“حالي كحال معظم الطلاب الذين تغيبوا عن حضور المحاضرات، بسبب ازدحام الطرقات والخوف من الحواجز”، هذا ما صرح به الطالب الجامعي “علاء القاسم” كلية العلوم في مدينة دمشق.
عُرفت سوريا قبل الثورة التي بدأت في 15 آذار/مارس 2011 بتقدّمها في مجال التعليم المدرسي والجامعي، إذ بلغت مستويات الالتحاق بالمدارس الابتدائيّة 97%، ولكن منذ بداية الأزمة كان قطاع التعليم من أكثر القطاعات تأثراً كونه يمسّ كلّ بيت في سوريا، و بسبب الأضرار الذي طال البنى التحتية للجامعات و المدارس، وقطع الطرقات نتيجة الاشتباكات والحراك الثوري.
“علا الأبيض” أستاذة في جامعة خاصة صرحت لنا” تغير موقع الجامعة التي أدرس فيها من ريف دمشق إلى العاصمة، بسبب شراسة المعارك و احتدامها، و قد تكلفت الجامعة مبالغ ضخمة لاستئجار مكان و تجهيزه من حيث تأمين الحواسيب وغيرها.. مع ذلك بقي المكان الجديد لا يوازي المقر الرئيسي في جودته”.
عداك عن الصعوبات في استمرار العمليّة التعليميّة وانقطاع الطلاب عن الدراسة بسبب الخوف من الحواجز، وازدحام الطرقات.
يحدثنا “علاء القاسم” (22عاما) طالب في كلية العلوم من مدينة دمشق قائلاً “تراجع المستوى التعليمي بسبب ازدحام الجامعات لنزوح معظم طلاب الكليات الأخرى كحمص ودرعا وحلب، وعدم القدرة على استيعاب هذه الأعداد الكبيرة”.
وأشار مضيفاً” إن مشاكل الطلاب بمعظمها متعلقة بالطرقات والتأخر عن مواعيد المحاضرات بسبب ازدحام السير والوقوف على الحواجز أو إقامة بعضهم في المناطق الساخنة، وهذا ما عكس سلباً لتحصيلهم العلمي”.
لم تكن المدارس بمنأى عن نيران القصف والقذائف العمياء فقد تعرضت أغلبيتها للدمار بسبب الاستهداف، ومنها ما تحول إلى ملاجئ للنازحين من حي إلى آخر.
“أم محمد” (40عاما) والدة أحد الطلاب المتضررين في سنوات الحرب تحدثنا قائلة “بدأ العام الدراسي والمدرسة التي يذهب إليها اولادي كانت إحدى الملاجئ للنازحين من المناطق الساخنة، اضطررت إلى نقلهم لمدارس بعيدة جدا عن منزلنا، بالإضافة لمرافقتي لهم يومياً من دافع الخوف فأثر ذلك على نفسيتهم وخاصة عندما يتغير رفاقهم ومعلميهم”.
خسر عدد كبير من الطلاب فرصة مواصلة التعليم وحرم آخرون من التعليم بشكل نهائي، و مع ذلك ثمّة إصرار على المتابعة بشكل يثير الدهشة. فعدد كبير من الطلاب يتابعون دراستهم حتى مع الظروف الصعبة والتهديدات القائمة، ليثبت للعالم استمرارية الثورة رغم كل الصعوبات.
المركز الصحفي السوري-حنين حمادة.