لندن- “القدس العربي”:
استهدفت صحيفة “التايمز” أكبر جمعية خيرية إسلامية في بريطانيا، حيث قالت إن أحد مسؤوليها تهجم على اليهود بعبارات معادية للسامية، وتهجم على الرئيس على الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي واصفا إياه بـ”القواد الصهيوني”.
وقالت الصحيفة، إن حشمت خليفة، عضو مجلس أمناء هيئة الإغاثة الإسلامية العالمية، والتي وصلت مواردها خلال خمسة أعوام إلى 570 مليون جنيه استرليني بما فيها تبرعات من الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي وبريطانيا، استقال بعدما قدمت الصحيفة للجمعية ما قالت إنها محتويات معادية للسامية كتبها على صفحته في فيسبوك.
وقالت “التايمز” إن خليفة استخدم صفحته على فيسبوك لوصف حركة حماس بأنها “أطهر حركة مقاومة في التاريخ الحديث”. واعتبر أن تصنيف جناحها العسكري بالإرهابي “عار على كل المسلمين”. وقمت الجمعية الخيرية بتحقيق أولي في مزاعم الصحيفة، وقالت إنها “تأسف بشدة لأي إساءة تسببت بها”.
وشغل حشمت الذي يحمل الجنسية البريطانية أدوارا مهمة في الجمعية منذ عام 1999، وكان حتى قبل أيام مديرا للهيئة الإسلامية في أستراليا ومديرا لفروعها في ألمانيا وجنوب أفريقيا.
واتهمت الصحيفة حشمت أنه استخدم في منشورات عدة في الفترة ما بين 2014- 2015 عبارات مهينة ضد السيسي الذي قاد انقلابا عام 2013 أطاح بالإخوان المسلمين من السلطة.
ووصف خليفة المولود في مصر، السيسي بـ”القواد ابن اليهود” و”خنزير يهودي” و”خائن صهيوني” و”مجرم صهيوني”. واستخدم وصف لليهود بأنهم “أبناء القردة والخنازير” وأن إسرائيل تعمل “بمباركة القواد في مصر”.
وإلى جانب هذه التعليقات، نشر حشمت إعلانات تروج لعمل الهيئة الإسلامية. ولديه متابعون بعضهم من المسؤولين البارزين للجمعية على حد قول الصحيفة.
وتعد هيئة الإغاثة الإسلامية واحدة من أكبر الجمعيات الخيرية الإسلامية في العالم وتعمل في 40 دولة وتتعاون مع أوكسفام وكريستيان إيد وسيف ذا تشيلدرن والصليب الأحمر البريطاني، وهي واحدة من 14 جمعية عضو في لجنة الكوارث.
وأخبرت الصحيفة الجمعية أنها ستقوم بنشر محتويات صفحته على فيسبوك في الأسبوع الماضي. وتم حذف الصفحة لاحقا وتلقت مؤسسات الشركات “كومباني هاوس” إخطارا يوم الثلاثاء بوقف عمله كمدير.
وأكدت الجمعية أنها “منظمة خيرية بدون أي ولاء سياسي لها” وأنها تعمل لخدمة الناس “من كل الأديان ومنهم لا دين لهم بدون تمييز على العرق أو الدين أو التكيف الجنسي”.
وقالت: “استقال حشمت من مجلس أمناء الهيئة الإسلامية العالمية حالا. ولن يكون له أي دور في مجلس أمناء الهيئة. ونرفض ونشجب الإرهاب ونعتقد أن كل أشكال التمييز بما فيها معاداة السامية غير مقبولة”.
ونقلت الصحيفة عن حشمت قوله إنه يأسف للمنشورات، وهو نادم على “اللغة التي عبر فيها” وغير المقبولة. وقال إن التعليقات هي “تعبير عن إحباطه بالنظام السياسي ولا تعبر عن معتقداته” و”لم أقصد إهانة المجتمع اليهودي ولا أحمل معتقدات معادية للسامية. وكرست حياتي لنشر التسامح والحرية بين الأديان والمعتقدات”.
