المشهد الإنساني:
وثق المكتب الحقوقي لاتحاد تنسيقيات الثورة وفاة ستة وثلاثين مدنياً في سوريا نتيجة البرد الشديد بينهم أربعة وعشرون طفلاً منذ بداية العاصفة الثلجية التي ضربت المنطقة يوم الثلاثاء الماضي .
و قال بيان الإتحاد أنه قضى عشرة لاجئين سوريين في مخيمات لبنان , في حين قضى أحد عشر مدنياً في ريف دمشق , و تسعة آخرون في حلب , و ثلاثة مدنيين في دير الزور , وشهيدان في دمشق , وشهيد في درعا .
وحسب البيان فقد قضى في الغوطة تسعة مدنيين؛ جراء البرد غالبيتهم من الأطفال.
هذا وقد توفيت الطفلة فاطمة الزين ابنة الاربع شهور، صباح اليوم نتيجة البرد، فيما توفيت الطفلة ” هدية شنوفة” التي قضت جراء نقص الغذاء والدواء في مدينة دوما بالغوطة الشرقية، في حين افادت الهيئة الطبيّة في عرسال اليوم إنّ طفلين سوريين حديثا الولادة قضيا في البلدة جرّاء البرد القارس.
وفي دير الزور يعيش أكثر من 20 ألف نازح سوري في الغربي والشّرقي في مخيّمات عشوائيّة قرب قرى “البوعمر، المريعية، موحسن” ، وكانوا قد نزحوا نتيجة الاشتباكات بمحيط المطار ، حيث تفتقر هذه المخيمات لمقوّمات الحياة من “ماء، كهرباء، ووسائل التّدفئة” إضافة إلى معاناتها من الجو الصّحراوي في المنطقة، ، ولم تدخل أيُّ مساعدات إغاثيّة إلى تلك المخيّمات منذ شهور وخاصّة في ظل موجة البرد التي تجتاح المنطقة حاليّاً، فقد توقّف عمل المنظّمات الإغاثيّة ولا توجد أيّ منظمة إغاثيّة محليّة أو دوليّة في تلك المناطق منذ عدّة شهور.
وفي ظل الظروف المناخية السيئة، شهد مخيم الزعتري في الاردن 41 حالة ولادة آمنة وتشخيص 15 حالة تم تحويلها لمستشفى المفرق الحكومي ومستشفى اربد خلال العاصفة.
أطلق متطوعين حملة بعنوان ” انقذ طفلاً يموت برداً “.، حيث قاموا بتوزيع 220 حصة ملابس شتوية ، و 220 غطاء على النازحين في مخيم باب السلامة الحدودي مع تركيا الذي يعاني من ظروف إنسانية صعبة ، و وزعوا 10 حصص ملابس و 10 بطانيات على مخيم مطار تل رفعت الزراعي .
في السياق ذاته قدمت المفوضية العليا للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين السوريين مساعدات شتوية على 771 عائلة سورية تعيش على ارتفاع 500 متر عن سطح البحر وما وقالت نينات كيلي ممثلة المفوضية في لبنان : “ان المساعدات التي توزع اليوم على النازحين هي استكمال للحملة التي بدأناها، وتستفيد من هذه المساعدات الشتوية 771 عائلة تسكن في القرى البترونية التي تقع على ارتفاع يعلو عن ال500 متر عن سطح البحر”.
من جهتها بدأت هيئة الإغاثة الإنسانية وحقوق الإنسان والحريّات التركية (IHH)، بالتعاون مع منظمات “ستبني” بإنشاء وحدات سكنية لنقل السوريين اللاجئين إليها.
حيث سيتم إنشاء نحو 500 وحدة سكنية “دوبلكس” تتسع لـ1000 عائلة سورية، سيتم نقلها من الخيمات إلى الوحدات السكنية المزمع إنشاؤها على الحدود التركية. وفي سياق اخر أصدرت رئاسة هيئة الطّوارئ والكوارث التركية (آفاد) بياناً بخصوص الإجراءات الإداريّة التي سيتّبعها الأجانب الذين دخلوا الأراضي التركية بغرض اللجوء هرباً من آلة القتل في بلدانهم للاستفادة من الخدمات الطبية في تركيا.
وفي لينان اصدرت بلدية بلدة “القرقف” في محافظة عكّار شمال لبنان قرار بمنع إقامة اللاجئين السّورييّن في البلدة وإبلاغهم بمغادرتها تحت طائلة المساءلة القانونيّة.
وسبب ذلك بحسب نص القرار هو عدم انصاف الحكومة اللبنانية في توزيع الخدمات المتعلقة باللاجئين السّورييّن وأنّ وزير التّربية أقصى البلدة من عداد المدارس التي تقوم بتعليم النّازحين السّورييّن، ولم تتمكن ساس نيوز من التّأكّد من صحّة صورة القرار.
من جهتها وزّعت “الحملة الوطنية السّعوديّة لنصرة الأشقاء في سوريا” بالتّعاون مع ائتلاف الجمعيّات الخيريّة لإغاثة النّازحين في لبنان، كسوة الشّتاء لمخيّمات اللاجئين السّوريين في بلدة “خربة ” و”منطقة داود، ومفرق برقايل”، في عكّار.
وذكرت مصادر أن العديد من اللاجئين السوريين يعيشون في مناطق جبلية بلبنان في خيام مصنوعة من الخيش وأكياس البطاطا الفارغة التي لا تقيهم برد الشتاء القارس، وجدير بالذكر أن أكثر من ربع مليون لاجئ سوريا بلبنان هم الآن بحاجة لملاجئ أفضل تقيهم خطر العاصفة الثلجية، وأنهم يعيشون بخيام ممزقة في ظل قسوة الطقس وبرودته. فضلاً لحاجتهم لأغذية وأدوية ووسائل تدفئة، خاصة في ظل هبوط درجة الحرارة إلى عشرة تحت الصفر، فهم يحاولون جمع أي شيء يجدونه ليقوموا بحرقه من أجل تدفئة أنفسهم وأطفالهم.
حذرت الأمم المتحدة من تراجع حجم المساعدات اللاجئين السوريين في دول الجوار خلال الفترة القادمة، وذلك بسبب التمويل.
وخصت الامم المتحدة بالذكر مخيم الزعتري الذي يعاني من أزمة في الحصول على مساعدات مع بداية العام الجاري. وذكر برنامج الغذاء العالمي أنه لا يملك التمويل اللازم لتقديم المعونات الغذائية لشهر فبراير/شباط خاصة مع سوء الأحوال الجوية.
ولكن يبدو ان هذا التحذير سمح بجمع مبالغ مالية ستمكن البرنامج من الوفاء بالتزاماته تجاه اللاجئين خلال الأشهر القادمة.
غير أن المتحدثة باسم برنامج الاغذية العالمي أكدت أن البرنامج سيكتفي خلال الفترة القادمة بتقديم 70% من قيمة الحصص الغذائية للاجئين مقارنة بما كان يقدم سابقا، وذلك بالنظر إلى غياب..