أكد رئيس الائتلاف الوطني السوري خالد خوجة أننا نرحب بأي مسعى لوقف القتل وإراقة المزيد من الدماء في سوريا، وإن هذا موقف الائتلاف منذ تأسيسه، لافتا إلى أن المبعوث الأممي إلى سوريا ستيفان دي مستورا أطلعني خلال اتصال هاتفي على الأفكار التي تم طرحها ضمن المبادرة، وأخبرته أنها بحاجة لمناقشة التفاصيل بشكل أكبر فوقف القصف الجوي يجب أن يشمل جميع المدن ويتلازم مع وقف القتل على الأرض أيضاً، ورأى خوجة أنه من أجل أن نصل إلى حل شامل ولا نرضى بحلول مؤقتة، فيجب أن تضمن المبادرة أيضاً وقف مختلف وسائل القتل الأخرى، ومحاربة الإرهاب بما فيها إرهاب الدولة الذي يمارس من قبل النظام، مشيرا إلى أن قيادة الأركان وجميع فصائل الجيش الحر المنضوية تحتها تلتزم ببنود الاتفاق الذي سيتم الإعلان عنه في حال الوصول لحل حقيقي يحقق الأمان للشعب السوري، وهيئة أركان الجيش الحر برهنت على التزامها بكافة المواثيق والاتفاقات الدولية.
بدوره، أكد المعارض السوري برهان غليون اليوم الخميس أن إيران استبدلت نظام الأسد بنظام الحرس الثوري الإيراني لتحقيق مشروعها في الشرق الأوسط.
وقال غليون في حديث لصحيفة “عكاظ” السعودية: إن “طهران نجحت في تغيير نظام الأسد واستبداله بنظام الحرس الثوري الإيراني”، مؤكدًا أن “بشار الأسد ما هو إلا ورقة وأداة تستعملها إيران لفرض مشروعها في المنطقة العربية” والشرق الأوسط.
وأضاف رئيس المجلس الوطني السابق أن إيران تسعى للسيطرة والهيمنة على منطقة المشرق العربي في سوريا واليمن من أجل “حصار المنطقة العربية ولمشاكسة العالم كي تقول: إنها دولة كبرى ولها رأيها في كل الملفات الدولية”.
وأكد غليون على أن “الثورة السورية قادرة على هزيمة هذا المشروع متى ما توحدت فصائلها السياسية والعسكرية مع بعضها” مع مساندة الدول الشقيقة والصديقة.
من المقرر ان يتوجه المبعوث الدولي من نيويورك الى واشنطن للقاء مسؤولين اميركيين بعد محادثاته في الأمم المتحدة وإعلانه مساء اول من امس ان «الحكومة السورية ابلغتني انها مستعدة لوقف كل عمليات القصف الجوي والمدفعي لمدة ستة اسابيع في كل انحاء مدينة حلب». وأضاف ان تعليق هذه الغارات والقصف سيبدأ «اعتباراً من تاريخ يتم الإعلان عنه في دمشق» التي سيتوجه اليها دي ميستورا مجدداً «في اسرع وقت ممكن». كما سيزور حلب، عاصمة الشمال السوري وثاني كبرى مدن البلاد، من اجل التباحث في تفاصيل هذه الهدنة الموقتة.
غير ان مسؤولين أميركيين شككوا بفرص نجاح الخطة على رغم انفتاحهم عليها.
وتأتي زيارة دي ميستورا مع إعلان الإدارة الأميركية عن بدء تدريب «قوة جديدة في سورية» مطلع الشهر المقبل بالاتفاق مع شركاء إقليميين ابرزهم تركيا. وتشمل الدفعة الأولى ثلاثة آلاف مقاتل سينتهي تجهيزهم وتدريبهم خلال ثماني أسابيع من اول آذار (مارس) كحد أقصى وإرسالهم الى سورية بعدها في مهمة تنحصر بمحاربة تنظيم (داعش) بغطاء جوي من التحالف.
وقال ديبلوماسي شارك في الجلسة إن السفير الغربي شدد لدي مستورا على «أهمية أن يتحدث الى المعارضة الحقيقية في سورية، وليس فقط المعارضة المدعومة من النظام وموسكو».
في السياق ذاته، دعا الائتلاف الوطني السوري، مجلس الأمن إلى إيجاد حل شامل وعادل في سوريا تحت الفصل السابع، مؤكدًا على أنه لا يمكن أن يكون “الأسد” شريكًا في الحل السياسي للأزمة السورية.
وقال الناطق الرسمي للائتلاف سالم المسلط: نطالب مجلس الأمن “بإصدار قرار تحت الفصل السابع يشكِّل إلزامًا حقيقيًّا لنظام الأسد ويفرض حلًّا عادلًا، ويشمل خطوات فورية تضمن حماية المدنيين في سورية بما يتوافق مع القانون الدولي”.
