ريم أحمد
توجهت بعثة من الأمم المتحدة، مساء أمس الاثنين، إلى مدينة حلب، شمال سوريا، في إطار المساعي لتطبيق خطة الموفد الدولي، ستيفان دي ميستورا القاضية بتجميد القتال في المدينة، على الرغم من رفض المعارضة للمبادرة.
وأكد مسؤول في الأمم المتحدة أن “بعثة برئاسة مديرة مكتب دي ميستورا في دمشق خولة مطر انطلقت بالفعل إلى حلب”.
وأضاف المسؤول أن البعثة تسعى إلى “تقييم الوضع على الأرض والتأكد، لدى إعلان التجميد، من زيادة المساعدات الإنسانية، والتحضير لتدابير يمكن اتخاذها في حال تم انتهاك الهدنة”.
وجاء إرسال البعثة في إطار اتفاق بين مبعوث الأمم المتحدة الذي أنهى الأحد زيارة قصيرة إلى دمشق، مع وزير خارجية نظام الأسد، وليد المعلم.
وكانت المعارضة العسكرية والسياسية في محافظة حلب أعلنت، يوم الأحد، رفضها خطة دي ميستورا لإنهاء القتال، مطالبة بتسوية شاملة للنزاع.
وقالت “هيئة قوى الثورة في حلب” في بيان أصدرته يوم الأحد: “نعلن رفض اللقاء مع السيد ستافان دي ميستورا، إلاً على أرضية حل شامل للمأساة السورية، تتضمن رحيل بشار الأسد وأركانه ومحاسبة مجرمي الحرب منهم”.
من جهتهم، وجه مقاتلون للمعارضة السورية لطمة اليوم الثلاثاء لاقتراح من مبعوث الأمم المتحدة لوقف لأطلاق النار في مدينة حلب الشمالية قائلين ان الخطة لن تمثل فائدة سوى للحكومة السورية على حساب المعارضة.
ويحاول مبعوث الأمم المتحدة لسوريا ستافان دي ميستورا التوسط في هدنة في المدينة التي تشهد اشتباكات بين القوات الحكومية وعدد من الفصائل المعارضة ومنها ألوية إسلامية وجبهة النصرة جناح القاعدة في سوريا ووحدات مدعومة من الغرب.
وقال دي ميستورا ان دمشق عبرت عن استعدادها لهدنة لمدة ستة أشهر في المدينة لكن الجيش السوري نفذ ايضا هجوما كبيرا هناك الشهر الماضي. وقال مسؤول من فريق ممثلي دي ميستورا انهم وصلوا الى حلب اليوم.
وقال بيان من لجنة ثوار حلب المشكلة حديثا ان ممثليها لن يجتمعوا مع مسؤولي الأمم المتحدة إلا إذا أدى وقف إطلاق النار في نهاية الأمر الى خروج الرئيس بشار الأسد ومساعديه المقربين والملاحقة القضائية للمتورطين في جرائم حرب.
في سياق اخر، التقى المبعوث الأممي ستافان دي ميستورا مع وفد اللجنة المنبثقة عن اجتماع وإعلان القاهرة، وأعرب المبعوث الأممي عن “تشجيعه لعقد مثل هذا المؤتمر وثمّن الجهود المبذولة” بشأنه، حسبما أفادت مصادر في هيئة تنسيق قوى التغيير الديمقراطي السورية المعارضة
وقالت المصادر “لقد تم خلال اللقاء استعراض التحضيرات لمؤتمر المعارضة الوطنية الديمقراطية في النصف الثاني من شهر نيسان/أبريل المقبل، وسمع المبعوث الأممي وجهة نظر اللجنة حول مؤتمر القاهرة وكيف يمكن أن يساهم بتراجع العنف والقتل والدمار” في سورية
وأضافت “لقد ثمّن المبعوث الأممي الجهود المبذولة لعقد مؤتمر القاهرة، وانسجام هذه الجهود مع القرارات الأممية وبيان جنيف، وبالمقابل قدّم شرحاُ لتصوره العملي الخاص بمدينة حلب، معتبراً إياه نقطة انطلاق لكامل المناطق السورية” حسب قولها.
ولفتت إلى أن الوفد المعارض أكّد على “استعداد اللجنة لتأمين لقاء قريب جداً بين فريق المبعوث الدولي وشخصيات فاعلة من مختلف مناطق المواجهة والحصار، الأمر الذي يربط اقتراح المبعوث بتجميد القتال في حلب ببعد وطني وعام ، يشمل تباعاً مختلف مناطق المواجهة، فيما كانت وجهات نظر الطرفين متفقة حول خطر الجماعات التكفيرية ودورها المدمر في سورية”، وفق قولها
في السياق ذاته، قال هيثم مناع، عضو لجنة الاتصال المنبثقة عن اجتماع القاهرة للمعارضة السورية، بأنه وجد تجاوبا من المبعوث الأممي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا حول موضوع ربط مبادرة حلب ببعد وطني عبر لجنة القاهرة، وذلك خلال لقائهما، أمس الاثنين، في جنيف.
