قال الرئيس الأميركي باراك أوباما، أخيراً، وسط موجة من الدهشة، إن الولايات المتحدة ليس لديها «استراتيجية متكاملة» لمواجهة تنظيم «داعش» في العراق وسوريا، وتشير البيانات الصادرة عن البنتاغون إلى أنها تدعم قرارات الإدارة الأميركية.
ومنذ أغسطس الماضي، عندما بدأت الهجمات الجوية، أصبحت الكلفة الكلية للعمليات العسكرية نحو 2.7 مليار دولار أميركي، أي ما معدله 9.1 ملايين دولار لليوم الواحد، وقد يبدو هذا المبلغ رهيباً، إلا أنه بمعايير الحروب الأميركية اليوم وبحسب ميزانية البنتاغون التي تصل إلى أكثر من 600 مليار دولار أميركي، يعد متواضعاً. وسيزداد الإنفاق مع إرسال نحو 450 جندياً أميركياً إضافياً بحسب ما أعلنت الإدارة الأميركية، أخيراً.
إلا أن هذا النهج يزيد من حجم التساؤلات المطروحة في هذا الشأن، فوجود مئات من الجنود الإضافيين على الأرض لن يغير من طابع الحرب، بل على العكس فإن ذلك هو أقل حد مطلوب لإظهار الدعم الأميركي لرئيس الوزراء العراقي الجاري حيدر العبادي، بعد التصريحات اللاذعة لرئيس البنتاغون، وعلى الرغم من الفارق الواضح في عدد الرجال والمعدات إلا أنه لم يكن لدى الجيش العراقي أي رغبة في الدفاع عن الرمادي مركز محافظة الأنبار عندما سقطت بأيدي «داعش» في مايو الماضي، ولمواجهة التنظيم فإن ذلك سيتطلب مزيداً من التدخل الأميركي في المنطقة، وهذه هي الخطوة التي يعارضها الرأي العام الأميركي، إن لم يكن بعض مرشحي الرئاسة الجمهوريين.
وعند هذه النقطة، فإن من الواضح أن الرئيس الأميركي باراك أوباما ليست لديه استراتيجية، ومن الواضح أن ليس لديه الحد الأدنى للحفاظ على مصداقية الولايات المتحدة بينما يبقي بلاده في حرب مدمرة أخرى في الشرق الأوسط، وهذه الحرب ليست للدفاع عن الطائفية أو العرقية، وبحسب وصف مترنيخ في أواسط القرن التاسع عشر، فإن الأمر يعتبر أكثر من مجرد تعبير جغرافي.
ترجمة صحيفة البيان