رصدت كاميرا الأناضول جانباً من جفاف بعض السدود في مدينة درعا وريفها الغربي، أبرزها سد درعا الشرقي وسد سحم الجولان، الذي يعتبر من أضخم السدود في الجنوب السوري. واعتبر المهندس الزراعي محمد عبويني، عضو المجلس المحلي المعارض في بلدة عقربا غرب درعا- في حديث مع مراسل الأناضول أمس الخميس- أن قطع شبكة المياه الرئيسية عن مناطق واسعة من محافظة درعا من قبل سلطات النظام أجبر المواطنين على حفر الآبار واستخراج مياه الشرب، إضافة إلى سحب مياه السدود لري المزروعات، وبسبب دمار بعض الأقنية التي كانت تصب في السدود وقطع بعضها، من قبل سلطات النظام المتمركزة على أطراف محافظة السويداء شرق درعا. وأضاف أن “مجلس محافظة درعا يجب أن يجد حلاً جذرياً، لمنع التفريط بمخزون محافظة درعا من المياه الجوفية والسدود، مما قد يشكل أزمة كبيرة في المحافظة خلال السنوات القليلة القادمة”. وتعاني معظم السدود والآبار في محافظة درعا، الواقعة في جنوب سوريا، من الجفاف ونقص منسوب المياه، بسبب حفر المزارعين للآبار بشكل عشوائي، وسحب مياه السدود لاستخدامها في ري المزارع، مع استمرار انقطاع شبكة المياه الرئيسية عن معظم المدن والبلدات في المحافظة . وتسبب انخفاض منسوب المياه في السدود في دفع سكان العديد من المناطق، وخاصة درعا المدينة، إلى الاعتماد بشكل رئيسي على الآبار لاستخراج مياه الشرب دون تنقية أو تعقيم، في ظل تحذيرات أطلقتها منظمة الصحة العالمية من “تفشي مرض الكوليرا في سوريا في الأشهر المقبلة، بسبب تلوث المياه والجفاف، بعد رصد المنظمة لزيادة في حالات الإصابة بالتهاب الكبد الوبائي التي بلغت نحو 31 ألف حالة العام الماضي”. وبحسب تقارير إحصائية لدى بعض المجالس المحلية، التابعة للحكومة السورية المؤقتة، فإن أكثر من 7 سدود قد جفّت بشكل كامل، تنتشر معظمها في منطقة حوض اليرموك بريف درعا الغربي الخاضع لسيطرة المعارضة، بسبب السحب الجائر للمياه منها بواسطة جرارات زراعية، إضافة إلى تراجع معدل الهطولات المطرية خلال السنوات الأربعة المنصرمة . تجدُر الإشارة إلى أن المياه المستخرجة من الآبار تباع للمواطنين عبر صهاريج بسعر 3 آلاف ليرة سورية، أي ما يعادل 12 دولار أميركي للصهريج الواحد .