قــــــراءة فــــي الصحــــف
نطالع في صحيفة الـ “واشنطن بوست” الأمريكية:
هنالك ركن وحيد في واشنطن تُعامَل فيه حملة “دونالد ترامب” الرئاسية، التي تتبع سياسة الأرض المحروقة، على أنها مجرد تسلية وذلك حيث يسود التعاون بين الحزبين.
وفي العالم المخلخل لمؤسسة السياسة الخارجية في واشنطن، يتلقى الناس رحيل الرئيس باراك أوباما، مع عودة محتملة لهيلاري كلنتون المرشحة التقليدية والمتشددة على نحو أكبر، براحة تامة.
أضافت الصحيفة، أنه ليس من الغريب لمؤسسة واشنطن أن تشرع بدراسات كبرى في الأشهر الأخيرة من إدارة ما لتصحيح أخطاء أُدرِكت مؤخراً لأحد الرؤساء أو للتأثير في من سيخلفه. لكن الطبيعة الحزبية للتوصيات الأخيرة، التي جاءت في وقت لم تكن فيه البلاد يوماً أكثر استقطاباً، تعكس إجماعاً ملحوظاً في أوساط نخبة السياسة الخارجية.
وتدعو هذه الدراسات والتقارير، إذا ضُمت إلى بعضها، إلى تحرك أمريكي أكثر عدوانية لكبح جماح إيران والسيطرة على الفوضى في منطقة الشرق الأوسط ومراقبة روسيا في أوروبا.
وتشمل التدابير العسكرية المقترحة دعوات لإنشاء مناطق آمنة لحماية قوات المعارضة المعتدلة من القوات السورية والروسية.
وتقترح معظم الدراسات تنفيذ ضربات جوية أمريكية محدودة واستخدام صواريخ كروز لمعاقبة الأسد في حال استمر بالاعتداء على المدنيين وقصفهم بالبراميل المتفجرة كما يجري الآن في مدينة حلب المحاصرة. آما أوباما فقد رفض، وبشدة، أي تحرك عسكري ضد نظام الأسد.
تابعت الصحيفة، لكن تلك الإجراءات رُفِضت مراراً من قبل أوباما وكبار مستشاريه الذين حذروا من أنهم بذلك سيدفعون بالجيش الامريكي لينغمس أكثر في صراع مضطرب في الشرق الاوسط.
ويعكس الخلاف حول السياسة المتبعة في الشأن السوري خلافاً أوسع بين البيت الأبيض بإدارة أوباما ومؤسسة السياسة الخارجية، وذلك فيما يتعلق بأفضل السبل لممارسة القوة الامريكية في عالم خطير تعمه الفوضى.
ولطالما انتقد أوباما “قواعد اللعبة” التي تمارسها واشنطن واشتكى من أنها تُخِلُّ في دور القوات العسكرية الأمريكية، لا سيما في منطقة الشرق الأوسط.
ونشرت الصحيفة مقالاً للكاتبان، “جون ألن” “وتشارلز ليستر”، حض الكاتبان على إنقاذ مصداقية الولايات المتحدة، بصفتها قائدة العالم والمدافعة عن الحرية، من الدمار المروع في سوريا، لافتين إلى أن الوقت لم ينفذ بعد لفرض القانون والأعراف الدولية على بشار الأسد ومؤيديه؛ ولا يمكن انتظار الإدارة الجديدة في واشنطن مع تسارع الأحداث على نحو مفزع، ومؤكدين أن الأسد لا يمكن أن يكون شريكاً في حل الأزمة السورية.
ويحذر الكاتبان من العواقب المروعة لاستمرار ذلك التقاعس، وخصوصاً أن سياسة الولايات المتحدة لم تسع أبداً للتأثير بشكل حاسم على الوضع التكتيكي للمعركة على الأرض.
وعلاوة على ذلك، فإن القيود غير الواقعية على التدقيق (بالمقاتلين) واتباع سياسة منع تسليح جماعات المعارضة لمحاربة نظام الأسد، كلها أمور جعلت الولايات المتحدة غير قادرة على محاربة تنظيم الدولة بفاعلية أو حتى زحزحة الأسد نحو انتقال السلطة.
كذلك، تعاني الاستراتيجية الأمريكية إزاء سوريا من تفكك هائل يتمثل في كونها تركز عسكرياً على إحدى المجموعات التي كانت من أعراض الحرب الأهلية، وفي الوقت نفسه تفتقر إلى وجود أي وسائل لتحقيق هدفها السياسي المعلن وهو رحيل الأسد.
ويقول الكاتبان: “في نهاية المطاف، ليس أمامنا سوى خيارين: أولهما أنه يجب على الولايات المتحدة تشجيع حلفائها الأوروبيين والانضمام إليهم في فرض مجموعة تصعيدية من العقوبات الاقتصادية ضد روسيا وكذلك الهيئات والأفراد التي تدعم أنشطتها العسكرية وشبه العسكرية في سوريا وأوكرانيا وغيرها من الأماكن”.
أما الخيار الآخر، فهو ما يعتقد الروس أن الولايات المتحدة لن تفعله أبداً، بمعني “تصعيد الصراع”، إذ يقترح الكاتبان أن على الولايات المتحدة أن تتحدى الوضع الراهن وتضع حداً لجرائم الحرب التي يرتكبها نظام الأسد ولو بالقوة إذا لزم الأمر.
المركز الصحفي السوري _ صحف