في سوريا تعددت الأسماء والموت واحد، فمنهم من أطلق على “الثورة السورية” أنها حرب أهلية ومنهم من أسماها الأزمة السورية ومنهم من أطلق عليها الاحتجاجات في سوريا، أما الشعب السوري الذي ثار على نظام الأسد في مثل هذا اليوم قبل ست سنوات في منتصف آذار 2011، أصر على أنها ثورة شعب مظلوم خرج ينادي بالحرية والكرامة متمسكا بأهداف “الثورة السورية” التي تحولت فيما بعد إلى حرب منسية أو حرب استنزاف وإلى قضية مستعصية وقف العالم عاجزاً أمامها.
في الذكرى السادسة للثورة السورية استقبل أهالي سوريا عامهم السابع بعد أن ودعوا العام الفائت، الذي يعد الأعنف والأكثر دموية في تاريخ سوريا، ولعل أبرز أحداثه هو سقوط أحياء حلب الشرقية وتهجير أهلها بعد محاصرتها وتدميرها وارتكاب أبشع المجازر على أيدي الحليف الروسي لنظام الأسد على مرأى ومسمع العالم بأثره، حيث وقف موقف المتفرج أمام ما جرى وما يجري كل يوم في مختلف مناطق سوريا من قصف وقتل وتهجير قسري، فقد قتل وهُجر خلال العام الفائت مئات الآلاف من السوريين، واستخدم النظام وحليفه الروسي قوة تدميرية غير مسبوقة.
حيث استشهد 652 طفلاً خلال عام 2016 ما يشكل رقما قياسيا في العنف ضد الأطفال، وأوضحت منظمة اليونيسيف أن 255 طفلا على الأقل قتلوا داخل أو قرب مدارس العام الماضي، وأن هناك 1.7 مليون طفل تسربوا من التعليم، وأن واحدة من كل ثلاث مدارس في سوريا باتت قابلة للاستخدام فقط، كما أن هناك 2.3مليون طفل سوري لجأوا إلى دول أخرى بالشرق الأوسط.
ولقد نزح 6.3 مليون داخل سوريا، وهناك 13.5 مليون شخص بحاجة للمساعدات الإنسانية في سوريا بحسب المفوضية السامية لشؤون اللاجئين، ولجأ 4.9 مليون إلى الدول المجاورة، مما وضع ضغطاً كبيراً على البلدان المضيفة كونها تحمل عبء التداعيات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية، في حين نشأ ثلاثة ملايين طفل سوري تحت سن الخامسة دون أن يعرفوا شيئاً إلا الصراع.
وتختلف الآراء داخل سوريا حول مصير الثورة في عامها السابع، فمن متفائل لصالح الثورة إلى متخوف من استعصاء دون مخرج، إذ يرى معظم أهالي سوريا أن الثورة في الفترة الأخيرة بدأت تحيد عن أهدافها التي خرجت من أجلها، أهمها اقتتال الفصائل العسكرية فيما بينها، وبعض التصرفات الخاطئة التي تخرج عن قادة الثورة العسكريين والسياسيين.
السيد “عامر الأشقر” باحث مجتمعي متطلع وأحد نشطاء الثورة السورية في ريف حلب في حديثه لمؤسسة شامنا نيوز الاعلامية، قائلا: “الثورة السورية مستمرة رغم كيد أعدائها الكُثر والمتربصين بها، ولكن نحن بحاجة إلى اعادة هيكلة من جديد لتشكيل جسم عسكري موحد وآخر سياسي يعمل على انهاء معاناة الشعب السوري، ونحن بحاجة إلى اعادة الثورة السورية إلى مسارها الصحيح الذي خرج الشعب السوري وقدم مئات الشهداء والغالي والنفيس من أجل تحقيق متطلباته في الحرية والكرامة والعيش بسلام، وإن بقي الوضع على ما هو عليه سوف تتحول الثورة السورية إلى قضية مستعصية أو قضية منسية كالقضية الفلسطينية”.
ولقد اتسم موقف المجتمع الدولي من الثورة السورية بالنفاق والعجز، حيث فشلت جميع المؤتمرات والمفاوضات من جنيف إلى الأستانة، في اتخاذ أي إجراءات حاسمة لإيقاف نظام الأسد عن ارتكاب المجازر بحق المدنيين وحصار المدن وتهجير أهلها، ولقد تعرض الشعب السوري لأسوأ جرائم القتل والتدمير والتهجير القسري، على يد نظام أمطر شعبه قذائف وبراميل حقدٍ ورصاص غادر وسموم قاتلة، وحاصر شعبه ودمر كل ممتلكاته، وتبقى المأساة التي تخيم على هذا البلد معلقة لا حل واضحا لها في الأفق.
شامنا نيوز – علي حاج أحمد