شهدت مدينة جرمانا في ريف دمشق، أمس الثلاثاء 29 نيسان (أبريل)، اشتباكات مسلحة عنيفة أسفرت عن سقوط قتلى وجرحى، وذلك على خلفية توترات طائفية أثارها تسجيل صوتي مسيء للنبي محمد صلى الله عليه وسلم نُسب إلى أحد أبناء الطائفة الدرزية.
وذكرت المصادر بأن الاشتباكات بدأت فجر الثلاثاء 29 نيسان (أبريل) 2025، عند أحد مداخل المدينة من جهة المليحة، حيث أطلقت مجموعة مسلحة النار على حاجز تابع للفصائل المحلية في جرمانا. تجددت الاشتباكات لاحقًا، مما أسفر عن سقوط قتلى ومصابين من كلا الطرفين. ووفقًا لمصادر أمنية، فإن الاشتباكات اندلعت بين مسلحين من داخل المدينة وآخرين من خارجها، ولم تكن قوات الأمن العام طرفًا فيها، لكنها تدخلت لفض النزاع ومنع تفاقم التوتر.
وقد تفاوتت تقديرات عدد الضحايا، حيث أفادت مصادر أمنية بمقتل 13 شخصًا، بينما أشارت مصادر أخرى إلى مقتل 14 شخصًا، بينهم عنصران من قوى الأمن العام و6 من أبناء المدينة، بالإضافة إلى إصابة أكثر من 12 آخرين.
أصدرت وزارة الداخلية السورية بيانًا أكدت فيه متابعتها للتحقيقات حول التسجيل الصوتي المسيء، مشيرة إلى أن التحريات الأولية لم تثبت علاقة الشخص المتهم بالتسجيل، وأن العمل جارٍ للوصول إلى صاحب التسجيل وتقديمه للعدالة. كما دعت الوزارة المواطنين إلى الالتزام بالنظام العام وعدم الانجرار إلى أي تصرفات قد تخل بالأمن.
من جانبها، نددت المرجعية الدينية للدروز في جرمانا بـ”الهجوم المسلح غير المبرر” على المدينة، محملة السلطات السورية المسؤولية الكاملة عما حدث وعن أي تطورات لاحقة.
في مسعى لاحتواء التوتر، توصل ممثلون عن الحكومة السورية ومجتمع جرمانا المحلي إلى اتفاق نص على محاسبة المتورطين في الهجوم وتقديمهم للقضاء، والحد من التجييش الطائفي والمناطقي، وضمان إعادة الحقوق وجبر الضرر لذوي الضحايا.
وذكرت المصادر المحلية أن المدينة تشهد حاليًا هدوءًا حذرًا، مع استمرار انتشار قوات الأمن العام التي ضربت طوقًا أمنيًّا حول المدينة لمنع أي تجاوزات وضمان الاستقرار. وتتابع الجهات الرسمية التحقيقات للوصول إلى المتورطين في الأحداث وتقديمهم للعدالة.