بالرغم من كل المشاكل والهموم التي تعانيها الأسر السورية في الدولة المجاورة “تركيا”، التي يقف في مقدمتها واقع التعليم فهو الشغل الشاغل للأهل كون التعليم من أولويات الحياة المستقبلية للأبناء، بهدف تحسين الأوضاع المستقبلية وإعادة بناء الوطن الذي بات من الضروري عودة أبنائه لينتعش من جديد وتستمر الحياة رغم آلامها.
ومع ارتفاع تكلفة الدراسة تبدأ أولى العقبات التي تواجه أهالي لاجئين سوريين هربوا من الموت بعد أن خسر أغلبيتهم كل ما يملك على أرض الوطن.
لكن كون السوريين ضيوفا ولاجئين في تركيا، قدمت لهم مساعدات أممية وقدمت منظمة اليونسيف خدماتها من مقاعد وطاولات وحقائب مدرسية مجهزة بقرطاسية مدرسية متكاملة، عداك عن تجهيزات ومعدات تساهم في إعداد مدارس خاصة للسوريين.
ويبقى السؤال الذي يحير السوريين.. ما هي حجم الخدمات التي قد تصلهم بعد التمييز بين الطلبة السوريين وأقرانهم الأتراك؟
يصرح لنا أحد المدرسين – رفض أن نذكر اسمه- العاملين في “أديمون” المدينة التركية التي تقع شمال شرقي عينتاب، وفيها جالية سورية يصل تعدادها 7 آلاف عن معاناة تلازم الطلبة السوريين قائلاً “في مدرسة “أتاتورك إيلك أوكول” المعروفة بمدرسة “الأمل السورية” وهي الوحيدة في الولاية، سمح فيها المدير ويدعى “السيد درويش” بفتح خمس عشر غرفة صفية لا غير أمام الطلاب السوريين، رغم أن دوام الطلاب السوريين مسائي من الواحدة حتى الخامسة، وبالتالي لا مشكلة مع أقرانهم من الأتراك (فهم أولاً).
وبتصرف فردي يقفل المدير ست غرف صفية بحجة لا تمت إلى المنطق بصلة رغم توسل المدرّسين، ومحاولاتهم التي باءت بالفشل، علماً أن غرفتين صفيتين تكفيان بالغرض”.
تمييز ظهر جلياً في شخص المدير ولسان حاله يقول “نحن أولاً ولن تنالوا ما خصص لكم” لتزيد الآلام وأعباء المدرسين الذين أجبروا لتعليم الطلبة في الممرات والهواء الطلق، حيث لا صف لديهم.
يعود المدرس في تلك المدرسة ليكشف لنا حقيقة مسلوبة من أبنائنا الطلبة قائلاً “ألف حقيبة مدرسية مع قرطاسية كان نصيب الأتراك منها 600 حقيبة بقي 400 للسوريين، ومنحة زادت في راتب المدير ومنح قدمت ل 6 موظفين في مجال التنظيف من الأتراك، غير أن عدم الرضى والقبول بوجود الطلبة السوريين بات واضحاَ مع استمرا اتهام السوريين بتسبب الفوضى”.
رغم أن السوريين لا ينكرون حسن الضيافة، وكونهم لاجئين وليسوا ممن ينكرون الجميل، لكن ما يطالب به الطلبة أبسط الحقوق وضمن الإمكانات المتاحة لتستمر الحياة وفقاً للمنطق والعقل.
المركز الصحفي السوري- بيان الأحمد