وفتحت “تشارتي كوميشن” (مفوضية الجمعيات) تحقيقا حول التزام الجمعية بالقواعد وطلبت “ردا على هذه الاتهامات الخطيرة”.
وفي تقرير كتبه أندرو نورفولك، قال إن هيئة الإغاثة الإسلامية تتعرض للضغط، وقال إنه منذ إنشائها عام 1984 على يد طالب طب مصري في بيرمنغهام، تطورت هيئة الإغاثة الإسلامية لتصبح أكبر جمعية خيرية في بريطانيا وحصلت على دعم وثناء عالمي.
وزعم الكاتب أن المنشورات التي وجدت على صفحة فيسبوك أحد قادتها ليست المرة الأولى التي تجد فيها الهيئة التي تعمل في 40 دولة نفسها تحت الضغط. ووصفها وزير الخارجية السابق ديفيد ميليباند بأنها المثال المنير لمنظمة ناجحة جمعت بين الهوية الدينية و”القيم التي تربط بريطانيا معا كديمقراطية ليبرالية”، مشيرا إلى أن الأوصاف التي استخدمها أحد قادتها لوصف اليهود وعبد الفتاح السيسي ليست تلك القيم التي كانت في ذهن ميليباند.
وأشار إلى أن خليفة حتى يوم الأربعاء وصف على صفحة الهيئة بعبارات براقة تحدثت عن خدمة 30 عاما في الجمعية وعبر أكثر من مهمة، منها مدير جمع التبرعات الدولية. وأشار إلى أن منشورات خليفة ظلت على صفحته حتى حذفها ومعظمها هجوم على عبد الفتاح السيسي. وجاءت استقالته بأثر فوري ولن يلعب أي دور في أمور الجمعية.
وتعمل الهيئة في العديد من الدول التي تعاني من الفقر والجوع، وتقدم الدعم الطارئ وتدعم مشاريع طويلة الأمد في مناطق خطيرة، وحصلت على دعم مالي من مؤسسات دولية ومحلية لهذا الدور الذي تقوم به، منها 5.3 مليون جنيه استرليني من وزارة التنمية الدولية البريطانية.
وقالت الصحيفة إن الجمعية دافعت أكثر من مرة عن نفسها ضد اتهامات كونها منظمة إسلامية وأن تبرعاتها تذهب لجهات عليها علامات استفهام. مشيرا إلى ما قامت به الإمارات العربية المتحدة عام 2014 من وضعها الهيئة على قائمة الجمعيات ذات العلاقة مع التنظيم العالمي للإخوان المسلمين.
وزعمت إسرائيل في العام نفسه أن الهيئة تقوم بدعم حركة حماس ومنعتها من العمل بالضفة الغربية. وردت الهيئة بتدقيق مستقل كشف كذب الادعاءات الإسرائيلية و”لا دليل مطلقا” على علاقتها بالإرهاب، وأن أموالها استخدمت لمنفعة حماس.
وأشارت الصحيفة إلى تعليقات خليفة عن حماس وأنها “أطهر حركة مقاومة إسلامية” واحتجاجه على تصنيف الجناح العسكري لها كمنظمة إرهابية.
وعندما اتخذت محكمة مصرية نفس القرار عام 2015، كتب خليفة واصفا القرار: “محكمة لا أخلاقية في مصر تصدر قرارا مخجلا للمسلمين والمصريين”.
ويؤكد خليفة أنه لم يدعم أبدا الإرهاب وحماس. وقال باحث في حركة الإخوان المسلمين في الغرب، إن تعليقات خليفة مثيرة للقلق. وقال لورينزو فيدنو، مدير برنامج التطرف بجامعة جورج تاون: “بالنسبة لعضو مجلس أمناء أي جمعية خيرية فهذه الآراء مثيرة للقلق. وتصبح أكثر إشكالية عندما تصدر من مسؤول جمعية تعتبر الأهم في العالم الغربي، والتي كانت على علاقة مع الطبقة البريطانية الحاكمة والحكومات الغربية”.
ونفى خليفة أنه أراد شتم اليهود وأن ما دفعه هو المناخ السياسي المصري. واعتذر عما ورد في منشوراته وقال إنها غير مقبولة.
نقلا عن القدس العربي