نشرت صحيفة التيلغراف البريطانية مقالا للكاتب البريطاني بيتر فوستر وصف فيه الأسبوع الفائت بالكارثي بالنسبة لسياسة باراك أوباما الخارجية؛ اثر تقدم تنظيم داعش في العراق وسوريا، ما فضح مرة أخرى حدود الستراتيجية الأميركية المعتمدة على قوات محلية معتدلة لصد مسلحي التنظيم. وأضاف الكاتب في مقال له أنه في حالات كهذه ربما من المعقول توقع رؤية الرئيس أوباما ومسؤوليه يسارعون إلى مد يد العون أو الرد على الانتقادات الداخلية، لكن المثير للضحك – بحسب الكاتب- أنه لم يكن هناك الكثير من الانتقادات. ولفت إلى أن النقاد المعتادين من الجمهوريين اليمينيين اكتفوا بإصدار تحذيرات حول مخاطر خلق فراغ قوة في الشرق الأوسط،. وأوضح الكاتب أن تسريب أخبار من البيت الأبيض عن «دراسة» الرئيس أوباما إرسال أسلحة لقوى معتدلة لم تحدث فرقا كبيرا، لأنها لم تنجح في الماضي في تنفيذ شيء. وتحدث الكاتب عن سكون أوباما تجاه أزمة الشرق الأوسط مثلا، فقد أشار في مقابلة مع مجلة «ذا أتلانتك» إلى أن «مشاكل الشرق الأوسط تخص دوله ولا تخص أميركا» وأنهم إن لم يكونوا قادرين على الحرب من أجل أمن دولهم، فلن تستطيع أميركا فعل ذلك. و أشار استطلاع أجرته مؤسسة «جالوب» هذا الشهر إلى أن السياسة الخارجية حلت في المركز السادس بين القضايا الانتخابية الأميركية خلف الاقتصاد والخلل في واشنطن والرعاية الصحية والإرهاب وتفاوت الدخول. ولفت الكاتب إلى أن الإرهاب لم يغب عن ذهن الأميركيين، لكنه بمثابة العامل الخفي، فالجمهور الأميركي يبدو راضيا على نطاق واسع بالسماح باستمرار الوضع الحالي في الشرق الأوسط. وأورد أيضا نتائج استطلاع تشير إلى أنه بالنسبة لغالبية الأميركيين، فإن أكبر درس مُتَعلم من غزو العراق هو عدم العودة إلى هناك، وعدم إرسال قوات برية، وترك الشرط الأوسط يغرق في حروبه الخاصة .ويشير الكاتب إلى التفاوت في وجهة النظر بين النخبة الأميركية وبين الرأي العام تجاه أحداث الشرق الأوسط والتدخل الأميركي، فبينما ينتقد النقاد سياسة أوباما الخارجية، يتضح أن الجمهور العادي يؤيد أوباما في مسعاه الحالي، لافتا الى أن عمليات ذبح أميركيين هيجت – لحد ما- الرأي العام لفترة محدودة، لكن ما لبثت أن تراجعت بعد فترة. وأشار إلى أن كل تلك التطورات تضع الجمهوريين في موقف صعب، ففي حين يصب الجمهوريون جام غضبهم على أوباما لضعفه وقلة حسمه، نجد أن قلة من الأصوات تؤيد مسعى الجمهوريين لاستعمال القوة وبالتالي احتمال وجود ضحايا بشرية بين صفوف الجنود الأميركيين، ويؤكد الكاتب أنه ورغم محدودية سياسة أوباما الخارجية، فإن النزعة التدخلية العسكرية باتت عنصرا هامشيا في الحزب الجمهوري، حتى أن جيب بوش شقيق جورج بوش الرئيس وصف غزوه العراق بأنه كان كارثة كبيرة، وهو ما يتفق الرأي العام الأميركي عليه. مركز الشرق العربي