المركز الصحفي السوري – ريم أحمد
أفادت مصادر إعلامية ان رئيس الائتلاف السوري المعارض غادر على رأس وفد إلى السعودية مساء الأحد.
وقالت المصادر إن خوجة توجه إلى المملكة بعد انتهاء المؤتمر الصحفي الذي تحدث فيه عن عملية نقل ضريح “سليمان شاه”.
وتعتبر هذه الزيارة الأولى من نوعها للخوجة منذ توليه رئاسة الائتلاف.
وتأتي زيارة خوجة بعد مبايعة الملك سلمان بن عبد العزيز خلفاً للملك الراحل عبد الله بن عبد العزيز في الثالث والعشرين من الشهر الماضي.
من جهة أخرى، طالب رئيس الائتلاف الوطني السوري خالد خوجة أصدقاء الشعب السوري والولايات المتحدة بوضع حد للتدخل الإيراني في سورية الذي بلغ حد الاحتلال، واصفاً موقف الولايات المتحدة بـ “اللامبالاة”، وموقف الأصدقاء بمجرد “الفرجة” دون أي فعل أو موقف، وقال خوجة في لقاء مع صحيفة الوطن القطرية: إن هناك عملية تسوية أمريكية مع إيران، حول الملف النووي الإيراني، ومن ثمَّ فإن ما نلمسه تماما أن طهران تضع حزمة من التفاهمات مع الولايات المتحدة الأميركية من ضمنها نظام الأسد، وأضاف خوجة أنه وبالتزامن مع مطالبتنا بتسليح الجيش الحر وتنظيمنا له في حلب وفي الشمال السوري يطرح المبعوث الأممي موضوع نزع السلاح من هناك أو تجميد المنطقة في حلب، لافتا إلى أن المبعوث الأممي إذا كان يريد أن يحافظ على مهمته كوسيط، فيجب عليه أن يحرص على أن تكون علاقاته متوازنة بين الائتلاف ونظام الأسد.
من جهتها، أعلنت تيارات من معارضة الداخل السورية عن توصلها لاتفاق باسم مبادئ دمشق تضمن مجموعة من توافقات الحد الأدنى للتفاوض مع النظام يما يقود لحل سياسي للأزمة في البلاد، وفقا لبيان صادر عن تلك التيارات.
ولفت البيان أن المبادئ الأساسية التي اتفق عليها بين التيارات تضمنت الدفع والمشاركة بمسار سياسي تفاوضي برعاية وضمانة الدول المعنية بالأزمة السورية، يفضي إلى تشكيل حكومة وحدة وطنية يتشارك فيها النظام والمعارضة والقوى الوطنية والمجتمع المدني، بالإضافة إلى خلق بيئة مناسبة لإطلاق العملية السياسية عن طريق إجراءات بناء الثقة بما فيها الإفراج عن المعتقلين السياسيين وتحرير المخطوفين وضمان وصول المساعدات الإنسانية إلى المناطق السورية وغيرها من الإجراءات”.
إلى جانب ذلك، لفت البيان إلى أن المبادئ استندت إلى الحفاظ على سيادة البلاد ومؤسسات الدولة وعلى رأسها المؤسسة العسكرية وكفالة صيانة الحريات العامة وبناء العملية الديمقراطية الشاملة ومحاربة الإرهاب.
في سياق اخر، قال مبعوث الأمم المتحدة والجامعة العربية السابق إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي أنه منذ تسلمه مهمته لم يكن يتوقع نجاحها.
وأضاف الإبراهيمي خلال حوار أجرته معه الصحيفة أنها أزمة مركبة، النظام في سوريا يعتبر أنه يتعرض لمؤامرة خارجية، وليس هناك أبعاد داخلية ولا يوجد فيها سوريون، طرف المؤامرة إسرائيل وتركيا، ثم قال إن هناك سوريين ثم إننا نقوم بحماية شعبنا، والمعارضة مع الأسف الشديد كانت أيضاً مبعثرة ومضعضعة ولاتزال، ومن يؤيدونها لم يساعدوا على توحيد صفوفها.
وأفاد بان الدول التي تؤيد هذه المعارضات لم تكن متفقة، وكل دولة كانت تقول لهم شيئاً مختلفاً، وكان الأمل أن تكون هناك وجهة نظر واحدة، في مصلحة المعارضة والشعب السوري، لكن هذا لم يحصل مع الأسف.
ورفض الإبراهيمي مقولة أن سوريا تتعرض لمؤامرة خارجية قائلاً إن هناك تطلعات للشعب السوري الذي رفع شعارات الحرية والكرامة، كما حصل في درعا في بداية الأزمة مؤكداً أن “إسرائيل” لم تقل لهؤلاء أن يرفعوا الشعارات.
