أن التفاوض مع بشار الأسد كان الورقة المستورة التي احتفظت بها واشنطن لاستخدامها في لحظة مناسبة لأميركا، موضحا أنه مع احتدام المواجهة بين الإدارة والكونغرس، واقتراب المفاوضات النووية من “اتفاق جيّد” (الرواية الأوبامية) أو “سيئ للغاية” (رواية الجمهوريين الليكوديين)، استخرج جون كيري لائحة الرغبات الإيرانية وأطلق بالون “التفاوض مع بشار الأسد” ليشتري به أي مساومة إضافية قد يأتي بها محمد جواد ظريف متذرعاً بأن “الاتفاق في خطر” ما دام الكونغرس يتأبط له شراً، ما يعني أن طهران مدعوة الى مجازفة واذا قررت ركوبها فلا بد أن يُدفع ثمنها مسبقاً، ولفت الكاتب أنه بالنسبة إلى المراقبين كان مؤكداً أن إبداء الاستعداد للتفاوض مع الأسد، ولو “اضطراراً” هو رسالة تنازل موجهة إلى الإيرانيين في إطار المفاوضات النووية، لكن علنيتها أفقدت طهران إمكان المناورة بها واستخدامها، موضحا أنها أوحت للأسد نفسه بأن صفقة بشأنه في سياق الاتفاق النووي، ولا علم له بها، وبالتالي فإنه استشعر كأن تصريحات كيري بمثابة “هديّة” مسمومة أو مفخخة، قبل أن يتيقّن موقّتاً على الأقل بأن الأمر لا يعدو كونه سرابا.
عبد الوهاب بدرخان – صحيفة الحياة اللندنية