جوش روغين / الشرق الاوسط
قال وزير الدفاع الأسبق ويليام كوهين إن من المرجح أن ترد القوى العربية في الخليج على اتفاق الرئيس أوباما النووي المنتظر مع إيران بتطوير برامجها النووية هي الأخرى.
وقال كوهين خلال مقابلة مع صحافيي «بلومبيرغ» صباح الأربعاء: «كانت نية الإدارة تتجه لامتلاك برنامج مضاد للانتشار النووي. وما يبعث على السخرية أنه ربما كان العكس».
وبينما يستعد وزير الخارجية جون كيري للقاء الزعماء الإيرانيين من أجل التحرك الأخير باتجاه اتفاق نووي شامل مع إيران، فإن هناك غضبا متناميا في بلدان مثل السعودية والإمارات وقطر وإسرائيل بشأن الاتفاق، الذي سيحتفظ لإيران بقدرات كبيرة لتخصيب اليورانيوم وربما لا يعطي للمجتمع الدولي الحق في التفتيش على كافة منشآت إيران النووية.
تروج الإدارة لفكرة أن من شأن اتفاق مع إيران أن يغني قوى إقليمية أخرى عن الحاجة إلى امتلاك برنامج للتخصيب والأسلحة النووية خاص بها. وقال كوهين إن المنطقة لا تنظر إلى الاتفاق بهذه الطريقة.
وبحسب كوهين، فإنه «بمجرد أن تقول إنه مسموح لهم (الإيرانيين) بالتخصيب، فإن الرهان يزداد فيما يتعلق بالكيفية التي تحافظ من خلالها على نظام تفتيش في بلد ينفذ برنامجا نوويا منذ 17 عاما، وما زال مصمما على الاحتفاظ بهذا القدر من السرية ما أمكنه ذلك».
ولدى قوى إقليمية أخرى مزيد من الشكوك حول قدرة المجتمع الدولي على فرض أي اتفاق مع إيران لأن إدارة أوباما فقدت مصداقيتها في المنطقة، وفقا لكوهين. وقال إن علاقات أميركا في المنطقة تضررت في 2013 عندما تراجع الرئيس أوباما عن ضرب سوريا بعدما أخبر حلفاءه في الخليج بأنه سيقوم بذلك، وذلك حتى بعد أن تخطى نظام الأسد «الخط الأحمر» الذي حدده الرئيس بشأن الأسلحة الكيماوية.
وقال كوهين: «كان هناك سوء تعامل مع المسألة ورأى الجميع في المنطقة كيف أدير هذا الأمر. وأعتقد أنه كان لذلك وقع الصدمة على ثقتهم بالإدارة». وأقر كوهين بأنه من دون اتفاق نووي، فإن إيران قد تمتلك القدرة على توسيع أنشطتها النووية من دون قيود، بما يؤدي إلى وضع ربما يكون أكثر خطورة بالنسبة إلى الولايات المتحدة والمنطقة، وهو ما يتفق معه بعض أعضاء الكونغرس، مثل السيناتور توم كوتون، الذي يقول إن توجيه ضربة عسكرية إلى منشآت إيران النووية قد يكون حلا.
وقال كوهين إنه في حال التوصل إلى اتفاق، فسيكون هناك زخم دولي لتنفيذ الاتفاق ورفع العقوبات المفروضة على إيران. كما سيكون التحرك نحو تعاون اقتصادي مع إيران مغريا، خاصة بالنسبة إلى الدول الأوروبية. وقد قال المسؤولون الإيرانيون إنه لو باتت الولايات المتحدة البلد الوحيد الذي يفرض عقوبات على إيران، فسيكون ذلك مساويا لأن تفرض أميركا العقوبات على نفسها.
وقال كوهين: «أتوقع أن يتم إنجاز هذا الاتفاق. أعتقد أن الكونغرس سوف يتعرض لضغوط قوية لرفضه.. والفرصة الوحيدة بالنسبة إلى الكونغرس للتأثير على الاتفاق هي الآن، قبل أن يتم توقيعه».
ويختلف كوهين مع أولئك الذين يظنون أن الاتفاق النووي مع إيران سوف يهدئ طهران. وهو يشكك في أن منح إيران فوائد اقتصادية ضخمة سوف يؤدي لإصلاحات في الجمهورية الإسلامية.
وقال: «يعتقد معظم الناس الذين أعرفهم أن إيران ستستمر في كونها بلدا ثوريا، وهذا ما يزعج الآخرين جميعا في المنطقة، إنهم (الإيرانيين) سيواصلون مد نفوذهم، وإن (الآخرين) سيكونون في وضع غير متكافئ، ولا يمكنهم الاعتماد على الولايات المتحدة».
وإجمالا، فإن بلدان الشرق الأوسط فقدت الثقة في إدارة أوباما، بحسب كوهين.
وقال كوهين: «هناك الكثير من المخاوف حول قيادة الولايات المتحدة وما سنقوم به، فهناك الكثير من العصبية حول المكان الذي نقف فيه الآن.. هذا شيء سيكون على الرئيس القادم التعامل معه».
* بالاتفاق مع «بلومبيرغ»