وتحت عنوان “في المنعطف” كتب رئيس اتحاد الديمقراطيين السوريين، المعارض السوري ميشيل كيلو ماذا تضمنت ورقة الدكتور خوجه؟ لقد عددت نقاط قوة “الائتلاف” وضعفه، وتحدثت عن الفرص وصفياً والمخاطر التي تنتظره، والخطة التي يجب بناؤها، في ضوء الصورة التي يمليها واقعه في إطار بيئة سياسية داخلية وعربية ودولية، يعتقد الدكتور أنها تصير إيجابية أكثر فأكثر حيال المسألة السورية. ومع أن الورقة لم تقدم خطة تفصيلية ومتكاملة، فإنها تطرقت إلى سبل التصدي لنقاط الضعف، وتعزيز نقاط القوة، وتحدثت، باقتضاب، عن طرق تحاشي المخاطر وتوطيد الفرص، وإخراج “الائتلاف” من حال صعبة، انقطعت فيها موارده المالية، وركدت علاقاته الخارجية، وافتقر إلى أدوات ووسائل، يمارس دوره الوطني المطلوب بواسطتها، فيخدم الثورة، ويصير مكان عمل وطني، يقطع مع وضعه الراهن، كجهة تتحمل قسطاً كبيراً من المسؤولية عن ضعف هذا العمل. نظرياً، يقطع مشروع خالد خوجه مع نهج رئاسي غرّب “الائتلاف” عن شعبنا ووطننا، وحال بينه وبين لعب دور قيادة ثورية، تضع الخطط الكفيلة باستثمار قدرات شعب الثورة، وتعزيز صموده، والإفادة من تصميمه على الانتصار. ويفتح المشروع الطريق نحو إصلاح “الائتلاف” وتصحيح عيوبه، وفي المقدمة منها انقساماته وخلافاته وعجزه عن الارتقاء إلى مستوى القضية الوطنية الجامعة، وانغماسه في سياساتٍ أنهكت الداخل السوري، وأغرت الخارج باختراقه والتلاعب به، بكل ما يتوفر له من وسائل. هل ستنجح ورقة رئيس الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية عملياً في تحريره من أوضاعه المزرية؟
وتعليقاً عل نقل ضريح سليمان شاه، أوضح وزير الخارجية التركي، مولود جاويش أوغلو، أن عملية نقل رفات سليمان شاه وإجلاء الحامية التركية من موقع الضريح، الذي يعد أرضا تركية، لا يعني أن بلاده قد تخلت عن هذه الأرض، حيث سيقام الضريح مجددا في قرية أشمة على الجانب السوري من الحدود، ويرفع العمل التركي في المنطقة.
وقال جاويش أوغلو، ، خلال مؤتمر للفرع الشبابي لحزب العدالة والتنمية الحاكم في ولاية أنطاليه جنوب تركيا: “أبلغنا القنصلية السورية (في اسطنبول) من خلال مذكرة دبلوماسية، بأننا نخلي المكان (منطقة الضريح)، إلا أن هذه أرضنا، وسنعود إليها، كما أبلغناهم أننا سنقيم الضريح مجددا في قرية أشمة على الجانب السوري ونرفع علمنا هناك، وعليه فليس هناك أي ترك للأراضي، ولا إزالة لعلمنا، وها هو يرفرف في أشمة”.
وأكد جاويش أوغلو أن “العملية نفذت في إطار الحقوق المستمدة من القانون الدولي”، مشددا على أن بلاده “لم تحصل على إذن من أي أحد للقيلم بالعملية، بل كانت مبادرة تركية صرفة”، لافتا إلى أن تركيا أبلغت الأمم المتحدة، وقنصلية النظام السوري، والائتلاف الوطني المعارض المعترف به من قبل 114 دولة حول العالم والجيش السوري الحر.
ونفى جاويش أوغلو تخلي تركيا عن أراضيها كما تدعي المعارضة التركية واصفا تصريحات الأخيرة في هذا الإطار بأنها “غير أخلاقية”، مضيفا “أبلغنا الجميع بما فيهم المنظمات الدولية من خلال مذكرات دبلوماسية بأن الأرض التي غادرناها جزء من الأراضي التركية”
بدوها، أشارت واشنطن في البيان الذي أدلت به ليلة البارحة حول تلك العملية العسكرية.
وأفاد مسؤول رفيع في الخارجية الاميركية أن وزير الخارجية “جون كيري” أجرى صباح يوم الأحد التالي للعملية لقاء هاتفيا مع وزير الخارجية التركي “مولود تشاوش” تناول فيه الطرفان تفاصيل عملية نقل ضريح “سليمان شاه” الناجحة التي نفذتها تركيا في الأراضي السورية، حيث قدّم تعازيه لتركيا بسبب وفاة جندي أثناء العملية العسكرية”
وأكد المسؤول الاميركي أن أميركا وتركيا في تعاون استخباراتي وتتعقبان التطورات التي تجري في سوريا عن قرب، وأن كلا الطرفين الاميركي والتركي في حالة تشاور دائمة.