أنهى «منتدى موسكو» الذي ضم وفودا من النظام السوري والمعارضة، أعماله أمس بعد 4 أيام من المشاورات، من دون تحقيق اختراق في الجانب السياسي. وأعرب قدري جميل، ممثل الجبهة الشعبية للتغيير والتحرير السورية المعارضة، عن ارتياحه لنتائج عمل الأيام الأربعة، وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «المنتدى كان أول لقاء مباشر جمع مختلف أطياف المعارضة منذ بداية الأزمة السورية، ما يعني أن اللقاء جمع السوريين نظاما ومعارضة». وأوضح أنه على الرغم من أن اجتماع موسكو كان لقاء غير رسمي، فإنه «جمع أطيافا واسعة من المعارضة ممن لم يشاركوا في السابق».
وحول مطلب تنحية بشار الأسد قال جميل: «توجد بعض الفصائل اليمينية التي تطالب فقط بترحيل الرئيس. الخطر في هذا الحديث أنه يجري لخداع الناس بأنه إذا تغير الرئيس فذلك يعني تغير النظام». وتابع: «إننا جادون في تغيير النظام بشكل سلس وتدريجي سريع».
أما عن انطباعاته عن مدى إيجابية الوفد الحكومي في النقاشات التي تمت، فقال جميل بأن الوفد الحكومي لديه «صلاحيات محددة وليست محدودة»، وقد صرح أنه ينظر إلى جميع المعارضين كشركاء، كما أنه من الواجب العمل معه من أجل الوصول إلى نصف المسافة بين الطرفين.
أصدر الراعي الروسي في نهاية اللقاء ما سمي «مبادئ موسكو» وهي عبارة عن 10 بنود، تدعو لتسوية الأزمة في سوريا بالوسائل السياسية السلمية على أساس توافقي انطلاقا من مبادئ بيان جنيف.
الى ذلك أعلن منسق لقاء موسكو التشاوري السوري – السوري عن مجموعة مبادئ موسكو كأرضية للتشاور في اللقاء بين وفد شخصيات معارضة سورية والمجتمع المدني ووفد النظام السوري في الجولات القادمة.
واقر نؤمكين أن مجموعة النقاط التي استخلصها من جلسات اللقاء، لم يعتؤض عليها الطرفان، ويمكن ان تشكل ارضية للتشاور حولها في اللقاءات القادمة، حيث سيلتقي الطرفان مجددا بعد شهر في موسكو.
وتتألف مبادئ التشاور من 11 نقطة، بعدها قرأ نؤمكين نداء وجهه المجتمعون في اللقاء إلى المجتمع الدولي، ناشدوه فيه القيام بدوره في تخفيف وطأة معاناة السوريين الانسانية المتفاقمة، وطالبوه بتكثيف وتسريع وتيرة المساعدات الانسانية المقدمة إلى جميع المناطق السورية، ودعوا إلى تخفيف العقوبات الاقتصادية احادية الجانب التي تضر بالشعب السوري.
بدورها اعتبرت رندة قسيس، رئيس حركة المجتمع التعددي السورية، أنه كان على الائتلاف الوطني المشاركة في مؤتمر موسكو ليثبت استقلالية قراراته.
وأضافت قسيس:” أن امتناع شخصيات الائتلاف عن حضور لقاء موسكو هو أمر خاص بهم لكن كان عليهم أن يشاركوا بكل بساطة لإظهار أن قراراتهم مستقلة.
كما لفتت إلى أنه من الصعب إيجاد حلول جذرية للأزمة السورية في “منتدى” موسكو.
في السياق ذاته قال المبعوث الخاص للرئيس “فلاديمير بوتين” ونائب وزير الخارجية الروسي “ميخائيل بغدانوف”، في تصريحات صحفية حول “المنتدى” الذي انعقد في دار الضيافة الصغيرة في مبنى وزارة الخارجية الروسية، “أن موسكو هي المكان الوحيد في العالم الذي جمع ممثلين عن نظام الرئيس السوري بشار الأسد مع معارضيه”.
كما أكد على أن روسية مقتنعة تماماً بعدم فشل المشاورات بين وفد “الحكومة السورية” وبعض ممثلي المعارضة الداخلية والخارجية، حيث جاءت هذه التصريحات بعد لقاء وزير الخارجية الروسي “سيرغي لافروف” بوفديّ المعارضة والنظام، ودعاهما إلى الاتحاد ضد “الإرهاب” الذي يضرب سورية.
وأشار نائب وزير الخارجية الروسي بتهديد غير مباشر باستمرار الحرب إن لم يتفقوا طرفي المشاورات، حيث قال في معرض تصريحاته “موسكو لن تطرح شيئاً، فليتفق السوريون فيما بينهم، وإذا لم يتوصلوا إلى الاتفاق المشترك من أجل الحل المنشود، فإنهم سوف يواصلون الحرب، سوف يقتلون بعضهم بعضاً”.
في سياق اخر أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية، أمس الخميس، وصول الدفعة الأولى من القوات الأمريكية المخصصة لتدريب الفصائل المعتدلة في سوريا إلى المنطقة.
وقالت المتحدثة باسم وزارة الدفاع الأمريكية “إليسا سميث” إن: “الدفعة الأولى من القوات الأمريكية بدأت فعلًا بالوصول إلى المنطقة، ومن المتوقع أن تصل الدفعة الثانية التي تضم مئات من المدربين والجنود الأمريكيين في غضون الأسابيع القليلة القادمة”.
وأكدت “سميث”، خلال تصريحات صحفية، “أن البنتاغون يمضي قدمًا في برنامجه لتدريب وتسليح المعارضة المعتدلة في سوريا”.
وكانت وزارة الدفاع الأمريكية أعلنت الفترة الماضية عن نشر الجيش الأمريكي أكثر من 400 جندي لتدريب مقاتلي المعارضة السورية، في معركتهم ضد تنظيم “الدولة” في أماكن خارج سوريا.
ويأتي برنامج التدريب في إطار خطة الرئيس الأمريكي باراك أوباما لنشر مقاتلين في سوريا لوقف تقدُّم مقاتلي تنظيم “الدولة” وإلحاق الهزيمة بهم في نهاية المطاف، مع استمرار الغارات الجوية التي تقودها الولايات المتحدة.