تجاهلت الأمم المتحدة تحميل روسيا بشكل واضح مسؤولية هجمات تعرضت لها منشآت مدنية شمالي غربي سوريا، العام الماضي.
وأصدر مجلس تحقيق تابع للأمم المتحدة، الاثنين الماضي، تقريرًا حول سبع هجمات على مرافق صحية وخدمية في سوريا.
وأشار التقرير إلى أن النظام السوري وحلفاءه قد يكونون مسؤولين عن خمس من الهجمات، لكنه لم يسمِّ روسيا صراحة، وهو ما تسبب بانتقادات واسعة للأمم المتحدة، بحسب صحيفة “نيويورك تايمز“.
ضغط روسي
أُنشئ مجلس التحقيق الأممي في أيلول عام 2019، وكان من المفترض أن يقدم تقريره بحلول العام نفسه، ولكن تم تأجيله حتى آذار 2020.
وتسلم غوتيريش نتائج التحقيق في 9 من آذار الماضي، إلا أن ملخص التقرير لم يصدر إلا بعد نحو شهر من ذلك، دون ذكر أسباب عدم نشره فور تسلمه.
وبحسب ما قاله دبلوماسيون لصحيفة “نيويورك تايمز“، فإن الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، تعرض لضغط روسي من أجل عدم نشر نتائج التحقيق.
من جهة أخرى، قصفت روسيا مستشفى كفرنبل الجراحي مرتين، وهو أحد المواقع الخاضعة للتحقيق الأممي، كما تعرض المستشفى ذاته إلى هجوم منفصل نفذه النظام.
لكن مجلس التحقيق الأممي ركز على هجوم النظام الذي وقع في تموز 2019، بدلًا من النظر في الهجومين الروسيين.
وقال مدير شؤون الأمم المتحدة في “مجموعة الأزمات الدولية”، ريتشارد جوان، “هذا جهد لتقليل الإساءة إلى موسكو، ويعكس حقيقة أن مسؤولي الأمم المتحدة يعتقدون أن استمرار التعاون مع روسيا، هو مفتاح مستقبل العمليات الإنسانية في سوريا”.
أدلة واضحة
تجاهلت الأمم المتحدة في تحقيقها تسجيلات صوتية تعود لسلاح الجو الروسي، في أثناء تنفيذه عمليات قصف للمشافي في سوريا، نشرتها صحيفة “التايمز” في 13 من تشرين الأول 2019.
وأظهرت التسجيلات حينها، أن الطائرات الحربية الروسية قصفت سلسلة من المستشفيات في شمال غربي سوريا، على مدى 12 ساعة.
ووقع الهجوم على المستشفيات في أيار 2019، ثم تعرض أحد تلك المستشفيات للقصف مرة أخرى في تشرين الثاني من العام ذاته.
وذكرت الصحيفة أنها حصلت على اتصالات أجراها سلاح الجو الروسي في أثناء قصفه منشآت طبية، من خلال فك رموز آلاف من موجات بث الراديو التابع للقوات الروسية، موثقة أشهرًا من نشاط الطيارين.
اقرأ أيضًا: ما الجدوى القانونية من تحقيق الأمم المتحدة؟
انتقادات
أدان فريق “منسقو استجابة سوريا” في بيان أمس، الثلاثاء 7 من نيسان، عدم تسمية الطرف الروسي بشكل صريح في تقرير الأمم المتحدة.
وذكر البيان أن 80% من استهدافات المشافي والمدارس كانت من قبل روسيا، وتم توثيقها ومعاينة الأماكن المستهدفة من قبل العديد من الجهات بما فيها “منسقو استجابة سوريا”، وفقًا للبيان.
كما انتقدت منظمة “هيومن رايتس ووتش”، عدم تسمية روسيا بشكل صريح كطرف مسؤول عن هذه الهجمات إلى جانب النظام السوري.
وقال المدير التنفيذي للمنظمة، كينيث روث، في تغريدة على “تويتر”، “يصدر مجلس التحقيق الآن تقريرًا مراوغًا، كل ذلك لتجنب الإساءة إلى روسيا، الجاني الرئيس مع النظام السوري”.
وأكدت السفيرة الأمريكية السابقة لدى الأمم المتحدة، سامنثا باور، أن “الدليل على دور روسيا -بما في ذلك التسجيلات الصوتية للضباط الروس الذين يخططون للهجمات، ويمررون الإحداثيات ويناقشون الأهداف- أمر واضح”.
وأضافت في تغريدة على “تويتر” أمس، “هذا تستّر من الأمم المتحدة، وهو أمر مخجل”.
نقلا عن عنب بلدي