وتعرف مفهوم تجميد الصراع في قاموس النظام، وتظهر بشكل لا لبس فيه أن نظام الأسد لا يمكن أن يقدَّم كشريك في أي حل سياسي”.
وأكد “المسلط”، في تصريحات صحفية: “على ضرورة الحل السياسي كسبيل لتحقيق مطالب الثورة السورية، على أن يكون هذا الحل جذريًّا وشاملًا لكل المناطق ورادعًا لإجرام الأسد بحق المدنيين”.
أما وزير الخارجية الهولندي “بيرت كونديرس”فقد رفض بقاء الأسد في السلطة قائلًا لا يمكننا أن نقبل أن يكون من تلطخت أيديهم بدماء السوريين جزءًا من مستقبل سوريا وإنه أمر مستبعد، وأكد أنه لا يمكن أن يبقى الأسد رئيسًا لسورية إلى النهاية.
وأشار كونديرس أن الانتفاضة ضد نظام الأسد بدأت لأسباب مختلفة ومطالب محقة، ولكن الوضع الراهن يجبرنا على الاختيار بين تنظيم الدولة أو نظام الأسد، لذلك يجب على المجتمع الدولي أن يعمل على تقوية الخيار البديل وهو تدريب وتسليح المعارضة.
وعن تدريب المعارضة السورية المعتدلة، حددت الولايات المتحدة حوالي 1200 مقاتل من الثوار سيتم تدريبهم وتسليحهم ضِمْن برنامج يقوده الجيش الأمريكي لقتال تنظيم الدولة في سوريا.
وقالت وزارة الدفاع الأمريكية أمس الأربعاء: إن المقاتلين سيخضعون لعملية تدقيق قبل الانضمام للبرنامج الذي من المتوقع أن يبدأ في مطلع شهر آذار/مارس في مواقع متعددة خارج الأراضي السورية، وقالت الوزارة: إن أكثر من 5 آلاف مقاتل سيتم تدريبهم سنويًّا وبحسب مسؤول عسكري أمريكي فإن حوالي 3 آلاف مقاتل قد يتم تدريبهم بنهاية العام الحالي.
وأضافت الوزارة أنه من المتوقع أن تجري عملية التدقيق للمقاتلين المختارين باستخدام قواعد بيانات الحكومة الأمريكية والمعلومات الواردة من المخابرات الأمريكية المتواجدة في المنطقة.
وفي السياق نفسه عرضت تركيا والسعودية وقطر استضافة تدريب المقاتلين فيما عرضت الأردن بشكل علني استضافتهم وبحسب مسؤول أمريكي لم يكشف عن اسمه قال: إنه من المرجح أن تبدأ عمليات التدريب في الأردن.
من جهته، أكد وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو إن قوات المعارضة السورية التي سيتم تدريبها وتجهيزها، ستقاتل تنظيم داعش، كما ينتظر منها في نفس الوقت أن تقاتل النظام، مشيراً إلى أن هذه المسألة تم التوافق عليها بين تركيا وأمريكا.
وأشار جاويش أوغلو، خلال مؤتمر صحفي مع نظيره الكوسوفي “هاشم تاتشي”، إلى أن المباحثات مع واشنطن بخصوص تدريب وتجهيز المعارضة السورية، قاربت على الإنتهاء، إلا أنها لم تصل إلى مرحلة التوقيع بعد، مضيفاً أن المشاورات لازالت جارية في تفاصيل الموضوع، متوقعاً أن يتم التوقيع على الاتفاق خلال فترة قصيرة.
الى ذلك، كشفت صحيفة الوول ستريت جورنال عن قرار اتخذته الولايات المتحدة بتزويد بعض فصائل المعارضة السورية المعتدلة بعربات تمكنهم من استدعاء القاذفات الجوية الأمريكية.
ونقلت الصحيفة عن مصادر في وزارة الدفاع الأمريكية قولهم إن الإسناد الجوي سوف يكون حاسماً إذا ما أردنا لعناصر المعارضة المعتدلة المدربة أن تترك تأثيراً على الأرض، لكن القرار النهائي حول الشروط والظروف التي بموجبها تستطيع تلك العناصر طلب الإسناد لم يتخذ بعد.
وأضافت الصحيفة أن فريقاً مكوناً من أربع أو ست مقاتلين سوف يتم تزويدهم بعربة من نوع “تويتا” مزودة برشاش آلي، ومعدات اتصال لا سلكية، وجهاز لتحديد الموقع تمكنهم من استدعاء القاذفات الأمريكية من نوع B-1.