ذكرت الاندبندنت في تقريرٍ تناولت فيه الانقسامات الحاصلة بين المسلمين، وقد قام المركز الصحفي السوري بترجمة هذا التقرير إلى العربية، حيث جاء فيه: تعود التوترات الحاصلة بين السعودية وإيران في الأساس إلى أمرين اثنين: أولهما التنافس بين الدولتين على النفوذ في الشرق الأوسط، وثانيهما هو أنهما يقودان الطائفتين المسلمتين ( السنة والشيعة) والمتنافستين فيما بينها.
تُحكم المملكة العربية السعودية من قبل أسرة سنية تعرف باسم “آل سعود”، واتباع المذهب السني هم الغالبية العظمى في البلاد مع نسبة 90 %، بينما تسود غالبية ساحقة لاتباع الطائفة الشيعة في الجمهورية الاسلامية الايرانية مع ما يصل إلى 95 % من السكان.
ويعد كلا البلدين من المنتجين الرئيسيين للنفط، وتغطي السعودية مساحة على الأرض أكبر من المساحة الإيرانية، لكن عدد سكان إيران يفوق أعداد المواطنين السعوديين بما يعادل الضعف.
يوماً بعد يوم تزداد الفجوة الدينية بين البلدين، وخصوصاً مع عدم قدرة كلا الطرفين قبول الطرف الآخر، وتحاول كلا الطائفتين بناء حضارتها وثقافتها الخاصة بها.
وتتساءل الاندبندنت في تقريرها الذي ترجمه المركز الصحفي السوري عن الأسباب التي أوجدت هذا الانقسام بين السنة والشيعة؟
يعود هذا الصراع بين السنة والشيعة إلى ما قبل 1400 سنة، إلى السنين التي تلت وفاة الرسول محمد (ص) وذلك سنة 632 ميلادي.
لم يعين الرسول محمد (ص) شخصاً ليحكم المسلمين بعد وفاته، الأمر الذي أحدث نقطة خلاف بين المسلمين أنفسهم، وذلك لعدم وجود آلية واضحة لاختيار الخليفة أو الحاكم، ما إذا كان يجب اختيار الخليفة على أساس نوعٍ من الديمقراطية التوافقية، أو على أساس رابط الدم مع النبي.
كثيرةٌ هي الحجج المعقدة بين الطائفتين، فالسنة يعتقدون أن أبا بكر هو الخليفة الشرعي بعد النبي، بينما يؤمن الشيعة بأن الله قد اختار علياً ليكون الخليفة بعد النبي محمد(ص).
ولم يخفف كلام المرأة التي نقلت عن النبي قوله: “تفرق أمتي على ثلاث وسبعين ملة، كلهم في النار إلا ملةٌ واحدةٌ ” من حدة التوتر بين الطائفتين ليكونا طائفةً إسلامية واحدة.
ويأتي السؤال الثاني للاندبندنت في تقريرها الذي ترجمه المركز الصحفي السوري، متسائلة عن الانقسام الجغرافي الحاصل بين السنة والشيعة؟
تبلغ نسبة المسلمين السنة حوالي 85 % من المسلمين حول العالم، حيث ينتشرون في جميع أصقاع الأرض، من المغرب حتى إندونيسيا، وهم الطائفة السائدة في شمال أفريقيا والشرق الأوسط، بينما يشكل الشيعة غالبية عظمى في دول مثل إيران، والعراق وأذربيجان والبحرين، وهناك أعداد منهم في اليمن، لبنان، الكويت، سوريا وقطر.
وقد تسببت هذه المنافسة بين الطائفتين المسلمتين بتأجيج العديد من الصراعات الداخلية في الدول العربية كالعراق وسوريا، حيث يواجه الأسد ابن الطائفة العلوية القريبة من الشيعة، ثورة شعبية سنية تطالب بتنحيته عن الحكم.
تختم الاندبندنت تقريرها الذي ترجمه المركز الصحفي السوري بالقول : بالطبع لقد أصبحت الحرب الأهلية الحالية في اليمن حرب طائفية بالوكالة، مع وجود المتمردين الحوثيين الشيعة المدعومين من إيران والذين أطاحوا بالحكومة التي يهيمن عليها السنة في البلاد، بعدها قامت قوات التحالف الذي تقوده السعودية بالتدخل براً وجواً لإعادة تثبيت القيادة السنية والحد من تزايد نفوذ الحوثيين في اليمن.
محمد عنان – المركز الصحفي السوري
المقال في الصحيفة