دعا الاتحاد الأوروبي قوى المعارضة السوريه الى التوحد والتمسك بالمسار السياسي «على رغم هشاشته» لأنه الطريق التي تقود البلاد «نحو المرحلة الانتقالية»، ذلك لمناسبة اجتماع «الائتلاف الوطني السوري» و «هيئة التنسيق الوطني» (معارضة الداخل) في بروكسيل أمس.
وقال الأمين العام في قسم العلاقات الخارجية الاوروبي آلان لوروا، في افتتاح اجتماع «الائتلاف» و «هيئة التنسيق»: أن «اقتراحكم عقد الاجتماع في بروكسيل أتى في وقت بالغ الأهميه حيث يزداد الوضع صعوبة في كل يوم في سورية».
ويعد هذا الاجتماع الرابع بين التكتلين اللذين التقيا في بروكسيل في تموز (يوليو) ٢٠١٥. ورأى الديبلوماسي الأوروبي أن عمل الطرفين «قاد الى إعلان الرياض وتأسيس الهيئة الوطنية العليا للمفاوضات». واستعرض التغيرات التي شهدتها الأزمة السوريه نتيجة تدخل روسيا في الخريف الماضي وتشكيل «المجموعة الدولية لدعم سورية» وتنشيط مسار المفاوضات. وقال: «المهم الآن هو توافر المسار السياسي على رغم هشاشته والتفاؤل الذي أثاره تحديد المرحلة الانتقاليه في مطلع آب (اغسطس) المقبل».
وترأس الاجتماع رئيس «الائتلاف» أنس العبدة والمنسق العام لـ «هيئة التنسيق» حسن عبدالعظيم بمشاركة عشرين من الطرفين وأربعة ديبلوماسيين من قسم العلاقات الخارجية في الاتحاد الأوروبي. وقال لوروا للطرفين: «إذا توحدتم، وإذا توصلتم الى وضع أرضية مشتركة وشامله تمثل كافة المجموعات السوريه، منها المنظمات النسائيه ومنتديات المجتمع المدني، التي تدعم تطلعاتكم نحو الديموقراطيه وسلطة القانون، فإنكم ستشكلون حافز (التغيير) في بلادكم». وأكد آلان لوروا بأن التكتلين يمثلان «العمود الفقري للهيئة الوطنية العامه للمفاوضات».
من جهته، قال العبدة ان الاجتماع سيبحث في «كيف لنا أن نحمي العملية السياسية من أجل الوصول الى مرحلة الانتقال السياسي»، اضافة الى «وسائل دعم الهيئة العليا للمفاوضات» لأن «الحل السياسي هو الوحيد للقضية السوريه». وشدد على «وجوب أن يكون الحل عادلاً حتى نتمكن من تطبيقه في الميدان».
وانتقد رئيس «الائتلاف» تفرد روسيا والولايات المتحدة بالقرار في شأن الأزمة السوريه. وقال: «ما يجري في غرفة مغلقة بين روسيا والولايات المتحدة لن يؤدي إلى نتائج ايجابيه وما حدث في الاشهر الستة الماضية ادى إلى انسداد الأفق»، داعياً الاتحاد الأوروبي الى الاضطلاع بدور سياسي نشط من خلال توسيع طاولة الأطراف الدوليه على غرار ما حدث خلال مفاوضات الملف النووي، حيث تفاوضت خمس دول وألمانيا من ناحيه مع إيران من ناحية أخرى. وقال: «ما حدث في الأيام الأخيره دليل على ان الحاله السياسيه وصلت الى طريق مسدود وأن روسيا، عضو المجموعة الدولية، تشارك في قصف المعارضة» و «لا نرى رداً من الأمم المتحدة….نحن إذاً أمام معضله».
من جهته، نوه عبدالعظيم بـ «القفزة النوعيه» التي تحققت في مؤتمر الرياض في كانون الأول (ديسمبر) الماضي حيث شارك فيه التكتلان وممثلو المجموعات المسلحة في المؤتمر الموسع للمعارضة «وهذا التفاعل مهم لإنهاء انقسام المعارضه». وأضاف: «المعارضة لا يمكنها الانتصار في المعركة السياسيه إذا لم تكن موحدة».
الحياة