من أسواق دمشق إلى أسواق حلب وادلب مرورا بباقي المحافظات، تتناثر على جانبي الطريق بسطات الباعة هنا وهناك بشكل عشوائي، مستغلين الأرصفة المخصصة للمشاة، بسطات كثيرة لا يمكن عدها من ألبسة وأحذية وأغذية وخضراوات، وبسطات ناتجة عن تمدد أصحاب المحال التجارية وعرض بضائعهم على الأرصفة خارج حدود متاجرهم.
في ظل الأزمة الاقتصادية الخانقة، والبطالة التي يعاني منها السوريين كافة لجأ المواطن السوري لظاهرة البسطات.
ازدحام على البسطات بسبب رخصها وجودتها، فالبضائع الموجودة على البسطات لها نفس جودة بضائع المحال التجارية.
من بين تلك البسطات المتناثرة على أرصفة الشوارع يقول “عماد” أحد الباعة على بسطة: “نعتمد في ربحنا على سياسة الربح القليل، فنحن نبيع بسعر أرخص من المحلات التجارية وبجودة لا بأس بها، كنت أملك محلا ولكنه تدمر بسبب القصف، فاضطررت بعدها لأنشر بضاعتي على هذه البسطة”.
ومع موجات ارتفاع الأسعار يجد المواطن ملاذا في شراء بعض السلع منها، بسبب دخله المحدود.
أبو يزن مواطن يشتري بشكل مستمر من البسطات يقول: “ليس لدي القدرة على شراء احتياجاتي من المحال التجارية بسبب ارتفاع أسعارها بالإضافة إلى زيادة تنوع البضائع على هذه البسطات”.
أصوات تتعالى…. وأرجل تتشابك تدافع بين المشاة وهم يزاحمون أصحاب البسطات، على الأرصفة، في الشوارع أزمة خانقة وعلى الأرصفة أزمة مشاة عالقة، فتحتار أين تضع قدمك، إذا نزلت إلى الشارع طالك سباب أصحاب السيارات، وإذا التزمت الرصيف فعليك أن تتحمل (كم نعرة، كم دعسة قدم وضربة كتف).
أميرة طالبة مدرسة تشكي معاناتها أثناء مرورها بأحد الأرصفة: “في كل يوم أتعرض للإساءة بسبب ازدحام الرصيف بالبضائع، وأحيانا لا أجد مكانا للمرور فأضطر للنزول للشارع، مما يعرضني لإساءة السائقين التي تصل أحيانا لكلمات تخدش بالحياء”.
وحديثا ظهرت بسطات من نوع جديد لم نكن نعهده قبل الأزمة، وهي بسطات المواد الغذائية والمحروقات المتواجدة على جانبي الطريق، نظرا لما تدر هذه التجارة من أرباح احتكرها الكثيرون.
جابر تاجر مواد غذائية يشغل الرصيف بالمواد الإغاثية التي يشتريها من المواطنين يقول: “هناك إقبال كبير من المواطنين على بيع المواد الإغاثية المتنوعة التي تفيض عن حاجتهم، أشتريها بسعر زهيد وأبيعها للتجار الأكبر بسعر أغلى مما يدر على أرباحا باهظة”.
أصبحت البسطات في رواجها والاقبال الكبير عليها تنافس أصحاب المحال على أرزاقهم بما تقدمه من بضائع رخيصة الثمن، كما أحدثت أزمة لمرور المشاة على الأرصفة خاصة بفصل الشتاء.
لذلك على الجهات المعنية في كل منطقة تنتشر فيها هذه الظاهرة التي تسيء بالمواطن، إيجاد أماكن محددة وساحات واسعة قريبة من مراكز المدن ليستطيع المواطن الوصول إلى هذه البسطات دون الإساءة لأي طرف، وعدم إشغال الطرقات والأرصفة وإقرار العقوبات بحق المخالفين.
المركز الصحفي السوري ـ سلوى عبد الرحمن