يعمل الناس بعد خروج المدن التي يعيشون فيها من سيطرة قوات النظام، على البحث عن سبل للعيش و الرزق ليسدوا رمق عائلاتهم و احتياجاتهم الخاصة.
في ريف حلب الجنوبي و حماه الشمالي القريبين من محافظة ادلب و الخارجين عن سيطرة قوات النظام، و بعد تعرض الريفين إلى قصف عنيف من الطيران الحربي و توقف أعمال الكثير من الناس، عمل كثير من أهالي تلك القرى و البلدات إلى النزوح إلى ادلب للبحث عن عمل يمكنهم من إكمال حياتهم المعيشية.
كما قام الكثير من أهالي ريف ادلب باللجوء إلى المدينة، فعمل الكثير من هؤلاء المواطنين النازحين على إعمار غرف صغيرة من ” البلوك و الإسمنت ” استغلوها في افتتاح محال صغيرة ليعملوا بها و يكسبوا النقود ليعيلوا بها عائلاتهم.
كانت أغلب المهن و المحلات التي لاقت إقبالاً، هي المطاعم و محلات الملابس و بقاليات بيع الخضار و الفواكه و الصيدليات، كونها تلبي حاجات السكان الأساسية.
أبو أحمد صاحب أحد المطاعم في مدينة ادلب يقول: ” بعد أن نزحنا في أوائل تحرير مدينتنا، توقفنا عن العمل و لم يعد لنا أي مورد نستطيع العيش منه و الصرف على عائلاتنا إلا ما كنا ندّخره مسبقاً، فضاقت بنا السبل و قررنا العودة إلى مدينتنا خصوصاً بعد توقف القصف عليها و إبرام الهدنة بين جيش الفتح من جهة و قوات النظام و حليفته إيران من جهة أخرى، فعدت لافتتاح مطعمي الذي يلاقي إقبالاً كبيراً كونه محل لبيع المأكولات السريعة “.
كما انتشرت محلات بيع الألبسة الجديدة و محلات ” البالة ” بشكل واسع، و كانت تلاقي رواجاً كبيراً كون البضاعة أصبحت أجنبية و أغلبها تأتي عن طريق تركيا البلد الحدودي مع محافظة ادلب.
و عمل الكثير من سكان الريف الذين نزحوا إلى المدينة ممن يحملون شهادة الصيدلة أو يملكون خبرة في هذا المجال، على استئجار بعض المحلات داخل المدينة و فتحها كصيدليات صغيرة و استيراد بعض الأدوية من تركيا لمساعدة الناس في ظل قلة كميات الدواء المتواجدة.
و كون ادلب محافظة زراعية، انتشرت محلات بيع الخضار و الفواكه بشكل كبير في حارات المدينة و أسواقها، لتشهد أسواق المدينة ازدحاماً شديداً و تصبح مدينة ادلب مركز إقبال لأهالي الريف بشكل عام.
أم سامر من مدينة سراقب في ريف ادلب تقول : ” نأتي اسبوعياً إلى مدينة ادلب لتوافر كل المستلزمات المعيشية الضرورية، و نقصد فيها دائماً محلات الألبسة لتوافرها و جودة بضاعتها، إلا أن الأسعار مرتفعة قليلاً و تختلف من محل لآخر “.
أصبحت مدينة ادلب مركز معيشي لكثير من العائلات من أهالي المدينة و الريف، يستقطب الكثير من أهالي القرى ممن يريدون التسوق و الحصول على مشترياتهم، مما أدى إلى انتشار الأسواق الشعبية و المحلات التجارية المتخصصة ببيع المستلزمات الأساسية من طعام و دواء تفي باحتياجات المواطنين.
المركز الصحفي السوري – محمد تاج