تلفزيون سوريا – أحمد صلال – فرنسا
أم ريان لاجئة سورية في فرنسا تدير من شقتها ورشة للكمامات الطبية، هذه الكمامات التي تتوزع بين القماشية والبلاستيكية مخصصة لدور الرعاية الصحية والطواقم الطبية للاستعمال الشخصي، هذه الورش تتوزع على خمسة منازل في ضواحي العاصمة الفرنسية باريس، وتحديداً مدينة رانس التي تبعد عن مركز العاصمة الفرنسية باريس٣٥د بالقطار.
تتحدث أم ريان لموقع تلفزيون سوريا قائلةً “يقع على عاتقنا مسؤولية أخلاقية اتجاه بلد استضافنا هرباً من آلة الحرب المنفلتة من عقالها”وتضيف”هذه الكمامات تساعد الجالية السورية ودور الرعاية والطواقم الطبية العاملة في مشفى رانس الجامعي”وتوضح “هذه الورش بدأت قبل شهر رمضان الفضيل بأسبوع واحد، ومرشحة للاستمرار شهرين آخرين”.
ورش خياطة الكمامات الطبية تمثل جانبا بسيطا من نشاط البيت السوري في فرنسا، حيث يمتد عمل البيت على إعداد وجبات طعام لمشفى رانس الجامعي بالتنسيق مع البلدية، بمعدل وجبتين أسبوعياً، بدأت هذه الوجبات بالتوزيع قبل شهر رمضان الفضيل، وتمتد لمدة شهرين، مثلما يتحدث الدكتور محمد المحمد رئيس البيت السوري في فرنسا لتلفزيون سوريا قائلاً:”بدأ عملنا قبل أسبوع واحد من شهر رمضان الفضيل، بمعدل وجبتين أسبوعياً، يومي الإثنين والخميس”وحول مصدر تمويل هذه المبادرة التضامنية يرد المحمد “البيت السوري في فرنسا عبارة عن جالية بديلة للجالية الأسدية، وتقوم كل الأسر القاطنة في المدينة والتي يتجاوز قاطنوها 300 عائلة سورية، وهذا رقم إجمالي، والرقم الناشط لا يتجاوز الثلاثين أسرةً تمثل الموزاييك السوري المتنوع والثري بثقافته، وتقوم هذه الأسر بتبادل الأدوار أسبوعياً”ورداً على سؤال تلفزيون سوريا لـ المحمد حول الرقم المادي الإجمالي للمبادرة الممتدة على مدى شهرين، يجيب “نقوم بتوزيع ما يتراوح بين٣٠حتى٤٠ وجبة أسبوعياً.
هذه الوجبات من نتاج المطبخ السوري، وهي ذات كلفة عالية تصل لمعدل 8 آلاف يورو على المدى الزمني الممتد لشهرين”، وبما يخص عملية الإعداد والتغليف، يوضح المحمد “نحن نراعي كل التعليمات الطبية بما يخص كوفيد19، بالالتزام بالكمامات والقفازات الطبية، وعملية التغليف والتقديم تتم بمراعاة أقصى درجات السلامة الطبية المتبعة في فرنسا على وجه التخصيص” وبما يخص التوزيع يوضح المحمد”كل أسرتين أسبوعياً يقومون بإعداد الطعام وإيصاله عن طريق تنقل ثلاثة أشخاص لا أكثر مما يضمن أقصى درجات التقييد بتعليمات التنقل الخاصة بكوفيد١٩”.
هذا الأسبوع دور كل من عبد الله وزوجته نجوى وهم من الكرد، سوريون من تل أبيض، عبد الله يتحدث لتلفزيون سوريا حول مبادرته هذا الأسبوع قائلاً “نحن في رمضان نتشارك الطعام مع الأقرباء والأصدقاء والجيران، وفي ظل هذه الجائحة نتشارك الطعام مع الطواقم الطبية العاملة في مشفى رانس الجامعي”. بدورها زوجته نجوى “تعتبر هذه المبادرة عادية وجزءا من ثقافتنا في الشهر الفضيل، وجزءا لا يتجزء من ثقافتنا الثورية الفضيلة”.
هذا بما يخص يوم الإثنين أما بما يخص يوم الخميس فالدور من نصيب أبو معتز وهو سوري من أصل فلسطيني رفض التحدث لتلفزيون سوريا بما يخص وجبة الشاورما التي أعدها للطواقم الطبية، معللاً ذلك بعدم رغبته بتشخيص المبادرة مما يفقدها بريقها العام.
مبادرة البيت السوري في فرنسا لاقت ترحيبا وحفاوة سياسية وإعلامية فرنسية منقطعة النظير بسبب الظرف الطارئ الذي تمر به فرنسا ويتطلب مشاركة الجميع للخروج من هذه الأزمة.