صحيفة اللموند الفرنسية
كتب بنجامين بارثي، أنه “لم يكن أحد يظن بعد ثلاث سنوات من اندلاع الثورة السورية، أن بشار الأسد سيظل على رأس السلطة، ويستعد لولاية ثالثة، وأن تقوم الملايين من أسر الثكلى والمنفيين والمشردين بانتخاب جلادهم من خلال انتخابات صورية في المناطق الخاضعة لسيطرة الجيش”.
وتوقف بارثي عند مفارقة أن البعثات الخارجية التي طُلبت لمراقبة الانتخابات، “كلها من بلدان حليفة لدمشق، ولا تعرف أي ممارسات ديمقراطية مثل إيران وروسيا، وأوغندا وفنزويلا وطاجكستان”. ورأى أن الخوف من انتقام النظام هو حافز كافٍ للذهاب إلى مراكز الاقتراع مثلما حدث أمام السفارة السورية في لبنان، “ما يجعل المحللين يرون أن هذه الانتخابات موجهة إلى الرأي العام العالمي والدول الغربية كجزء من استراتيجية دفاعية، مثلما أوضح الليبرالي ميشيل كيلو، قائلاً إن هذه الانتخابات تعد رسالة من النظام إلى المجتمع الدولي بنسيان أي أمل في التحول الديمقراطي”.
وفي السياق، ينقل بارثي عن دبلوماسي فرنسي قوله إن هذه الانتخابات تُعد “امتداداً سياسياً للهجوم العسكري الحالي، فهي وسيلة لإغلاق الباب أمام أي خطة لإحلال السلام”.
ومن وجهة نظر “لوموند”، تكمن فائدة هذه الانتخابات في تحريك عملية المفاوضات؛ وتقول الصحيفة الفرنسية الأعرق إنه “بعدما نجح النظام السوري في حمل الأخضر الإبراهيمي على الاستقالة إثر جولتين من المفاوضات في جنيف، أضحى في موقف حرِج لأن الحملة الرئاسية لبشار الأسد شهدت تباهياً بأن النظام هو من قضى على خطة السلام للدبلوماسي الجزائري، مما دفع بالروس والأميركيين إلى الدعوة لتشكيل حكومة وحدة وطنية تكون ذات سلطات تنفيذية”. لكن الصحيفة تستدرك بأن القوى الغربية “استمرت في محاولتها إزاحة الأسد، وهو ما عكسته المفاوضات الأخيرة التي جرت أخيراً بين الرئيس باراك أوباما ونظيره الفرنسي فرانسوا هولاند ورئيس الائتلاف الوطني
– See more at: http://www.alaraby.co.uk/politics/d83e4922-c575-4d0b-bc7d-33e91dfb39e6#sthash.2zRIzhuG.dpuf