ريم أحمد.
يبدأ غدًا الثلاثاء خالد خوجة رئيس الائتلاف الوطني زيارة رسمية إلى ألمانيا، برفقة رئيس الحكومة المؤقتة أحمد طعمة، يلتقي من خلالها السيد فرانك فالتر شتاينماير وزير الخارجية الألماني، كما يشارك “خوجة” باجتماع أصدقاء الشعب السوري في برلين.
في سياق منفصل، أ كد سالم المسلط الناطق الرسمي باسم الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية على أن رحيل الأسد هدف رئيسي للمعارضة السورية. وذلك رداً على التصريحات الأخيرة لوزير الخارجية الأميركي جون كيري الذي قال فيها إن واشنطن ستضطر في النهاية للتفاوض مع بشار الأسد.
وقال المسلط في تصريح صحافي إنه “رغم وضوح مواقف الائتلاف تجاه كل ما يتعلق بالحل السياسي، فإن بعض المستجدات تستدعي التأكيد مجدداً بأن إسقاط رأس النظام وجميع المسؤولين عن الجرائم المرتكبة بحق الشعب السوري هدف رئيسي للائتلاف الوطني، حيث يضمن ذلك الانتقال إلى نظام ديمقراطي مدني تعددي يضمن حريات جميع المواطنين وحقوقهم”.
وشدد المسلط على ضرورة التذكير بأن “الائتلاف الوطني لم يحضر المؤتمر الذي عقد في القاهرة نهاية يناير المنصرم، كما لم يشارك في اللجنة التحضيرية التي انبثقت عنه، وأن مشاركة أعضاء من الائتلاف لم تتم بصفتهم ممثلين عنه بل بشكل شخصي”، مشيرا إلى أن الائتلاف بدأ بدراسة الإجراءات التي سيتم اتخاذها بحقهم حسب النظام الأساسي”.
الى ذلك قال وزير الخارجية التركي مولود تشاوش أوغلو لوكالة أنباء الأناضول إن مشاكل سوريا الحالية مع حلول الذكرى الرابعة لاندلاع النزاع في آذار/مارس 2011 سببها نظام الأسد.
ونقلت عنه الوكالة قوله خلال زيارة إلى كمبوديا “ماذا هناك لكي يتم التفاوض حوله مع الأسد؟”. وقال “أي مفاوضات ستجري مع نظام قتل أكثر من 200 ألف شخص واستخدم أسلحة كيميائية”.
وتساءل وزير الخارجية التركي “حتى الآن، أي نتيجة تحققت (مع النظام) عبر المفاوضات؟”. وقال إن كل الأطراف يجب أن تعمل من أجل “انتقال سياسي” في سوريا.
بدورها، اكدت فرنسا الاثنين انها ترغب “بتسوية سياسية متفاوض عليها بين مختلف الأطراف السورية” مشيرة الى ان بشار الأسد “لا يمكن ان يكون ضمن هذا الاطار” فيما اثار موقف وزير الخارجية الأميركي جون كيري حول ضرورة التفاوض مع بشار الأسد الجدل مجددا حول هذه المسالة.
وقال الناطق باسم الخارجية الفرنسية رومان نادال “موقفنا معروف ويندرج في اطار بيان جنيف 2012: هدفنا هو تسوية سياسية متفاوض عليها بين مختلف الأطراف السورية تؤدي الى حكومة وحدة”.
وأضاف ان مثل هذه الحكومة يجب ان تضم “بعض هيئات النظام القائم والائتلاف الوطني ومكونات اخرى لها عن سوريا رؤية معتدلة وشاملة وتحترم مختلف مجموعات البلاد”.
وتابع “من الواضح بالنسبة الينا ان بشار الاسد لا يمكن ان يدرج في مثل هذا الاطار” مذكرا بمقالة نشرها في نهاية شباط/فبراير وزيرا خارجية فرنسا لوران فابيوس وبريطانيا فيليب هاموند وكررا فيها القول ان “بشار الأسد لا يمكن ان يكون مستقبل سوريا”.
أما رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي اللبناني، وليد جنبلاط، فقد هاجم دعوة وزير الخارجية الأميركي جون كيري، للحوار مع رئيس النظام السوري بشار الأسد للخروج من الأزمة.
وغرد رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب وليد جنبلاط، أمس الأحد، على “تويتر” تعليقاً على موقف كيري قائلاً “لا أجد الكلمات المناسبة للتعبير عن الغضب لموقف كيري”.
