ريم أحمد.
يعاني آلاف الأطفال في ريف حمص وسط سوريا من سوء تغذية حاد؛ بسبب عدم توفر الأغذية المناسبة بفعل الحصار الذي تفرضه قوات النظام، حيث تمنع تلك القوات دخول الحليب وأغذية الأطفال.
ويعيش في ريف حمص أكثر من 250 ألف شخص، غالبيتهم نازحون من المدن والقرى التي تتعرض للقصف والاشتباكات متعددة الأطراف، حيث يعانون حصارا دخل عامه الثالث على التوالي.
وفي تقرير لمراسل الجزيرة، تقول إحدى الأمهات إن ابنتها البالغة من العمر ثلاث سنوات لم تتمكن من النوم ثلاثة أيام لعدم توفر الطعام، حيث لا تجد والدتها لإطعامها سوى الشاي والخبز والماء.
وكانت العاصفة الثلجية التي ضربت المنطقة قبل شهرين قد زادت من معاناة السكان، حيث لجأ الكثيرون منهم إلى إشعال إطارات السيارات لتدفئة أطفالهم؛ جراء افتقارهم للحطب والمحروقات، كما تسببت العاصفة في انقطاع إمدادات دقيق القمح وتسببت بإغلاق المخابز عدة أيام.
وفي العاصمة دمشق، منعت قوات الأسد والمجموعات المسلحة الموالية لها أهالي مخيم السبينة للاجئين الفلسطينيين قرب دمشق من العودة إلى منازلهم لليوم 486 على التوالي وذلك بعد أن أجبروا على تركها بسبب القصف العنيف واجتياح قوات النظام للمخيم والسيطرة عليه بشكل كامل.
ونقلت “مجموعة العمل من أجل فلسطينيي سوريا” في بيان من بيروت عن شهود عيان القول : إن أكثر من 80 في المئة من المخيم مدمر بشكل شبه كامل، مؤكدة نزوح عدد كبير من سكان المخيم إلى البلدات والمخيمات المجاورة ما فاقم معاناتهم بسبب الصراع وتردي الظروف الاقتصادية وانتشار البطالة.
ولفت البيان إلى أن الكثير من أبناء مخيم السبينة فروا من جحيم الحرب إلى خارج سوريا، في حين تشير تقديرات وكالة “الأونروا” إلى أن نسبة اللاجئين من مخيم السبينة الفارين إلى لبنان قد بلغت 21 في المئة من إجمالي اللاجئين في لبنان والبالغ عددهم قرابة الخمسين ألف لاجئ.
كشفت الشبكة السورية لحقوق الإنسان في تقريرها السنوي أنَّ تركيا احتضنت اكبر عدد من اللاجئين السوريّين الذين نزحوا إلى دول الجوار نتيجة هجمات قوات النّظام السوري ضدّ المواطنين المدنيّين في معظم أرجاء البلاد.
تأتي تركيا في المرتبة الأولى بما لا يقل عن مليون و900 ألف لاجئ، بينهم قرابة 450 ألف طفل وما لا يقل عن 270 ألف امرأة، قرابة 62% منهم بدون أوراق ثبوتية (أي مليون و100 ألف شخص)
هذا وكان الاتراك قد شاركوا السوريون أمس الأحد، في عدد من المدن التركية، الذكرى السنوية الرابعة لانطلاق الثورة السورية، بدعوة من منظمات تركية عدة.
وفي هذا الإطار خرج آلاف المتظاهرون عقب صلاة الظهر من جامع الفاتح في مدينة إسطنبول وصولاً إلى ساحة “سراج خانة”، كما شهدت العاصمة التركية أنقرة مسيرات تضامن مماثلة، انطلقت من جامع “حجي بيرم”. وكذلك تجمع المتظاهرون في مدينة غازي عينتاب في ساحة الديمقراطية، إضافةً لمدينة قهرمان مرعش جنوبي البلاد، حيث تجمع المتظاهرون أمام جامع “أولو باشي”.
ورفع المشاركين في المسيرات أعلام الثورة السورية والأعلام التركية، ولافتات تأييد للشعب السوري، ومناهضة لنظام الأسد.
وفي الأردن، أكد رئيس الوزراء الأردني عبدالله النسور ان الأردن بلاده يعتبر ثالث دولة مستضيفة لأكبر عدد من اللاجئين على أراضيه ومحاط اليوم بتحديات غير مسبوقة غير قادر على مواجهة هذه التحديات بمعزل عن دعم المجتمع الدولي.
واشتكى النسور من وطأة استضافة الاردن لهذه الاعداد الكبيرة من اللاجئين كبيرة على الأردن وشعبه وبنيته التحتية وخدماته الحكومية وموارده المحدودة.
واكد رئيس الوزراء ان الإطار الأردني للاستجابة للأزمة السورية يهدف إلى دعم الأردن في توليه لمسؤولياته الإنسانية والتنموية وتعزيز قدرات الأردنيين والمؤسسات الأردنية على تحمل وتجاوز هذه التحديات بدعم وتعاون الجهات المانحة وكافة شركائنا ، منبها انه إذا ما استمر هذا النقص في التمويل فإن النتائج ستكون وخيمة، ليس فقط على اللاجئين فحسب ، بل كذلك على الأردن ” حيث ستؤثر سلباً على برامجنا ومكتسباتنا الإصلاحية والتنموية الوطنية التي استثمرنا بها طوال العقود الماضية”.
هذا وقد أطلقت احدى منظمات الأمم المتحدة لنجدة اللاجئين السوريين لسد الحاجة الكبيرة التي يتطلبها أمر المحافظة على حياتهم و ابعاد شبح الجوع عنهم ، و أحدث هذه النداءات كان مصدرها جوناثان كامبل المستشار الإقليمي ومنسق الطوارئ لبرنامج الأغذية التابع للأمم المتحدة بالأردن “نداء استغاثة” للمجتمع الدولي لمساعدة اللاجئين السوريين، الذي اكد أن اللاجئين في الأردن ولبنان وتركيا والعراق ومصر وفي الداخل السوري بحاجة لـ “35” مليون دولار أمريكي أسبوعيا.
قال كامبل، لوكالة الأناضول بمقر الأمم المتحدة وسط العاصمة الأردنية عمان، أن المستحقات الشهرية لكل لاجئ سوري كانت 24 دينار (33 دولار)، لكن لعدم كفاية الأموال، فقد أصبحت للاجئين السوريين في المخيمات 20 دينار (28 دولار) و13 دينار (18 دولار) لمن يعيشون خارج المخيمات.
وأوضح كامبل وقال إن “97 % من اللاجئين السوريين في الأردن تأثروا بتخفيض المساعدات عنهم، فهم لا يأكلون سوى الأرز والبقوليات ولا يستطيعون أكل اللحوم، ومنهم لا يأكل سوى وجبة أو وجبتين وهو شيء محزن فهم يعيشون حياة صعبة”.
وأشار كامبل إلى أنه تم إبلاغ اللاجئين قبل أسبوع من خلال رسائل قصيرة عبر هواتفهم المحمولة بضرورة إبلاغهم بمن يعمل ويستطيع إعالة نفسه لإعادة تحديث معلوماتهم وتسهيل عملية توزيع المساعدات لمن يستحقها.