في ظل استمرار معاناة أهلنا في المخيمات ومع تدفق المزيد من النازحين من داريا والمعضمية وتفاقم العدد الكبير من المهجرين بعد موجة التهجير الأسدي إلى الشمال، وفي ريف أغلب عمل بعض الفاعلين والمتطوعين من القائمين في المنطقة واتحاد منظمات المجتمع المدني والتي عقدت شراكة مع منظمة (الأوتشا) على مشروع فريد من نوعه وقد يقدم حلا لمشاكل المخيمات التي لا ترد البرد والصقيع في فصل الشتاء.
وتعتبر الأراضي التي أقيم عليها المشروع أراض آمنة لحد كبير، وتصلح لإقامة المشاريع التي تهدف لمساعدة الأهالي في إيجاد بيئة ملائمة، و ملك للدولة بشكل عام أو مستأجرة من قبل المنظمات، وتقع القرية الطينية في العمق المحرر في الشمال السور قرب الحدود السورية التركية، كما يضم المشروع حاليا أكثر من 38 وحدة سكنية، وتضم 152 منزل مستقل لكل عائلة مع تخديم كل منزل بشبكة كهرباء وصرف صحي.
ويمتاز البيت الطيني بمميزات كثيرة كعزله البرودة والمطر والحر الشديد وكل ما يعانيه الأهالي في المخيمات من تردي الحماية اللازمة المصنوعة من البلاستيك والتي، وتكلف كل منزل مع المرافق العامة والتمديدات الصحية والتخديم، حوالي 650 دولا وبالمقارنة مع الخيمة فهي تكلف سنويا أكثر من 270 دولار وتحتاج التجديد كل سنة، ولا تقي أيا من الظروف المناخية السيئة التي يمر بها النازحون كل سنة صيف وشتاء.
وأشار مؤيد شاكر المدير الإقليمي للاجئين ومدير جمعية (كلنا سوا) في إدلب، وما حولها أن المشروع سيضم جميع المرافق العامة من روض أطفال ومدارس و أسواق ومساجد، وأن المشروع يهدف لإحاطة الأهالي بأجواء المنزل، وأضاف أن المشروع يمشي بخطط حثيثة من قبل كل القائمين لتنفيذ عددا أكبر لاحقا.
ولفت شاكر أن هناك معوقات كبيرة كي يشمل عدد الوحدات العدد الكبير من النازحين والأهالي، خاصة مع الموجة الكبيرة والتهجير الممنهج للنظام الأسدي، نحو الشمال تحديدا خاصة إن مدينة إدلب غير متهيئة لاستقبال كل هذه الأعداد من عدة مناطق من الجهة الشرقية هربا من تنظيم الدولة ومن حماة ومن دمشق وما حولها.
وبخطوة من منظمة (DCEF ) نفذت فكرة إيجابية وفريدة في تشغيل اليد العاملة من البنائين والعاملين، من نازحي مناطق تدمر والمنطقة الشرقية وريف حلب ومن ليدهم خبرة جيدة في بناء البيوت الطينية، وأكد أن جميع من يعملون مستفيدين من المشروع حيث سيمكنون من السكن مع عائلاتهم في تلك الوحدات أيضا.
وأشار شاكر أن المنظمات تعاني من عدم التكاتف للعمل بشكل مخطط وممنهج بشكل دائم، حيث تعمل كل منظمة بحسب سياساتها وقراراتها الخاصة، وهذا ما يعيق المشاريع المماثلة والتي تهدف لتنظيم موجة النزوح وتخديم الأهالي وبناء مخيمات للأهالي، وناشد شاكر كل القائمين بتكثيف الجهود للمضي نحو تنفيذ مثل هذا المشاريع، لتسريع عملية استقرار وإنشاء مخيمات للطوارئ، مع تدفق هذا العدد الغير مسبوق وذلك لوقف معاناة الأهالي وإيقاف كارثة إنسانية لتشريد المزيد من السوريين في الداخل السوري.
هذا وتعتبر مدينة إدلب وريفها غير مؤهلة لكل تلك الأعداد حيث كان تعدادها مليون و 400 ألف نسمة قبل أن تبلغ ضعف عددها بعد الموجة الكبيرة من النزوح في الآونة الأخيرة، وهي تضم أكثر مليون 800 ألف نازح في المخيمات ، حسب الاحصائية الأخيرة قبل ستة أشهر، ويتوزع بالشما السوري أكثر 400 مخيم ودار إيواء للنازحين، أيضا هناك أكثر من 210مخيمات تتوزع على المناطق التالية (أطمة – عقربات – سرمدا – الدانا – قاح – سلقين – حارم) وغيرها من المناطق المحيطة.
المركز الصحفي السوري – زهرة محمد