من جهتهم، أكد وزراء خارجية الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي أن بشار الأسد ليس طرفاً في محاربة تنظيم الدولة الاسلامية ، معبرين عن قناعتهم بأن الممارسات الوحشية لنظام الأسد ضد شعبه وانتهاكاته المستمرة لحقوق الإنسان، ساهمت في ازدهار تنظيم الدولة الاسلامية.
و ذكر بيان الوزراء، الذي صدر بعد اجتماعهم الدوري ، أن “الانتهاكات والممارسات الوحشية التي تقوم بها التنظيمات الإرهابية مثل جبهة النصرة وباقي الميليشيات المسلحة المنتشرة في البلاد تزيد من معاناة السوريين” ، و ناشدوا ” كل الأطراف التي تمتلك تأثيراً على كل القوى في سورية، بما في ذلك النظام السوري، ممارسة الضغط اللازم لدفع الجميع إلى خفض العنف والانخراط في العملية السياسية”
وشدد البيان على دعم الاتحاد الأوروبي لجهود المبعوث الدولي لسورية ستافان دي ميستورا، للتوصل إلى خفض للعنف وتخفيف المعاناة كمقدمة لعملية سياسية تلبي تطلعات السوريين. واعتبروا أنه “على كافة الأطراف إظهار الإرادة والتصميم اللازمين للانخراط في هذه العملية”.
وأداء الوزراء في بيانهم قيام نظام الأسد بتصعيد العنف، خاصة في حلب، الأمر الذي يهدد جهود دي ميستورا، وخطته الرامية إلى تجميد القتال في هذه المدينة.
كما عبر الوزراء عن استعداد الاتحاد تقديم الدعم السياسي اللازم لتنفيذ الخطة المذكورة، مشيرين إلى أن الحل في سورية يمر عبر تنفيذ بيان جنيف الاول، الصادر في 30 حزيران/يونيو 2012.
كما عارضت بريطانيا الرؤية الأمريكية حول مستقبل سريا بالنسبة لجهد بقاء الأسد من عدمه ، و حسمت رأييها بأن “الأسد ليس له مكان في مستقبل سوريا” ، في أول رد فعل رسمي يصدر من المجتمع الدولي حول التصريحات الأمريكية التي صدرت عن وزير الخارجية الأمريكية و قبله رئيس الاستخبارات.
وقالت متحدثة باسم وزارة الخارجية البريطانية إن “الأسد ليس له مكان في مستقبل سوريا” ، وأضافت المتحدثة “كما أعلن وزير الخارجية (البريطاني فيليب هاموند) الأسبوع الماضي فإننا مستمرون في ممارسة الضغوط على هذا النظام عبر العقوبات إلى أن يضع حدا لأعمال العنف ويدخل في مفاوضات جدية مع المعارضة المعتدلة”.
وحرص مسؤولون في وزارة الخارجية البريطانية على التذكير بأن المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية ماري هارف نفت أن يكون تصريح كيري يمثل تغييرا في السياسة الأميركية المتعلقة بسوريا. وكانت هارف قالت في تغريدة على موقع تويتر إن كيري “جدد التأكيد على سياسة راسخة أننا بحاجة إلى عملية تفاوضية مع وجود النظام على الطاولة – ولم يقل أننا سنتفاوض مباشرة مع الأسد”.
وعن خطة المبعوث الاممي الى سورية،
نقلت وكالة إنترفاكس الروسية يوم الاثنين عن نائب وزير الخارجية الروسي جينادي جاتيلوف قوله إن موسكو دعت مبعوث الأمم المتحدة لسوريا ستافان دي ميستورا إلى الجولة الثانية من المحادثات بين الحكومة السورية وقوى المعارضة المقررة في بداية شهر أبريل نيسان المقبل.
وقاطعت مجموعات معارضة رئيسية الجولة الأولى من المحادثات في موسكو. كما لم تشمل تلك المحادثات المعارضة المسلحة الرئيسية.
وعبر وزير الخارجية الأمريكي جون كيري في مطلع الأسبوع عن سعي واشنطن لإعادة إحياء مفاوضات السلام بين أطراف النزاع السوريين مشيرا إلى أن أي عملية انتقالية سياسية يجب أن يتم التفاوض بشأنها مع الرئيس السوري الحالي بشار الأسد.
وقال جاتيلوف إن موسكو أرسلت دعوات إلى دي ميستورا و”عدد كبير من الجماعات والهيئات المعارضة.”
وأضاف أن المحادثات الجديدة في موسكو التي كان من المفترض أن تجرى بعد شهر على الجولة الأولى ستنطلق أوائل شهر أبريل نيسان المقبل.
وقال جاتيلوف “أطلقنا التحضيرات للجولة الثانية التي ستجرى خلال الأيام العشرة الأولى من أبريل نيسان.”