“لا يستطيعون التركيز على تصرفاتهم..! فهم الآن بالنسبة لي مصابون بالعمى.. سأتركهم حتى يدركوا أنهم كانوا ملكاً لشخص بشار الذي لم يجد نفسه يوماً” تلك كلمات مصطفى المنشق حديثاً عن جيش النظام من مواليد محافظة إدلب قرية “ملّس” البالغ من العمر 25 عاماً بعد معاناة شاقة.
يقول مصطفى” عند تحرير محافظة إدلب الحبيبة فرحت بذلك كثيراً ولم أستطع البوح بذلك كوني ما أزال ألتحق بجيش النظام…والله كان رغماً عني آه.. وحدك يا إلهي تعلم معاناتي عندما كنت مع النظام”. وكلنا يعلم عند استمرار الثورة، وخروج أكثر من 70 بالمئة من الأراضي السورية عن سيطرة النظام زاد حقد النظام وشددت المراقبة على العساكر من تلك المناطق، حتى جوالاتهم تخضع للمراقبة.. “عجباً من نظام يخاف حتى من خياله..؟”.
استطاع والد مصطفى التواصل مع أحد الأصدقاء لديه في دمشق قريبا من مكان خدمة ابنه وطلب منه مساعدته والتنسيق معه من أجل الانشقاق وبعد التخطيط لذلك ومحاولة مصطفى الأولى له بالانشقاق حاول مصطفى الهروب بشكل سريع للجهة المقابلة حيت الثوار ولم يبقَ إلا بضع أمتار فجأة ظهر أمامه عناصر من الجيش وتم القبض عليه، دمدمت نفس مصطفى ” يا الله لقد بلّغ عني الخونة…يا لله رحمتك.. قدماي لم تعد تحملني…مالي غيرك يا الله”.
وطبعاً لم يأخذوه للتنزه.. بل للجحيم، وكما يقال “الله يعين يلي بيعلق بين إيديهم” 45 يوماً تمنى فيها مصطفى الموت مئة مرة. وعند الإفراج عنه تم إلحاقه بالخدمة . لم يعرف مصطفى اليأس أبداً زاد إصراره على الانشقاق ولسان حاله يقول “لا داعي للخوف من صوت الرصاص؛ فالرصاصة التي تقتلني لن أسمع صوتها”
بعد مرور شهور طويلة على محاولة مصطفى الانشقاق عن الجيش الأسدي (كما يسميه)، استطاعت أسرته التنسيق مع أناس يعملون على مساعدة العساكر بالانشقاق ولهم طرقهم في ذلك، عاد الفرح من جديد إلى قلب أم طالما حلمت بعودة ولدها لحضنها الحنون.. أم مصطفى تقول” أنا لست أفضل من غيري من الأمهات ولكنني أمتلك قناعة قوية تجعلني أزداد إيماناً بأن الله معنا ….ولن يتخلى عنا”.
ذات جمعة وأبو مصطفى كعادته لم يتخلف عن موعد التظاهر بعد الصلاة، علا صوت رنين الهاتف أسرعت خديجة خالة أم مصطفى الزائرة في المنزل هي وبناتها الأيتام، كونها لم يعد لها لا بيت ولا زوج فبراميل الأسد لم تُبق لها سندا ولا مأمنا، يا لها من فرحة كبرى أفقدت الخالة حتى النطق؟ أشارت بيدها لأم مصطفى كي تمسك سماعة الهاتف” أمي ..أمي أنا مصطفى يا..عيون أمك.. يا روح أمك وين أنت تقبرني.. أنا بحمص بس الحمد الله أمان والمسا بكون عندك بعون الله”.
يسهل الكلام إذا انخفضت المشاعر…… ويصعب الكلام إن ارتفعت واضطربت.. ومع مصطفى هناك آلاف القصص الشبيهة إنها ولادة جديدة وأمل جديد للحياة الكريمة الخالية من الذل، والعبودية ، فلو كان الجسد أهم من الروح …ما كانت الروح تصعد للسماء والجسم يدفن تحت التراب!!
بيان الأحمد
المركز الصحفي السوري