المركز الصحفي السوري
علي الحاج أحمد 10/1/2015
مع قدوم البرد القارس، والامطار الغزيرة، وغياب وسائل الوقود، أُجبر السوريين إلى استخدام (الحطب) كوسيلة بديلة للتدفئة، ومع استمرار انقطاعات التيار الكهربائي لفترات طويلة، إضافة إلى ارتفاع أسعار المازوت والغاز وعدم توفرها، مما جعل تزايد وإقبال كبير على الحطب، حيث يعتمد 60% من السوريين بالتدفئة على الحطب، كبديل عن المحروقات التي لم يعد بمقدور المواطن السوري شراء هذه المادة لندرتها وإرتفاع ثمنها، وقام المواطنون على تحويل المدافئ العادية العاملة على المازوت لأخرى تعمل على الحطب، وكذلك استبدال السخان الكهربائي في الحمامات بمدافئ حطبية لتسخين المياه.
مع الإشارة إلى أن الاعتماد على الحطب في التدفئة له فاتورة ربما لا تتضح ضخامتها حالياً، ولكن مع مرور السنوات فإن ذلك سيظهر جلياً على البيئة، وخاصة مع انتشار الأمراض الخاصة بالتنفس، بالإضافة إلى القضاء على الأشجار والمتاجرة بها، دون أن يكون هناك أي جهة رقابية تحاول إيقاف هذا
ولم يقتصر الأمر على قطع الأشجار الحراجية، بل وصل الأمر بالمواطن السوري لقطع الأشجار المثمرة التي تعد مصدر دخله “أبو جابر” من أهالي ريف إدلب الجنوبي، حدثنا قائلاً: إن غياب الرقابة وارتفاع أسعار المازوت والغاز والانقطاع المتواصل للكهرباء، لجأت إلى قطع أشجار الزيتون من البستان ولقد قطعت 9 شجرات، ولا أملك ثمن شراء الحطب من السوق، خاصتاً مع استغلال التجار حاجة المواطنين للمتاجرة بالحطب على أوسع نطاق.
ويعاني الساحل السوري ومناطق جبل التركمان خصوصاً من مشكلة الاستجرار الزائد للحطب والعشوائية في قطع الأشجار وتحويلها إلى حطب، فلم يعد الأمر يقتصر على استغلال الحطب المقطوع أساسًا أو اليابس لسد حاجة أهل المناطق في التدفئة الشتوية، ويتراوح سعر الطن الواحد من حطب التدفئة حوالي 22 ألف ليرة سورية هذه الأيام، بينما يتراوح سعر الطن الواحد في فصل الصيف بين 9 إلى 12 ألف ليرة سورية، وذلك بحسب نوع الأشجار وكذلك جفافها ورطوبتها.
لكن هذا الواقع يهدد الأشجار في سورية بنتائج كارثية فيما لو استمرت عمليات قطع الأشجار بشكل عشوائي، لأنّ مصدر هذه الأخشاب هي الأحراج والغابات المنتشرة بين المناطق السكنية المأهولة في ضواحي المدن، وقطعها يسبب كارثة بيئية لأنّ بعض الأشجار التي تقطع يتجاوز عمرها الـ200 عام، وتعتبر ثروة حراجية حقيقية، ويقول خبراء إن الخشية الآن من فقدان سورية لمخزونها الحراجي حيث تم قطع أشجار معمرة من الصعب تعويضها، دون أن يكون هناك أي جهة رقابية تحمي البيئة.
ونشرت وكالة أنباء النظام “سانا” تقريراً مصوراً لأشجار مقطوعة معدة للتدفئة وعنونته ” التدفئة بالحطب عادات يحييها برد الشتاء والحنين إلى الماضي”! والنظام يعتبر هذه الظاهرة عودة للفلكلور، متجاهل كل الأسباب التي دعت المواطنين للجوء إلى هذه الطريقة بالتدفئة، ومتجاهلاً أيضاً النتائج الكارثية التي تخلفها ظاهرة قطع الأشجار العشوائي.