جاءت اتصالات الرئيس الأميركي باراك أوباما ونائبه جوزيف بايدن بكل من المستشارة الألمانية أنغيلا مركل وأميري الكويت صباح أحمد الجابر الصباح وقطر تميم بن حمد آل الثاني للبحث في الأزمة السورية، كرسالة واضحة من واشنطن بأن البيت الأبيض استعاد المبادرة في الإشراف على الملف السوري وليس فقط وزير الخارجية جون كيري، وأن أي حديث عن تصعيد و «درس للخيارات» حيال النظام السوري وروسيا يأتي اليوم بضوء أخضر من الرئيس نفسه.
الموضوع السوري كان حاضراً في الاتصالات الثلاثة، وفق بيان البيت الأبيض حيث راجع بايدن مع الجانبين القطري والكويتي «القضايا الأمنية في المنطقة وما يحدث في سورية». وقال البيت الأبيض أن أوباما ومركل «دانا بقوة الضربات الجوية الوحشية التي تشنها روسيا والنظام السوري على شرق حلب». وجاء في البيان أنهما «اتفقا على أن روسيا والنظام السوري يتحملان مسؤولية خاصة في إنهاء القتال في سورية وتمكين الأمم المتحدة من الوصول إلى المناطق المحاصرة، والتي يصعب بلوغها في سورية لإيصال المساعدات الإنسانية».
وأكدت مصادر موثوقة لـ «الحياة» أن أوباما وبالتنسيق مع وزارة الدفاع (البنتاغون) يبحث في خيارات الضغط على روسيا ونظام الرئيس السوري بشار الأسد لتخفيف معاناة المدنيين في سورية، وأن أي تصعيد أميركي سيتمحور حول هذه المهمة. وأشارت المصادر إلى أن الغرض هو التهدئة والضغط من دون المواجهة مع روسيا عسكرياً وأن هناك خيارات عدة من ضمنها تسليح المعارضة وأنه «وصلت الثوار في سورية أخيراً أسلحة نوعية بينها صواريخ أرض – أرض وأخرى أكثر تطوراً قد تساعد في المعارك في حماة». ولفتت إلى أن واشنطن وبعد تشددها في منع وصول أسلحة كهذه في السابق، أفسحت في المجال لها أخيراً.
وسهل هذا الأمر فقدان ثقة البيت الأبيض ووزارة الدفاع في أن روسيا جدية في الوصول إلى حل سياسي في سورية، وأن جهود كيري مع نظيره الروسي سيرغي لافروف وصلت إلى خط النهاية. وكانت وزارة الدفاع أصلاً عارضت هذه الجهود وحذرت من أي مشاركة استخباراتية مع موسكو.
واختلفت المصادر عن تقديراتها بما يمكن أن يقوم به الجانب الأميركي، خصوصاً بعد الانتخابات الرئاسية وفي الأشهر الثلاثة التي تفصل بين انتخاب الرئيس المقبل في ٨ تشرين الثاني (نوفمبر) وخروج أوباما في ٢١ كانون الثاني (يناير) رسمياً من الحكم، إذ لن يكون أوباما مقيداً عسكرياً أو سياسياً بحسابات انتخابية رغم أن الحرب ضد تنظيم «داعش» تبقى أولويته، خصوصاً لتحرير الموصل والرقة قبل مغادرة المكتب البيضاوي.
الحياة – جويس كرم