وصف جاسم موازي، والد الجهادي المعروف باسم “الجهادي جون”، ابنه بـ”الكلب”، واعترف في الوقت ذاته بأنه لم يكن قادرا على التحكم به.
وتحدث جاسم في تصريحات نقلتها صحيفة “التايمز”، إلى صديق عمل باكيًا، وقال إنه كان يعرف أن ابنه سافر عام 2013 إلى سوريا، لينضم إلى جماعة جهادية، ولكنه اعترف بأنه لم يكن قادرا “على السيطرة عليه”.
وتعلق الصحيفة على هذه التصريحات بأنها تناقض ما قالته العائلة من أن محمد سافر إلى سوريا للمساعدة الإنسانية. وتحقق سلطات الأمن الكويتية والبريطانية مع العائلة، بعدما سافر والدا موازي في تشرين الثاني/ نوفمبر العام الماضي عائدين إلى الكويت.
ويشير التقرير إلى أنه من المتوقع وصول محققين بريطانيين إلى الكويت لمقابلة والدي الجهادي محمد. وكانت تقارير قد تحدثت عن تعرف والدة محمد عليه من صوته، بعد ظهوره في شريط قتل الصحافي الأمريكي جيمس فولي، وذلك في آب/ أغسطس 2014.
وتقول الصحيفة إن السلطات البريطانية والكويتية قد تستخدمان قوانين مكافحة الإرهاب لترحيل عائلة موازي، التي يحمل معظم أفرادها الجنسية البريطانية، إلى بريطانيا من أجل التحقيق معهم بشكل موسع. ونظرا لعدم توقيع البلدين اتفاقية لترحيل الأشخاص المحكومين بقضايا جنائية، فإن من الصعب عمل هذا الآن. ولكن يمكن للحكومتين توقيع اتفاقية مؤقتة.
ويبين التقرير أن هناك حالة قانونية يتم بناؤها ضد جاسم وزوجته غانية. وهناك شكوك من اتصالات بين محمد ووالديه، وإن كانت مؤقتة، بعد دخوله إلى سوريا عام 2013. ومن الواضح أن محمد سافر إلى سوريا بغرض الانضمام إلى جماعة إرهابية، وأنه طلب الصفح من والده.
وتلفت الصحيفة إلى أنه بعد مقابلة الأمن الكويتي له، تحدث جاسم إلى صديق، وأخبره بأنه يشعر “بالعار” من ابنه، الذي وصفه بـ”الكلب” و”الإرهابي”.
وينقل التقرير عن موظفين في مزرعة تعاونية شمال الكويت، قولهم إن أصدقاء رجل الشرطة السابق قالوا إن جاسم كان يعرف ميول ابنه المتطرفة، ولكنه رفض الحديث عنها. وأخبر زميلٌ له صحيفةَ “القبس” الكويتية بأن جاسم “كان يتحدث عن ابنه محمد الذباح، وأنه لم يكن قادرا على التحكم به”، وأضاف أنه “ظل يقول إن ابنه ليس ولدا جيدا”.
وتذكر الصحيفة أن والدي محمد تعرفا على صوته من شريط الفيديو الأول، وظهر بعد ذلك في أشرطة فيديو أخرى. ويقول سامي الفرج من مركز الدراسات الاستراتيجية في الكويت: “كان عليهم تحمل المسؤولية للتقدم والكشف عن هويته، وصار الاعتراف متأخرا الآن”.
ويفيد التقرير بأن المخابرات الكويتية تقوم بملاحقة وتتبع مكالمات العائلة، والبحث عن أي دليل على أن أحد أفرادها قد اتصل بمحمد، خاصة بعد منعه من دخول الكويت في عام 2010، وقد ظهر اسمه على قائمة الأشخاص الذين تراقبهم وكالة الاستخبارات البريطانية “إم آي فايف”.
وتكشف الصحيفة عن أن عدم تقدم والدي محمد للكشف عن هوية ابنهما يجعلهما عرضة للمحاكمة، بناء على قانون الإرهاب في بريطانيا. وقد تستفيد الحكومة الكويتية من القضية، وتطلب رحيلهما عن البلاد.
وينقل التقرير عن مصدر كويتي قوله: “نتوقع وصول محققين من الفرع الخاص البريطاني لمتابعة التحقيقات، وستقدم الكويت المعلومات للطرف البريطاني، ونحن في مرحلة جديدة من التعاون بسبب تداعيات هذه القضية”.
وتشير الصحيفة إلى أن الحكومة الكويتية تحاول توقيع اتفاقية ترحيل السجناء الجنائيين في قضايا إرهاب قبل ظهور قصة موازي. وتريد الحكومة الكويتية ترحيل عدد من الأشخاص المشتبه بعلاقتهم بقضية فساد مالي.
وتختم “التايمز” تقريرها بالإشارة إلى أن وزير العدل الكويتي يعقوب الصانع، قد وصل إلى لندن، واجتمع الأسبوع الماضي مع نظيره البريطاني كريس غريلينغ. وتقول مصادر كويتية إن المحادثات بينهما توسعت في ظل القضية الحالية. وكشفت عن حصول العائلة على بيت من المجلس المحلي، رغم سكن وعمل والد موازي في الكويت.
ترجمة: BBc