيق مكاسب شخصية، وتركيز الفصائل على الاقتتال المناطقي، تبيّن أنّنا كشعب سوري وقعنا في حزمة من الأخطاء البنيوية، تراكمت على مدار خمس سنوات، وهي ذاتها الأخطاء التي أجابتنا على الأسئلة الأولى، وأهمّها لماذا الغرب يتحكّم بنا، وهو من سيقرّر مصيرنا، فترى اليوم معظمنا أصحاب القضية يراقب من بعيد، ومنهم من يشكل كيانات سياسية “فيسبوكية”، وآخرون تراهم يعلنون عن اندماج فصائلي مرتبط بداعم جديد إلى درجةٍ دخل اليأس عند كثيرين منّا من خلال مسلسل المفاوضات والمصالحات التي خطّط لها النظام عقب مرور العام الأول من الثورة في 2012 بتخطيط وتنسيق مع نظام الملالي في طهران، الرامي لتحقيق ولاية الفقيه من العراق إلى سورية، وصولاً إلى البحر المتوسط، ففشلنا وأُفشلنا بآنٍ واحدٍ معاً، بسبب غياب العمل المنظّم وتكليف الأمور إلى غير أهلها.
لم يعد من الممكن اليوم النظر إلى الوراء، ولا يمكن أبداً الاقتناع بسلطة الاستبداد، كفانا اليوم أنّنا أدركنا مدى جهلنا وحجم أخطائنا، وقد تعود علينا بالنفع على يد من تبقّى من الشرفاء السوريين الواعين لحجم المخاض الذي نمرّ به، وخير مجال للتصحيح أن لا نكتفي بكلمة القدر، بل علينا صناعة قدرنا بأنفسنا بالعمل والمواظبة على تصحيح ما أفسده أمراء الحرب وغرف الموم والموك وسياسات غرف صناع القرار الأميركية والإسرائيلية، وذلك عبر صناعة التغيير بتعبئة الجماهير المتطلعة لمستقبل واع بإعلان ثورة ضمن الثورة، والبدء من جديد، فإمّا أن نحقّق الحرية أو نموت من أجلها، عندها يكون موتنا يوازي ويوافق مفهوم القدر.
عندما بدأت الثورة في سورية، لم يكن أحد يمتلك مخيلة إبداعية، يستطيع من خلالها التنبؤ بتطوّر الأحداث في سورية، ولم يُوجد ذلك الشخص الأفلاطوني، لكي ينظر إلى نصف الكأس الفارغ، ولا حتى يراقب الأحداث عن طريق التلسكوب، والسبب كان منطقياً لشعب عانى من الظلم والاستبداد أربعة عقود كانت كفيلةً لاستغلاله الفرصة أن ينتفض بشكل عاطفي وغير منظّم، ليعبّر عن صرخة الحرية التي لطالما أرادها، فكانت فكرة التظاهر السلمي سمة مجبولة ومتلازمة لغالبية النسيج السوري، على أمل أن تحقّق صيحاته قبولاً لكلّ من يدافع عن كرامة الإنسان وحقوقه المدنية.
النظام على الرغم من كل دناءته، فقد صدق في خطابات عديدة على لسان نيرون دمشق، عندما قال، مرّات، إنّ سورية لمن يدافع عنها وليس لمن يحمل جنسيتها، وعندما قال إنّ الحرب ستنتقل إلى الجوار، لتتحوّل إلى حرب إقليمية، فقد صدق بها لأنّ غايته الشر والباطل، هو تماماً الفارق الكبير الذي لم ينتبه له غالبية المطالبين بسقوطه خلال أشهر، فلم يكن أحد يتوّقع أنّ الحرب ستستمر خمس سنوات، وتنتقل من سورية لتتصدّر وتصبح القضية الثانية بعد القضية الفلسطينية وربّما أكثر، وتنتقل من القرار الداخلي إلى مصير الداعمين لتحقيق أجندة الدول التي رأت في سورية خيرُ مكانٍ، لتصفية حسابات وتكسير لنوايا دول عن طريق حماية رأس الهرم في دمشق.
اليوم، وبعد خروج سورية من إرادة السوريين أنفسهم وعدم قدرة النظام أن يكون أداة تأثير على شبر واحد من سورية تتضح الصورة أكثر لتجيبنا عن أسئلةٍ كثيرة طُرحت منذ سنوات، أوّلها، لماذا ارتبط مصيرنا بيد الغرب. ولماذا لم يتم تعبئة الطاقات البشرية السورية بمكانها الصحيح؟ ولماذا لم تنتج الثورة جسماً سياسياً وعسكرياً واحداً؟
سورية اليوم بحاجة إلى معجزةٍ على يد أبنائها، فأهلها أدرى بشعابها، إذ بعد كلّ هذا الدمار في البنى التحتية ومقتل أكثر من مليون سوري، وتهجير أكثر من نصف الشعب السوري بنزوح داخلي، أو بهجرة خارجية، ناهيك عن مسلسل التهجير القسري ضمن حدود الوطن، وتصفية أشرف قادات الفصائل وإقصاء أصحاب ذوي الخبرات من سياسيين وعسكريين وتصدير المشهد لمتسلّقي الدماء السورية لتحقيق مكاسب شخصية، وتركيز الفصائل على الاقتتال المناطقي، تبيّن أنّنا كشعب سوري وقعنا في حزمة من الأخطاء البنيوية، تراكمت على مدار خمس سنوات، وهي ذاتها الأخطاء التي أجابتنا على الأسئلة الأولى، وأهمّها لماذا الغرب يتحكّم بنا، وهو من سيقرّر مصيرنا، فترى اليوم معظمنا أصحاب القضية يراقب من بعيد، ومنهم من يشكل كيانات سياسية “فيسبوكية”، وآخرون تراهم يعلنون عن اندماج فصائلي مرتبط بداعم جديد إلى درجةٍ دخل اليأس عند كثيرين منّا من خلال مسلسل المفاوضات والمصالحات التي خطّط لها النظام عقب مرور العام الأول من الثورة في 2012 بتخطيط وتنسيق مع نظام الملالي في طهران، الرامي لتحقيق ولاية الفقيه من العراق إلى سورية، وصولاً إلى البحر المتوسط، ففشلنا وأُفشلنا بآنٍ واحدٍ معاً، بسبب غياب العمل المنظّم وتكليف الأمور إلى غير أهلها.
لم يعد من الممكن اليوم النظر إلى الوراء، ولا يمكن أبداً الاقتناع بسلطة الاستبداد، كفانا اليوم أنّنا أدركنا مدى جهلنا وحجم أخطائنا، وقد تعود علينا بالنفع على يد من تبقّى من الشرفاء السوريين الواعين لحجم المخاض الذي نمرّ به، وخير مجال للتصحيح أن لا نكتفي بكلمة القدر، بل علينا صناعة قدرنا بأنفسنا بالعمل والمواظبة على تصحيح ما أفسده أمراء الحرب وغرف الموم والموك وسياسات غرف صناع القرار الأميركية والإسرائيلية، وذلك عبر صناعة التغيير بتعبئة الجماهير المتطلعة لمستقبل واع بإعلان ثورة ضمن الثورة، والبدء من جديد، فإمّا أن نحقّق الحرية أو نموت من أجلها، عندها يكون موتنا يوازي ويوافق مفهوم القدر.
العربي الجديد – يمان دابقي