وقال مناع في حديث لوكالة “سبوتنيك” الروسية: “كان هناك نقاش مع دي ميستورا حول الربط ما بين حلب وباقي المناطق، هذا الأساس، وكان هناك تجاوب وعلى الأغلب أن يتم اجتماع مع عدد من ممثلي المناطق ومع شخصيات من مختلف المناطق في فرصة قريبة جدا في هذا الشهر”.
وكان هيثم المناع قد اصدر بيانا رسميا أعلن فيه, تأسيس ما أسماه “تيار قمح” وهو تيار سياسي جديد، رفع فيه ثلاثة شعارات هي (قيم – مواطنة – حقوق).
أعلن الجنرال الأميركي، جون آلن، منسق التحالف الدولي ضد تنظيم “الدولة الاسلامية”، أمس الاثنين، إن الولايات المتحدة “ستحمي” مقاتلي المعارضة السورية المعتدلة الذين ستدربهم وتسلحهم، وذلك حالما يصبحون في ميدان القتال.
وقال الجنرال آلن، أمام مركز أبحاث “اتلانتيك كاونسل” في واشنطن: “لدينا مشروع واضح لتدريبهم وتجهيزهم بأحدث الأسلحة، ولكن أيضا لحمايتهم عندما يحين الوقت”.
وردا على سؤال عما إذا كانت حماية هؤلاء المقاتلين يمكن أن تتم من خلال فرض منطقة حظر جوي، قال الجنرال آلن إن “كل هذه الخيارات جاري بحثها”.
من جهة ثانية، أعرب الجنرال آلن عن “مفاجأته السارة” بعدد السوريين الذين أبدوا استعدادهم للتطوع في برنامج التدريب الذي وضعته الولايات المتحدة.
وكان البنتاغون أعلن الجمعة أن تدريب مقاتلي المعارضة السورية المعتدلة سيبدأ “في غضون أربعة إلى ستة أسابيع”.
وبعد أشهر من النقاشات الشاقة، وقعت واشنطن وأنقرة في 19 فبراير اتفاقا لتدريب عناصر سورية معارضة معتدلة في قاعدة تركية وتزويدها معدات عسكرية.
وتركز الخلاف بين واشنطن وأنقرة حول هذا البرنامج على تحديد العدو الذي يتعين على هؤلاء المقاتلين السوريين التركيز على قتالهم، ففي حين تريد واشنطن تدريب هؤلاء المعارضين في إطار مكافحتها تنظيم الدولة الاسلامية، فإن انقرة، التي تعتبر بشار الأسد عدوها اللدود، تريدهم أن يقاتلوا القوات النظامية السورية والمتطرفين بنفس الحدة.
ومن المقرر أن ينتشر في الشرق الأوسط ما مجموعه 1000 جندي أميركي للمساعدة في تدريب مقاتلين من المعارضة السورية المعتدلة لإرسالهم لاحقا إلى سوريا لقتال تنظيم “الدولة الاسلامية”. ووصل إلى المنطقة حتى الآن حوالي 100 مدرب أميركي للقيام بهذه المهمة.
من جهتها، أعلنت استراليا الثلاثاء إرسال 300 جندي اضافي إلى العراق حيث سيشاركون خصوصا مع نظرائهم النيوزيلانديين في تدريب القوات العراقية على محاربة جهاديي تنظيم “الدولة الاسلامية”.
وأوضح رئيس الوزراء توني آبوت ان إرسال هؤلاء الجنود تم تلبية لطلب رسمي تقدمت به الحكومتان العراقية والأمريكية.
وأعلنت السلطات النيوزيلاندية الأسبوع الماضي انها سترسل قريبا الى العراق 140 جنديا في مهمة تدريب ودعم.
وستتنشر القوة الاسترالية كما النيوزيلاندية اعتبارا من ايار/ مايو في قاعدة تاجي العسكرية شمالي بغداد.
صرح رئيس النظام السوري بشار الأسد اليوم خلال استقباله وفد المعارضة التركية الذي وصل إلى دمشق يوم أمس، بمهاجمته العلنية للرئيس التركي رجب طيب أردوغان مشيراً إلى أنه أداة لتحقيق مصالح الغير، فهو من أكبر الداعمين “للقوى التكفيرية المتطرفة وغيرها” حسب تعبيره.