يبدو أن معركة تعز لن تتأجل كثيرا في ظل تأكيدات قيادات من التحالف العربي على أن الأمر مسألة وقت، وخاصة بعد أن استبدلت الإمارات الدفعة الأولى من قواتها بدفعة جديدة سيكون دورها مؤثرا ولا شك في معركة تعز، وهي المعركة التي ستسبق تحرير صنعاء.
وأعلن المتحدث باسم التحالف العميد الركن أحمد عسيري أن قواته تعمل على حسم معركة تعز في أقرب الآجال، وأنه يجري الآن تهيئة مسرح العمليات من داخل المدينة، وأن “النصر سيكون قريبا”.
ورغم الغموض الذي رافق موقف التحالف من تحرير تعز، إلا أن القوات العربية تتحرك فيما يبدو ببطء باتجاه المدينة الاستراتيجية، وأن هدفها كان حسم الوضع في مأرب بما يسمح بقطع الطريق أمام الإمدادات التي يحصل عليها المتمردون الحوثيون سواء من صعدة وعمران، أو عن طريق باب المندب الذي أصبح تحت سيطرة التحالف.
وقال خبراء إن معركة تعز مهمة بالنسبة إلى التحالف، وهو يعمل على توفير الظروف الملائمة عسكريا ولوجستيا للبدء فيها.
واعتبر قاسم المحبشي أستاذ التاريخ والفكر السياسي بجامعة عدن أن تعز كانت وستظل محورا أساسيا في الحرب الدائرة اليوم في اليمن بوصفها أهم محافظة يمنية مساحة وكثافة سكانية إذ يقطنها قرابة 6 مليون شخص فضلا عن موقعها الاستراتيجي المتوسط بين الشمال والجنوب، كما أن الطريق إلى تحرير صنعاء يمر من تعز.
وأضاف في تصريح لـ”العرب” إلى أنه وبعد ستة أشهر من الحرب وبعد تحرير عدن ولحج الضالع وشبوة في الجنوب “تنبهت الحكومة الشرعية ودول التحالف إلى أهمية تعز ودورها المحوري في حسم المعركة وبدأت منذ أيام تمد مقاومتها بالسلاح الثقيل إذ وصلت إلى جبهتي جبل صبر ووادي الضباب كميات من الأسلحة النوعية التي سوف تعزز قوة المقاومة وتمكنها من حسم معضلة القصر الجمهوري والأمن المركزي المتمترس في قلب المدينة”.
وضمن توفير شروط نجاح معركة تحرير تعز عادت إلى الإمارات أمس الدفعة الأولى من قواتها المسلحة المشاركة في التحالف العربي بعد أن استبدلت بالدفعة الثانية التي باشرت مهامها في اليمن، وهو ما يعني تمكين الدفعة الأولى من الراحة الكافية ومشاركة قوات جديدة تكون في أتم جاهزيتها النفسية والعسكرية.
وأشار بيان إماراتي رسمي أن “استبدال القوة الأولى يأتي بعد تحقيقها انتصارات عدة، منها تحرير مدينة مأرب التاريخية واسترجاع سد مأرب”.
وتعتبر الإمارات، ثاني أكبر دولة من حيث المشاركة بقوات جوية في عملية “عاصفة الحزم” التي بدأت في 26 مارس الماضي، وتحوّلت إلى عملية “إعادة الأمل” في 22 أبريل.
ومنذ بدء “عاصفة الحزم” لإعادة الشرعية في اليمن، ظهر الدعم الإماراتي جلياً لهذه العملية، حيث أعلنت أبوظبي مشاركتها في العملية بـ30 مقاتلة، كثاني أكبر قوات جوية تشارك في التحالف بعد السعودية التي تشارك بـ100 مقاتلة، فيما لم تعلن عن عدد قواتها البرية المشاركة في التحالف.
وكان لمشاركة القوات الإماراتية دور بارز في عملية تحرير عدن ومناطق واسعة من مأرب، كما ركزت على دعم السكان المحللين في ظل محدودية تأثير الحكومة وأطلقت عملية لإعادة البناء وإدارة مؤسسات المدينة التي هجرها الموظفون الحكوميون.
وقال متابعون لتطورات الحرب في اليمن إن التحالف نجح الآن في إقامة الحجة على المتمردين وحليفهم الرئيس السابق علي عبدالله صالح برفضهم حوارا جادا على أساس القرار الأممي 2216، ما يبرر رفع الاحتراز الذي أبدته بعض الدول الكبرى على دخول تعز أو صنعاء.
ويلعب المتمردون أوراقهم الأخيرة بمحاولة التقرب من القبائل التي سبق أن اكتوت بنارهم طيلة أكثر من عام وخاصة القبائل المحسوبة على الساتر السني.
وأطلق المتمردون وحليفهم صالح ما أسموه “وثيقة الشرف القبلية لترسيخ المبادئ الوطنية”، وهي خطوة اعتبر مراقبون أنها ستكون محاولة يائسة خاصة أن قبائل عدة تشترك فعلا في القتال إلى جانب المقاومة الشعبية في مواقع عديدة.
وقتل 19 شخصا في غارات جوية لقوات التحالف العربي واشتباكات بين مؤيدي الحكومة وقوات التمرد في جنوب اليمن، وفقا لما أعلنت مصادر عسكرية السبت.
وقالت المصادر إن الغارات استهدفت سيارتين للمتمردين على الطريق التي تربط بين محافظتي إب (وسط) والضالع (جنوب).
وتواجه القوات الموالية للرئيس عبدربه منصور هادي المتمردين الحوثيين الشيعة وحلفاءهم في ضواحي دمت، ثاني مدن محافظة الضالع، وفقا لهذه المصادر.
صحيفة العرب